صلاح الزين
‫الرئيسية‬ ثقافة في ربوبية الكورونا وخطل الوجود
ثقافة - مقالات - 9 يناير 2021, 14:41

في ربوبية الكورونا وخطل الوجود

صلاح الزين

أخطو نحو الثانية. والخطو تعريفاً استدراك الخالق بضآلة تلك الخطوة التي أنجبت آدم. فاستدرك ــ أعني الخالق ــ شح الخطو، فنظر، وأعاد النظر هتف العدم المخنوق باحتمال الوجود، هتف: أيتها الآلهة لا مناص من اكتمال الخطو خطوة تهبك بداهة الخطو على ساقين. فضحك الخالق ومن رذاذ ضحكه خرجت حواء واستوى الخالق على ساقين من سماء وأرض.

ومن غرب لا شرق له أتت الكورونا. والكورونا تعريفاً هي توسيع الخطو بين ضفتين إحداهما بقمر شمال الريح، والأخرى بدنو الخيبات من تمامها. حينها ولد الحكي من غير أبوين، فنقصت الحكاية، فأكملتها الآلهة في قدرة النبي الخضر على الخطو فوق الماء.

والماء، كحالة فرجة من غير جمهور، لا يوجد إلا بين ضفتين لا تحب إحداهما الأخرى، فكانت الموجة رسول الصلح البحتاج لنزهة خطو بين خصمين، فكان الرمل. فأخذتها، أعني امرأتي، إلى شاطئ برمل لأحكي حكاية استواء الخالق على ساقين من سماء، وأرض.

بس كيف تحكي حكاية ما عندها أبوين ولا شهادة ميلاد؟!

تبدأ الحكاية أنَّه في ذات يوم مضجر جوفه بخلوه من أصدقاء وحنين أن سقط جزءاً من القمر. لم ينتبه المارة لشيء هم يجهلونه، لما سقط من علٍ من بين شهوات الله. كنت وقتها، وليس ككل المارة، أرقب من منحنى سفح ما، أجهل أينه، تدحرج برتقالة الضجر اليومي بزهو وخيلاء، كغابات عند نهايات غروب عجول. كيف لي أن أخلع عنها قمطها، أعني صديقتي والحكاية، وأهديها لقمر في سرة حسناء تتوسط صهيل سأمي؟!

فأكمل النبي الخضر الحكاية:

خلق الله الأعلى فيَّ وترك لي الأسفل،
فكانت أرجلي من ماء يعلو الموج أو يكونه
فأنشدت رجلاي:

اركض، اركض كشهوة وكشبح
لا أنا أنا
ولا منتهى لي
أبديتي هناك
خطيئة تذرفني ضحكاً بلا وجه
فأغدو يتم السراب وأسرج
اللون معنىً للبداهة
وضجر الحنين أن يصير
اسماً لليباب
لا امرأة لي تتلف المرايا
ولا نسب يحتويني
أنا الخضر
والماء
لكمو خلو المساءات من أمي
وخوف الضجر من الأصدقاء
لا الوتر يسلي صنوه ولا اللون يحكي
شهوة الرسام
كيف لي ولنا أن
نكون وسطاً يصعد
نحو الهاوية بلا
تفاحة تعطي الشجرة معنىً واتساقاً
رباه لا أنت غافرٌ
ولا أنا بعضٌ
من سؤال
لك ما لك من أبد ترتديه
ولي ما للمخلوق بعضٌ من اضطراب

تعب الخضر المائي وانزلق، انزلق كحجر وغاص في بيدر أنوثة المعنى كسماء تذوب في زرقتها، فأطلت الكورونا

حكايتها:
أذرف العالمون شهوةً لباسها همو
وأرتب السابق وإن كان كلاً من اتساق
وأزمه من أنف محاه الإعجاب بالغيم
في غير ما موسمه، كحجر في فلاة بلا رعاة
لي ولكمو ما تجهله الغيمة من اتجاه الريح ورائحة الرعاة والقطيع
ذهاب الأحد للأحد
كفلاة تركض نحو سرتها فيستبين لوح الماء


  • أصابت الكورونا في من أصابت هجرة الأحد للأحد فأمرضت ذاك الانشقاق. مات من ماتوا لا بتطفلها على عمر معلوم rather بسبب رتق ذاك الفتق !!

انمازت عما سبقها باغتيال المتباعد من بعضه، حتى ترفد الغيمة لمسامرة قمر مجاور به يكون الانهطال وتعريف القمر.

هي، أعنيها، أي الكورونا، فسحة بحديقة يشير عطرها لعطر ورد ذات الحديقة حتى تكتمل. هي عطرك يشير إلى حديقة عطرك كعطر إنساني لا يكتمل بلا حديقة انت وردها وجناح فراشة قلقة وبلونين.

فيها صفات الله، أعني الكورونا، أن تكون أنت أنت في قربك لا لأحد حتى يكتمل مشهد ما غاب عنك، وهو هو أنت من غير أن تكون بصفات الواحد الأحد وإنما أن تخصم من ذاك الأحد حتى تكون أنت ومن ثم تكونه، ويكونك في قرب كليكما لذاته!! ولذلك فالكورونا ذهاب الآلهة لما خلقت واقتراب المخلوق لصفات الآلهة.

الكائن، مطلق كائن، في حرية ركضه بلا لجام، يركض نحو جهات من أوجده بغير نزوع إحلالي وإنما شرب نخب به ينماز الاثنان أن لا يكون أحدهما الآخر حتى تكون الحياة!! ألا أكونك هي هي استحالة أن تكونني فيكون الكون بانفصال تكوننا عن بعض!! وهنا تكون الديانات والأسطورة بعين الخبز والحرية.

هي، الكورونا، بعض من الآلهة والمخلوق في سيامية جمال الموجود والمنوجد لاستحالة الفصل بين الاثنين وعطالة كل منهما، يتكاملان في نقصانهما ويتناقصان في اكتمالهما حتى يصيران.

ويكمل النبي الخضر المقدودة رجليه من موج وماء بلسان درويش المدبوغ بالسؤال:

لم نولد لنسأل
كيف تم الانتقال
الفذ من ما ليس
عضوياً إلى العضوي
قد ولدنا كيفما اتفق
وانتشرنا كالنمال على الحصير

الحكاية: مؤانسة المكان للمكان:

قنطرة شرق غروب الشمس وقرية شرق الغروب وما بينهما مائدة للخيال بلا طعام ولكن بشهيات كثر. ارتبك الخضر المائي بإحلال ديني: أن تكون نعليه برباط من شهيات بلا طعام.

فكانت الكورونا، موجاً لأقدام الخضر، يابسةً تعيد تعريف المشي، شجرة ميلاد ونسب للمخفي في الرائحة، حنين بلا جرس وصدى وشرفةً للحب من غير أن تصيره حتى يكون، فكانت خطو الله على ساقين من سماء وأرض لنحبه من غير أن نكونه أو نشتهيه.

 

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 0 / 5. Total : 0

كن أول من يقيم هذا المقال