مصادر لمداميك : تصدُّعات وخلافات حادَّة أصابت القوى الانقلابية تجعل توحُّدها صعبًا فى هذه المرحلة

مداميك :الخرطوم

علمتْ مداميك أن هناك تصدُّعات وخلافات حادَّة أصابت القوى التى شاركت يوم 25 أكتوبر فى الانقلاب العسكرى بقيادة البرهان وحميدتى، وبات توحُّد تلك القوى صعبًا فى هذه المرحلة رغم محاولات الوساطة التى يقودها قيادات من فلول النظام البائد لرأب التَّصدُّعات وتهدئة الخواطر. وتفيد معلومات لمداميك أن قيادات الفلول فى غاية القلق من اتساع الخلافات التى حتمًا ستؤدي إلى مواجهات عسكرية ستعصف بالانقلاب وتقلب كل المعادلات وتخشى أن تكون ضحية الاختلافات.

وأكَّدت مصادر استخبارتية لمداميك أنَّ حِدَّة الخلافات متعددة الجوانب قد زادت أمس الخميس بسبب المجازر والعنف غير المبرر والانتهاكات التى مارستها القوات الانقلابية على مواكب مليونية 17 نوفمبر؛ حيث تختلف آراء الانقلابيين حولها، وترى طائفةٌ منهم أنَّ هذه الوحشيَّة أفقدتهم أيّ تعاطف، ووضعتهم فى مواجهة تغلق أمامهم أبواب الخروج الآمن حال فشل الانقلاب، وأيضًا إغلاق باب التعامل الدولى حال تمكّنهم من الحكم ممَّا يعرضهم للعقوبات الشخصيَّة ويعرَّض السودان إلى أزمةٍ اقتصادية تحت حكمهم.

وكشفت المصادر لمداميك أن قائد الانقلاب البرهان صبَّ جحيم غضبه على عناصر جهاز الأمن والمخابرات من جهة ومن جهةٍ أخرى على عناصر مجموعة اعتصام القصر التى ساندت انقلابه، فيما يرى حميدتى أنه الخاسر الأكبر من كل الشركاء وأن الجيش والفلول قد غرَّرت به وغادر الاجتماع غاضبا. بينما ترى مجموعة القصر انها أصبحت فى الهامش بعد أن طفا الفلول على السَّطح. وفى المقابل ينتاب قادة الحركات المسلَّحة القلق من انسلاخ يومى لعضويتها من الحركات وترى نفسها أصبحت عاريةً من العضوية المؤثرة وقد أصبحت قيادات هلاميَّة.

ونقلت المصادر لمداميك تفاصيل الخلاف الحاد الذى نشب بين القوات المسلحة و قيادات الدعم السريع بعد اتهام حميدتى لعناصر من الجيش تتبع للفلول بتحريك مليشياته وبات يفقد  السيطرة  عليها  وقال انه يعلم الهدف من وراء ذلك وهو  توريطه وقواته امام المجتمع الدولى تمهيدا لتقديمه كبشا لفداء قادة القوات المسلحة من العقوبات رغم موافقتهم واشتراكهم  معا فى كل مخططات الانقلاب ويجب عدم انكارها وتحمل مسؤوليتها وغادر حميدتي الاجتماع غاضبا  اثر  رد  لواء بالجيش  عليه  بالقول  “الذى يفقد السيطرة على قواته  فريق خلا ساى ”  وطلب حميدتي من قواته اصدار بيان لتوضيح ما يجرى وبالفعل قال الناطق الرسمي لقوات الدعم السريع جمال جمعة آدم محمد في تعميم صحفي  أنه ومنذ تطور الأحداث الأخيرة، تقوم الدعم السريع بواجباتها ضمن قوة مُشتركة من الشرطة والقوات المسلحة، ولا تعمل منفردة مهما تطورت الأحداث وتغيرت ظروف العمل. واضاف هناك ظاهرة ارتداء زي الدعم السريع والقيام بأعمال تتنافى مع واجبات القوات وتسيئ لها وتشحن المُواطنين بمعلومات سالبة ضد القوات النظامية وخاصةً الدعم السريع، وأعلن أن قواته تعمل جاهدة للتعامل مع المعلومات وظواهر الانتحال بكل جدية وحسم حتى تفوت الفرصة على المتربصين، وتعلم أن أصحاب الأجندة لن يتوقفوا عن استهداف الدعم السريع.

واشارت المصادر الى اجتماع  آخر وبخ فيه قائد الانقلاب البرهان قيادة جهاز  الامن والمخابرات بان تقاريرهم “طلعت مجرد كلام فارغ ” ادخله فى مواجهات غير محسوبة. ووصف البرهان جهاز الامن والمخابرات بالفاشل واتهم قادنه بإفساد الخطط الانقلابية التى اعتمدت على  تضليل تقرير المخابرات بعنوان “قراءة فى الموقف  الاستراتيجي فرص نجاح استيلاء القوات المسلحة على السلطة”  الذى تضمن تحليلا  نفسيا لشخصية رئيس الوزراء عبد الله حمدوك  واوصى بخطة يكون رئيس الوزاء هو محور نجاح الانقلاب بعد ان خلص التحليل بانه شخصية توفيقة ومترددة وحتما سترضخ لضغوط  قادة الانقلاب وستقبل منصب رئيس وزراء  بعد تنفيذ الانقلاب وستكون شرعية عبدالله حمدوك  مدخل للاعتراف الدولي بشرعية الانقلاب كما ستضمن تأييد جزء معقول من المواطنين يستطيع ان يثبت شرعية الانقلاب المحلية .

واوضحت مصادر مداميك ان قائد الانقلاب البرهان  وجه انتقادات لاذعة  ومهينة  فى اجتماع منفصل مع عناصر مجموعة اعتصام القصر التى ساندت انقلابه ووصفهم بالكذبة الذين لايملكون اى تأثير سياسى وان وعودهم بالدعم الجماهيرى للانقلاب كانت مجرد اكاذيب واضاف ان عليهم ادراك اوزانهم الحقيقية وطلب منهم  عدم مناقشة  تقلص دورهم فى الوضع السياسى الراهن وايقاف الاحتجاج المتواصل بانه استعاض بالفلول عنهم نظرا الان الوقت غير مناسب وانه مشغول بالكثير لانجاح الانقلاب.

وذكرت المصادر لمداميك ان قادة الحركات المسلحة  اعربوا  فى اجتماع مع قادة الانقلاب عن شعور بقلق مقرون بحسرة عن ان اشتراكهم الظاهر فى الانقلاب افقدهم التعاطف المحلى والدولى ووضعهم فى موقع العزلة والهجوم المتواصل من الجماهير وقالوا ان خطوة الانقلاب  خلخلت البنيان التنظيمى لحركاتهم التى تشهد  استقالات جماعية من كوارد الحركات التاريخية الفاعلة  التى رفضت الانقلاب  وتجرم العنف وقتل المتظاهرين وقالت المصادر ان قادة الانقلاب طلبوا منهم الصبر والصمود لحين تستقر الامور وان وضعهم لا يمكن تجريمه نظرا ان علاقتهم السياسية اتت من اتفاقية سلام ملزمة لكل الحكومات .