‫الرئيسية‬ مفكرة الحرب تفاكير لا تخص أحد
مفكرة الحرب - 13 أغسطس 2025, 11:23

تفاكير لا تخص أحد

شعر :صلاح الزين

المنفَى عصاة
عصاةٌ بيَدِ رِيحٍ بأصابعَ أربعة
ريحٌ جفَّت غريزتُها فما سالَ السحابْ
فاستبدَلَها موسى بعصاةِ الله
فتكلمَ
وانهمر الغمامْ

دمعةٌ سقطت على جناحِ ذبابة
مخدةٌ نُولُها من إبر الأرقْ
قبلةٌ لا تُحتمَل
صحابٌ شاخَ غبارُ نعالهم
نبعٌ تَعافُه الظباءْ
مكانٌ ما به مأوىً للمكان
شارعٌ تقاصرَ أنْ يكونَ درباً للمسيرْ

المنفَى شرفةٌ من غير عقد إيجارْ
فسحةٌ بلا أضلاع
تعبِئُ فوهةَ العدم بعروق الحنين
فينحَتُفُ الشعاعْ
سكِّينةٌ تقصُّ أرجلَ الليل إنْ تَمدَّدَ واستطالْ
فتطوي لحافَهُ قهوةً للصباح

المنفَى علكةٌ تمضغها ظهيرةٌ بلا أسنان
خاطرةٌ بلا جوارب تَصُدّ الشتاءْ
غابةٌ أخفتْ أنوثتَها من تَطَفُّلِ الغزالْ
قليلاً، أرْخَتْ تنورتَها لِسَتْرِ خصرِ الظلالْ

المنفَى رائحةٌ بطعمٍ ولسانْ
صَيْرَفيٌّ في عطلةْ
بَقّالٌ منهَكٌ
وبعضُ اعتذارْ

كحصاةٍ يصحو باكرًا
يشرّع أبواب حظائِرِهِ ويغسلُ نعاسَ الغبارْ
يتلو وصاياه
يلبس رعاياه ضوء الصباح

سراً يهمسُ المنفِيُّ لصِنوِهِ المَخفيِّ:
لنلتقِ عند حانة الغروب
نعضُّ المكانَ في مَنبتِ عُنُقِهِ
ومِن ما سها عنه السكارى
وسكتت عنه المنافضُ والرمادْ
نكوِّرُ حجراً
نقذفه في بحيرة الغربان
لتطير عالياً، عالياً نحو الإله
ونبارك الإله

فيهمس المَخفيُّ لنصفِه المنفَيُّ:
المَنفَى ثمالة اليقين
برتقالةٌ سقطَتْ من غابةِ الوقتِ
وما أجفَلَتْ سرب الحمام
حبل الغمام الذي جف
قيلولةٌ ينقُصها خَدَرُ النعاس
بيضةٌ لم تفقس
زمنٌ لا يُعرَّفَ بالوقتِ
حانةٌ بلا نادلٍ وعنوانْ
ولا أثرَ فوق الدروب

المنفَى ضفيرةٌ يُمشِّطُها المكان فيتساقط شَعرُها
يقول المنفِيُّ لنِصفِهِ المخفي.

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 4.2 / 5. Total : 5

كن أول من يقيم هذا المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *