‫الرئيسية‬ مجتمع أخبار نزاعٌ داخليٌّ وصراعٌ دوليٌّ ومرتزقةٌ يرسمون أضلاع مثلث الرُّعب الليبي
أخبار - تقارير - 8 يوليو 2020, 22:15

نزاعٌ داخليٌّ وصراعٌ دوليٌّ ومرتزقةٌ يرسمون أضلاع مثلث الرُّعب الليبي

أثار قصف قاعدة عقبة بن نافع (الوطية)، من قبل طائراتٍ حربيةٍ علامات استفهامٍ كبيرة، خاصة أنَّه أتي بعد وقتٍ قصيرٍ من نصب تركيا منظومة دفاعٍ جويٍّ أمريكية الصنع في القاعدة الاستراتيجية. ويثير التدخل التركي في ليبيا غضب قوى إقليمية ودولية، في مقدمتها فرنسا وروسيا، فضلاً عن الليبيين المدعومين عربياً، الأمر الذي يضع أنقرة في مواجهة وضع معقد.

ذكر مراقبون أنَّ الهجوم في توقيته ومكانه “رسالةٌ واضحةٌ إلى تركيا، مضمونها أنَّ إقامتها في ليبيا ستكون تكاليفها كبيرة، وخصومها مستعدون للذهاب بعيداً في لعبة عض الأصابع”. وأشاروا إلى أنَّ اختيار الهدف له دلالةٌ مهمةٌ في ظلِّ الحديث عن مباحثات تحويل القاعدة إلى قاعدة تركيةٍ خالصة، ونشر منظومة دفاع أمريكية الصنع فيها، وتوقيتٌ حساسٌ للهجوم في نهاية زيارة وزير الدفاع التركي إلى طرابلس، يرافقه وفدٌ أمنيٌّ وعسكريٌّ كبير، حيث تفقد مركز عمليات فيه جنود أتراك لتقديم دعم لقوات الوفاق.

ورجَّح موقع بلغاري متخصص في الشؤون العسكرية، احتمال تنفيذ تركيا ضرباتٍ جويةٍ على قاعدة الجفرة الجوية خلال الفترة المقبلة، وأوضح الموقع أنَّ هذه الشكوك تعززها مقاطع فيديو نشرت في شبكة الإنترنت عن تدريبات تضمنت تزود طائرات (إف – 16) تركية بالوقود في الجو.

كما نقل عن الخبير العسكري يوري ليامين “أنَّ النزاع في ليبيا يتطور نحو المزيد من التصعيد، خاصة بعد التدمير الأخير لمنظومات صواريخ (هوك) المضادة للطائرات في قاعدة (الوطية) الجوية، التي تسيطر عليها حكومة الوفاق والجيش التركي”، و رأى المصدر أنَّ “تركيا تستطيع استخدام أسطولها الكبير نسبياً من مقاتلات (إف – 16) لمهاجمة قاعدة الجفرة الجوية”.

فيما أعلنت البحرية التركية نداء البحري، أكدت فيه أنَّها ستجري تدريباً بمناطق فيها مناورات، وتابعت أنَّ هذه المناورات تهدف لإرسال رسائل إلى دول الاتحاد الأوروبي، واليونان، والدول المشاركة في العملية، والدول الصديقة والمعادية في شرق المتوسط على حد سواء.

وكانت القوات التركية قد أجرت مناورات بحرية ضخمة في 11 يونيو بمشاركة عناصر النخبة من القوات الجوية والبحرية، شاركت في تلك المناورات (17) طائرة تابعة للقوات الجوية، و(8) فرقاطات، وطرادات تابعة لقيادة القوات البحرية، واستغرقت نحو (8) ساعات، وشملت مساراً بطول ألفي كيلو متر.

وأكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أنَّ لبلاده حقاً شرعياً في التدخل في ليبيا المجاورة، وأمر الجيش بالاستعداد لتنفيذ أي عملية خارج البلاد إذا دعت الحاجة لذلك. وسرعان ما أيدت السعودية موقف مصر، وقالت وزارة خارجيتها في بيان إنَّ “المملكة تقف إلى جانب مصر في حقها في الدفاع عن حدودها وشعبها من نزعات التطرف والمليشيات الإرهابية وداعميها في المنطقة”.

تصريحات السيسي جاءت وسط تزايد التوترات بسبب تدخل تركيا في ليبيا، وحذر أيضاً القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً في طرابلس من عبور خط الجبهة الحالي مع قوات الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر.

ورفض وزير الخارجية الإماراتي والفرنسي تدخل تركيا السافر في ليبيا، وأكدا على مبادرة القاهرة كحل للأزمة الليبية، وأكد الجانبان كذلك دعم جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية الذي يعد الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها.

وزير الدفاع التركي ونظيره الإيطالي يؤكدان تطابق وجهات النظر لإيجاد حل سياسي، بعد أن وافق مجلس الشيوخ الإيطالي على إعادة تمويل البعثة العسكرية في ليبيا، خلال بحث تجديد تمويل البعثات الايطالية في الخارج لعام آخر، لتدريب ودعم حرس السواحل الليبي للتصدي للهجرة غير الشرعية.

وأبدت ايطاليا في مذكرة أملها في أن يكون التعاون مع ليبيا في إطار أوروبي وليس ثنائي فقط، والذي يجب أن يستمر على أسس متجددة ومتينة، وأن يمتثل كشرط أساسي إلى الحماية الكاملة لحقوق الإنسان للمهاجرين، والاحترام الصارم للاتفاقيات الدولية.

على صعيد آخر، أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي للدعم في ليبيا عن تقديمها مساعدات طارئة للعائلات النازحة بسبب الصراع في ليبيا، وقالت البعثة في بيان لها إنَّ الصراع في ليبيا أدى إلى ارتفاع جديد في النزوح، وأنَّه تم تخصيص (100) ألف يورو كمساعدة طارئة للأسر التي اضطرت للفرار بسبب القتال المستمر.

وأوضحت البعثة أنَّ هذا الدعم والتمويل جزءٌ من المساهمة الإجمالية للاتحاد الأوروبي في صندوق الطوارئ للإغاثة من الكوارث التابع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر .

وفي محاولة لإنقاذ الوضع الاقتصادي والإنساني المتردي، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط استعدادها لاستئناف العمل في ميناء السدرة النفطي، داعيةً جميع الأطراف الليبية إلى دعمها والسماح لناقلة في وضع الاستعداد حالياً في منطقة المخطاف في الميناء لبدء تحميل النفط الخام من الخزانات.

وأشارت المؤسسة عبر صفحتها الرسمية إلى أنَّ هناك حاجة ملحة لاستئناف الإنتاج في أقرب وقت ممكن لوقف الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية النفطية الليبية.

يذكر أنَّ الميناء يتبع لامتياز الواحة والذي تتوزع ملكيته بواقع (59.18%) للمؤسسة، و(16.33%) لشركة توتال، و(16.33%) لشركة كونوكو فيليبس، و(8.16%) لشركة هيس. والوطنية للنفط تعلن استعدادها لاستئناف العمل بميناء السدرة النفطي.

وفي ظل النزاع المحلي والتدخل الدولي والفوضى الأمنية، تفيد تقارير بوجود آلاف المرتزقة في ليبيا، يقاتلون مع مختلف الأطراف، وحسب تقرير رصده خبراء الأمم المتحدة المكلفون بمراقبة حظر الأسلحة المفروض على ليبيا (33) رحلةً منذ مطلع العام عبر أجنحة الشام.

وينقل التقرير عن مصادر في الميدان، أنَّ عدد المقاتلين السوريين الداعمين للمشير حفتر أقل من ألفين، وانتقل عدد منهم عبر خطوط أجنحة الشام بموجب عقود مدتها ثلاثة أشهر.

يذكر التقرير أنَّه تمَّ تجنيد هؤلاء المقاتلين عبر شركة الأمن الروسية الخاصة (فاغنر) لصالح قوات حفتر، ولطالما نفت روسيا أي دور لها في وجود مرتزقة روس في ليبيا، إلا أنَّ فريق الأمم المتحدة قال إنَّه وجَّه سؤالاً إلى الحكومة السورية عن الرحلات إلى بنغازي، وأتاه الجواب أنَّها مخصصة “لنقل المدنيين خصوصاً السوريين المقيمين في ليبيا”.

فيما أكدت صحيفة ألمانية في تحقيق على موقعها في الإنترنت القول بأنَّ “شركة فاغنر تحاول إغراء شبان سوريين في محافظة القنيطرة، وفي مدينة دير الزور، وبينهم ثوار سابقون تصالحوا مع نظام الأسد، من أجل أن تكسبهم للحرب الأهلية في شمال أفريقيا”.

وقال شاهد من القنيطرة للصحيفة الألمانية إنَّهم حصلوا على وعد من الشركة بالحصول على مغريات مالية كبيرة، وإنَّهم لن يتم تعقبهم للخدمة في الجيش السوري. وقال الصحفي السوري أنور الرفاعي للصحيفة الألمانية: “أخبرني قريب أحد المجندين الشبان بأنَّ ضباط المخابرات العسكرية لنظام الأسد، وبعض مخاتير القرى، بدأوا قبل شهر في إقناع الشباب بالانضمام إلى فاغنر للقتال في ليبيا”.

وعلمت الصحيفة من مصادر عدة أنَّ عقود شركة (فانغر) مع هؤلاء لمدة ثلاثة أشهر، وحصل المقاتلون السوريون على وعد براتب يبلغ ألف دولار شهرياً. وإذا أصيبوا أو قتلوا في ليبيا فإنَّهم أو أسرهم سيحصلون على ما يتراوح بين (25000) إلى (50.000) دولار.

أمَّا نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، فقال: “إنَّ فريق خبراء لجنة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يقوم بالإبلاغ بانتظام عن نقل المرتزقة الأجانب إلى ليبيا، وهو ما تؤكد روسيا حدوثه، بمساعدة تركيا”.

وقال مدير المرصد السوري، الاثنين، علي عبد الرحمن، إنَّ عدد قتلى المرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا فاق الـ (400)، بينهم نحو (27) من الأطفال، وأضاف عبد الرحمن، في تصريحات صحفية، أنَّ عدد المرتزقة السوريين في ليبيا ارتفع إلى نحو (14000) مرتزق، لافتاً إلى أنَّه جرى نقل عناصر جهاديين من تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا عبر الأراضي التركية.

 

 

 

 

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 0 / 5. Total : 0

كن أول من يقيم هذا المقال