‫الرئيسية‬ مفكرة الحرب الحرب تُفَلِّي قَمْلَ قهوتِها
مفكرة الحرب - 11 أبريل 2025, 13:47

الحرب تُفَلِّي قَمْلَ قهوتِها

شعر : صلاح الزين

في عجلة من أمرِها
كما طفل يشرئِبُّ للرضاع
الحربُ تلفُّ وسطَها بِشالٍ
من هديلِ الحمام
وتَخرُجْ..
الحربُ تَخرُجْ..
عُنقُها معطونٌ في عطرٍ
من دموعِ الملائكة
ونثيثِ الغمام

الحربُ تخطو
خارجَ شراشف نومِها
والمنام
لا وقتَ لها لتنظر خلفها
وتستر بذاءة حُلمِها
لا وقتَ لها،
فالأَمام هو الأَمام

الحربُ تدخل مقهىً
عندَ ناصيةِ المعنى والكلام
كنورَسٍ يخشى غوايةَ موجة
نبيذٌ يخاف لونَهُ وفخاخَ الشفاه
وبنعالٍ من خيبةِ آدم وما لم يقله الإله
الحربُ تخطو فوق عتبة المكان
تجلس،
هناك تجلس، كقطة هجرها مواءُ العشيق
قليلاً ترفع حاجبيها
قليلاً، وهي تمسح نطفةً من ما تبقى من دلالٍ
وبعينيها تشير إلى نادلة تعبُها من هِيلٍ وحبهان
وخاصرةٍ بِسنانٍ من شِراك
كجمرةٍ تخاف الانطفاء

الحربُ لا وقتَ لها للانتظار
فيومُها حبلُ غسيلٍ للهواء
يراعةٌ بِنَهمٍ للشعاع
صلاةٌ تَمَلُّ أسرارَها والسجود
تدلقُ ماءَ وضوئِها لتُسقي السراب
وتغسل جناحَ نحلةٍ من صَفَقِ الحراز
تُوقِظُ نميمةً من قيلولتها
تُصلِح ما انكسر من مِرآتِها
تُمشِّط أرقَ خُصلتِها
تلثم حلمة أُذُنِها
لتغفو برهةً وتستريح
فالحربُ لا وقتَ لها للصحبةِ ورَشْفِ المُدام
وصيفاتُها كَسَرْنَ الكمنجة
بَتَرْنَ الأصابعَ
وصوتَ المغني
أَطعَمْنَ أوتارها لحانةٍ
بلا خطيئة وعاهرات
فتوسَّدَ الساقي دخانَ الغيابِ
ونام

تقول المذيعة: ثمة حربٌ انفجرت هناك!
الحربُ لا وقتَ لها
لا وقتَ لِتُفَلِّي قَملَ قهوتها
تلعقُ ما سال من هيلٍ
على طرف شفتها
وتُصلِحُ عطرَها الذي قليلاً مال

الحربُ بحياءِ قمرٍ تسلل خَلل شقوقِ سحابة
فلا تنظر للحرب الهناك
تَشغِلُها وجوهُ المارة
والجالسينَ حولها
ثنيةُ ركبةِ النادلة
وشْمُها وعُنقُها
قرطُ أُذنيها
ربلةٌ كنبعٍ من عنبٍ
وارتباكِ غزال
فالحربُ لا وقت لها للحرب
وتأمُّلُ جنديٍّ بجرَسٍ
يوقظ العصافير
ويخضُّ نعاسَ النهار

جالسةٌ هناك فوق مقعدها
وسط المكان
كجذعِ شجرةٍ عجوز
تستريحُ الحربُ بين نَخْبين
من نبيذٍ ودخان
وردةُ ورحيق
نحلةُ تغافل هبةَ ريحٍ
يراعةُ تنام
في جفن النهار
فتسأمْ
الحربُ تسأمْ
كما حجرٍ يجلس
على كتفِ هاوية
تسأمُ الحربُ
فتَخرُجْ

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 3.6 / 5. Total : 8

كن أول من يقيم هذا المقال

تعليق واحد

‫التعليقات مغلقة.‬