【فليُحاكَم صديق يوسف】

صلاح الزين

عمنا صديق هزَمَهُم لسببين: السرديةُ العُمْرِية (فوق التمانين) والإيمانُ بما كانَهُ وهو دون الثلاثين عندما انتمَى للحزب. لا الشباب أخَذَهُ إلى البنفسج ولا العُمْر أسرَجَهُ دابةً تقتات على عُشبٍ سرابيٍّ على قبرٍ في حمد النيل!!

الحياة بالنسبة لعم صديق لا تموت وإنما يموت الموت لأنه لصٌ لا يستأذن الكائن الحي! هو يحب الهنا والهناك لأنه اقتات عشبة جلجامش !!

أتمنى من كل قلبي أن يُقدَّم لمحاكمة على حسب البلاغ: هو قال ما قال، وذات ما قاله يفتح نافذةً على فضاء المسكوت عنه!! قضاءٌ عادلٌ يحاكِمُ قولاً قاله عم صديق وهو في عُرِيِّ الحقيقة كشمسِ ظهيرةٍ قائظة تُضجِرُ قِطَ منتصف النهار! فليُقَدَّم لمحاكمة!

الشمع السمعي صَمَّ آذان الآخرين في أن يقولوا للفجر ما أكذبك. ولأن الفجرَ هوامشَ شمسِ الصباح فليُحاكَم حتى يكتمل الفجر فجراً يَعشَقُ صباحَهُ!

عم صديق مِن ما الله خلقهُ، والحزبُ يشكر الله على هذا المخلوق البِيَرتِق فتوقات الفجر عشان الشمس تقول للفجر صباح نهارك زين!

فليُحاكَم حتى تستقيم الحقيقة على سقالات التاريخ. و دا ما بقدروا عليهو كل الناس. إذن فليُحاكَم حتى لا يخجَلَ التاريخُ وتَسقُط البشرية في العدم كما كتب البير كامو!!

الماء لا طعم ولا رائحة له، بس موية ديسمبر الأخير ده اقتضت أن يكون للماء طعماً
ورائحة! قالها الحزب وعمنا صديق يوسف انتضى الرائحة ولون الثياب حتى يأخذ تاريخَ شهداءِ فضِّ الاعتصام إلى مسامرةٍ وونسة شرق القمر وشمال الريح !!
فليُحاكَم!

الثورات تحتاج إلى قابلة تُدرِك رائحةَ المخاض وشَكلَ الجنين وانفضاضَ الجسد عن حنينٍ غير ملزم لذات جغرافيا الجسد كمُهرةٍ تركضُ في مدى البرية وبِركةٍ تبدو سراباً! فليُحَاكم.
————–
خلفية:
في ١٧ نوفمبر ٢٠١٩ اعتقلت السلطات السودانية القيادي بالحزب الشيوعي (صديق يوسف) على خلفية بلاغ دونته ضده قوات الدعم السريع بعد أن اتهمها ومليشياتها بارتكاب جرائم حرب في دارفور فضلاً عن فض اعتصام الثوار أمام القيادة العامة في الثالث من يونيو ٢٠١٩.

وقد رفض صديق عدة وساطات لقبول طلب الدعم السريع بحفظ البلاغ ضده. بينما أصر رئيس هيئة محامي الدفاع الأستاذ (كمال الجزولي) على الاستمرار في المحاكمة أو شطب البلاغ نهائيا وليس حفظه وهو ما استجابت له قوات الدعم السريع في نهاية الأمر.