حارسة القيلولة
شعر _ صلاح الزين
من تعبٍ ومن وسنٍ
الحربُ تدخل غرفتها لتنام
تُغلقُ نافذتها
تَفرشُ مرقدَها بطفولةِ القصيدْ
تَسكبُ على مخدتها
قليلاً من عطر المرايا
تُلقي بنعناعِ الأرَقِ طعاماً للخطيئة
وظنونا قد تكونْ
ومن قَبلٍ، تنثرُ البذورَ
لطيور القيلولة وهدأة المساءْ
بخيطٍ من شعاع تُلِّوحُ بصنَّارتها
لتصطاد ما تشاءْ
تتركُ البابَ مُوارباً لتدخل البلادْ
وتدخلُ البلادُ بنعلين من هواءْ
البلادُ تدخل خِلسةً كنميمةٍ
لم تبارح الشفاهْ
تخلع نعليها عند عتبة المجهول فلا تخُضّ نوم السراب
تنضو ثيابها من دنسٍ وتخطو
بخفرٍ تخطو كما سحابةٍ
تستأذن شارع القمر للهطولْ
هكذا تدخل البلاد
تُنزِل الستائر لتصُدّ شياطين الظهيرة
لتنام الأميرةْ
تُوقد بخوراً من صندل الحقيقة
كيلا يترجل الحلم
عن طاولة الأميرة
ويستطيل المنامْ
تُهدهِد الحُلمَ
تمسح على زَغَبِهِ
وتُسقيهِ حليبَ النعاسْ
تُصلِحُ عُنقَهُ إنْ قليلاً
عن الوسادةٍ مالْ
البلادُ باكراً تَغسِلُ خِصرَها
بِعَوْرَةِ الماءِ وعصير الحرازْ
تفرش البلاد سجادةً
من وبر الملائكةْ
تتلو صلواتها
تخافُ عَثرةَ الصلوات
تَنَكُّبَ الطريقْ
وغضبَ الإلهْ
كسِربِ نملٍ يصعدُ ربوةً
البلاد تنتظرْ
تُرتِّبُ دولابَ انتظارها، هندامَها وما بَلِيَ من ثيابْ
بقَدَمِها وأسفلِ خصرِها
تسدُّ ثقوبَ البابْ
فلا يتسلل المساء ليوقظ الأميرةْ
يَدلقُ عَسَلَ قيلولتها
عُرسَ نحلٍ هَدّهُ الانتظارْ
فالأميرةُ يراعةٌ تخاف المساءَ والظلالْ
ومن ضجرٍ، البلادُ تُخرِجُ مرآتها
وتنتظرْ
تتأمل قَدَمَيْ الأميرة
قبوَ سُرَّتِها
وبِظُفرِها تُصلِحُ حِجْلَها
تَحكُّ بقعةً على قلادةِ عنقها
لا تُوقِظُ رنينَ أساوِرِها
وكسلِ الدلالْ
تمسحُ خدَّها بلبنِ الأوِزَّةْ،
بالفضة ونور السماوات تدْلِكُ جبينها،
بمُشطِ الحنين تُخلِّل خُصلتَها
من أمامٍ ومن وراءْ
ومن تعبٍ،
البلادُ تمسحُ حُبيباتِ عَرَقٍ
أسفلَ حَلَمَتيها
وتخرجْ
تُوصِدُ البابَ وتخرجْ