
كيفما تكون الحرب
صلاح الزين
بعد غفوةٍ على ظهر نملة
تصحو
كديكٍ لم توَفِّره الدجاجات والصلوات
تصحو
وليس كما الديك وانشغالاته،
تحيي الحرب الجالسة فوق سجادة الصلاة
تمسح على رأسها
كذئبٍ أخطأ ظلال القطيع وجنبات الجبال
فالحرب سهوُ القمر عن دربِهِ
خجلُ القصيدة من المفردات
يقضمها الحياء
كما زهرة عباد الشمس ترعى شؤونها
تُقلِّم أظافرها بالطلاء
تعطِّر أهدابها بماء الحياة
تمسح مقدمة حذائها
وتخطو خارجًا
فعشيقها هناك، هناك يطفو فوق بنفسج النبيذ
وصيفاتُها يفرشن الحرير لظلال الشمس
وفيةٌ لما قال الأوائل وورَّثوه للسلالة والبذور
الحربُ بجَمال حسناء مشغولة بالإخصاب
إنْ كان شيطانًا أو بغل ملاك
هي ما لم يقله العشب لفتنة الإخضرار
مهرةٌ أضاعت لون الصهيل
حياءُ الخاطرة من الاكتمال
شاعرٌ نازحٌ في سهوب المعنى وغموض السؤال
الحرب ضوءٌ لا يشيخ
محشوةٌ جيوبها بعشبة الخلود
بفصاحةِ حقلِ ذرةٍ أوان الحصاد
عشيقةٌ خبأتْ شهواتها في عتب الطريق
كيلا يضل العشيق
الحربُ ما لم يقال ذات أنسٍ وخمرٍ ووترٍ يتيمْ
كمنجاتٌ سها عنها الغناء
ونام المغنون
شارعٌ في قصةٍ اِنحتفَ قبل الوصول
خاطرةُ نحلةٍ في بستان
عباءةٌ من سديم
بصْقُ السراب على الزبد
غزالٌ خلعَ نعلَ الغابة وهشَّمَ مرايا الغدير
الحرب نعلُ الخليقة المدهون بألوان الاحتمال
رِباطهُ من عورة الماء ورمال التلال
تتزينُ كما سيدة تنضو أساورها على طاولةِ نزوةٍ من شهيق الروح
بنفسجُ الخيبة آن تسرق أهدابَها قيلولةٌ من بيض إبليس
تطهو طعامَها
تغسل الأواني وتطرد الذباب
نسلُها نطفةٌ في رحم الغياب وحدائق العدم
ما تخبئه الأجِنَّة في ثدي الحليب
والعاشق في قبو الخيانة وبؤبؤ العيون
الحرب غابةُ حرازٍ لا تطاق
نميمةٌ ما أكملَتْ عطستها ورائحة الشواء
الحربُ اعتذارُ الله لخلقهِ يوم يبعثون