20 سبتمبر 2025
saudia airlines ad
Saudia Airlines plane flying at sunrise, promoting a global first-class travel experience with Arabic slogan.
saudia airlines ad
Saudia Airlines plane flying at sunrise, promoting a global first-class travel experience with Arabic slogan.
‫الرئيسية‬ مقالات حملة التضليل الإماراتية لربط الجيش السوداني بالإرهاب
مقالات - 1 يونيو 2025, 10:24

حملة التضليل الإماراتية لربط الجيش السوداني بالإرهاب

في أبريل/نيسان 2025، نشرت قناة سكاي نيوز عربية، المملوكة للإمارات ومقرها أبوظبي، خبرًا زعمت فيه أن مقاتلًا أجنبيًا ينتمي إلى جماعات إسلامية إرهابية في سوريا كان ضمن القوات المتحالفة مع الجيش السوداني. أعادت العديد من وكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية نشر الخبر، وسرعان ما انتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. إلا أن هناك عيبًا خطيرًا في هذا الخبر: إنه عارٍ تمامًا عن الصحة؛ إذ تبين أن المقاتل الإرهابي السوري المفترض هو مواطن سوداني اختار التطوع في الجيش مع العديد من المواطنين السودانيين الآخرين.

هذه ليست حالة معزولة. فلفترة طويلة، دأبت الإمارات العربية المتحدة، الداعم الرئيسي لميليشيا قوات الدعم السريع في السودان، على شن حملة تضليل إعلامي تهدف إلى تشويه سمعة الجيش السوداني من خلال ربطه بالإرهاب الدولي.

اندلعت الحرب في السودان بين الجيش السوداني وميليشيا قوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023. وكان أثرها مدمراً، إذ شردت الملايين، وقتلت الآلاف، فضلاً عن تدمير هائل للبنية التحتية والمباني.

نشأت قوات الدعم السريع في المقام الأول من إعادة هيكلة ميليشيا الجنجويد سيئة السمعة عام 2013. وكان هدفها دعم عمليات مكافحة التمرد التي تنفذها الحكومة المركزية في دارفور وجنوب كردفان. وفي عام 2017، أقر البرلمان السوداني قانونًا يشرع أنشطتها. ارتكبت ميليشيا قوات الدعم السريع جرائم وفظائع لا حصر لها، بما في ذلك حرق القرى وقتل المتظاهرين والانتهاكات الجنسية والاغتصاب والاحتجازات غير القانونية  واستهداف  المستشفيات  والكنائس والاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية ، بالإضافة إلى عمليات القتل على أساس عرقي وتجنيد الأطفال كجنود وإعدام المدنيين بإجراءات موجزة خلال الحرب المستمرة.

لسنوات، دأبت الإمارات العربية المتحدة على دعم ميليشيا قوات الدعم السريع بالسلاح والمال ، بل وحتى بالمقاتلين الأجانب . وقد ازداد هذا الدعم بشكل ملحوظ بعد اندلاع الحرب. وللإمارات مصالح اقتصادية وسياسية قوية في السودان، تفترض أنها ستُؤمَّن بمجرد استيلاء الميليشيا على السلطة. وتشمل هذه المصالح استغلال الذهب والموارد الزراعية ، والاستيلاء على موانئ استراتيجية في البحر الأحمر، ومنع عودة الإسلاميين، عدوها السياسي التقليدي، إلى السلطة.

ومؤخرا بدأت الإمارات بدعم الميليشيات بمهاجمة الجيش السوداني عبر نشر ادعاءات كاذبة تضر بسمعته من خلال ربطه بالجماعات الإرهابية الإسلامية.

في مارس 2024، نشرت سكاي نيوز عربية تقريرًا يزعم أن أعضاءً من جماعة أنصار الشريعة، وهي منظمة إرهابية مدرجة على قائمة العقوبات الأمريكية، يشاركون في الحرب الدائرة، وأن زعيمهم قُتل في الخرطوم. كما ذكر التقرير أن العديد من الجماعات المتطرفة الأخرى تقاتل في السودان، إلا أن “بيم ريبورت”، وهي منصة سودانية مستقلة لتدقيق الحقائق، دحضت هذا التقرير . وتبين أن الفيديو المرفق لمقتل زعيم التنظيم قد فُصل من سياقه، وأنه حدث في الصومال أصلًا.

روج موقع “إريم نيوز”، وهو موقع إخباري إماراتي، اتهامًا مشابهًا، إذ نشر خبرًا عن هجوم لتنظيم بوكو حرام في تشاد. ونقل الموقع عن خبير أمني لم يُكشف عن اسمه، زعمه أن للجيش السوداني علاقات وثيقة مع جماعات متطرفة في غرب أفريقيا. في الواقع، لم تُقدم أي حقائق ميدانية أو نتائج تحقيقات مستقلة تدعم هذا الادعاء.

نشرت شبكة أبوظبي فيديو بعنوان “من يقف وراء الحرب الدائرة في السودان؟”. يزعم الفيديو أن لواء البراء بن مالك، وهو جماعة عسكرية تقاتل إلى جانب الجيش السوداني واكتسبت شعبيةً بعد انتصاراتها في معارك عديدة خلال الحرب، له جذور في تنظيم القاعدة، وهو المسؤول عن تدمير السودان. وبينما يتشكل أعضاء اللواء أساسًا من تحالف النظام المخلوع، إلا أن الجماعة متأثرة بشدة بجماعة الإخوان المسلمين، التي تختلف تمامًا عن تنظيم القاعدة.

في مثال آخر يُشبه الأساليب السابقة، نشرت يورونيوز تقريرًا يُفصّل اجتماعًا سريًا بين بوكو حرام والجيش السوداني. حُذف التقرير بعد أن شكّك باحثٌ في مجال التضليل في شرعية الموقع، إلا أن الموقع لا يزال ينشر قصصًا تُسيء إلى الجيش السوداني وتصف قائد قوات الدعم السريع بأنه رجل سلام، في حين أن جرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات السابقة والحالية التي ارتكبتها الميليشيا في دارفور تُشير إلى عكس ذلك  تمامًا   .

كما يتم الترويج لهذه الحملة التضليلية من قبل مراكز الأبحاث والأكاديميين  والمحللين السياسيين والكتاب  في الإمارات العربية المتحدة ، فضلاً عن رئيس الوزراء السوداني السابق المقيم في الإمارات العربية المتحدة، والذي حذر من أن السودان قد يصبح أرضًا خصبة للجهاديين وملاذًا للفصائل المتطرفة والجماعات الإرهابية التي تشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.

كما كررت ميليشيا قوات الدعم السريع نفس المعلومات الكاذبة، زاعمةً أن أسلحة إيرانية وحوثيين يقاتلون إلى جانب الجيش السوداني في السودان. وبينما زودت إيران الجيش السوداني بالأسلحة، لا يوجد دليل على ادعاء قوات الدعم السريع الباطل.

وبالفعل، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، رفعت الولايات المتحدة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

للإمارات العربية المتحدة أهدافٌ عديدة وراء هذه الحملة، منها صياغة روايةٍ للغرب لتبرير تفكيك الجيش السوداني، وتهيئة سيناريو تولي ميليشيا قوات الدعم السريع السلطة. علاوةً على ذلك، تسعى الإمارات إلى صرف الانتباه عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبتها الميليشيا في دارفور، إلى جانب دعمها المستمر عبر شحنات الأسلحة التي قوبلت بإدانة دولية، والمفارقة، تزويدها الميليشيات بمرتزقة كولومبيين.

مع استمرار هذه الحملة، تظل إحدى الأدوات الرئيسية التي تستخدمها الإمارات العربية المتحدة لشن حربها في السودان. وسيلعب الصحفيون ومنظمات تدقيق الحقائق دورًا حيويًا في كشفها. ونحث منصات التواصل الاجتماعي على تخصيص المزيد من الموارد لتطبيق سياساتها واتخاذ التدابير المناسبة لرصد وكشف أي أنشطة مستقبلية لهذه الحملة.

https://znetwork.org/znetarticle/the-uae-disinformation-campaign-to-link-the-sudanese-army-with-terrorism/?fbclid=IwQ0xDSwKm7NlleHRuA2FlbQIxMQABHs3k_scvxnenPO-fNHjP9PjoMjv8gR6Uxh-zsxEYnhdOcQFBS9bY0klRElG0_aem_TLf0qyzuvNowZ_DdIQuDug

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 0 / 5. Total : 0

كن أول من يقيم هذا المقال

لا يفوتكم