بثينة تروس
‫الرئيسية‬ مقالات البرهان وساعتا التوهان!
مقالات - 7 يوليو 2024, 9:57

البرهان وساعتا التوهان!

بثينة تروس

طوال سنوات حكومة المؤتمر الوطني عولت الحكومة في الكذب على الشعب باستخدام وزراء يجيدون الكذب ، وإعلاميين خنوعين ، ورجال دين دجالين .. وكل ما زاد حجم الرشاوي تضخم لديهم حجم الكذب وتنوعت أساليبه .. والبرهان صنيعة ذلك المشروع .. فبعد أن فرغ إعلام الفلول من تزييف حقيقة جماعة كتيبة البراء ، والمستنفرين ، وحرب الكرامة ، وفقد فعاليته بعد تمدد قوات الدعم السريع ، وخابت آماله في النصر ، أصبح مهدداً إعلامياً للجنرال ، حينها التفت إلى إعلام البلاط القديم ، لعلمه أنهم يجيدون صناعة تغبيش الوعي للرأي العام ، فاستدعاهم استدعاء فرعون للسحرة ، أن اجمعوا كيدكم ، وأرموه أمام الشعب ليكذب ما يلاقي في محنته من موت ، واستباحة ارض وعرض ، وذل وهوان ، وإخراج من البيوت والمدن ، وهو يهيم بلا وجهة اَمنه هربا من الجنجويد. وبالفعل تسارع الصحفي ضياء الدين بلال وصحبه ملبيين النداء في سباق الولاء، فحدثنا عن أن البرهان (مد يده إلى الأمام وابتسم ابتسامته تلك وقال : “ما تشوفوا سنجة وجبل مويه والزوبعة دي ، أنا شايف النصر أمامي كما اراكم جلوساً الاَن وبيننا الأيام”) انتهى

وبالطبع (ابتسامته تلك)! هي من لغة التمسح ببلاط الحكام ، أذ أن الشعب لم تفرغ عيونه من سحائب الدمع منذ مجزرة القيادة العامة وحتى قيام هذه الحرب ، لكي يشهد تلك الابتسامة!  وبالمقابل شهد السودانيون قائداً عسكرياً فاشلاً ، منذ أن قام بانقلابه في 25 أكتوبر 2021م وعجز عن إقامة حكومة لمده عام ، ثم وقف مكتوف اليدين عن حفظ أمن وسلامة المواطنين ، من إرهاب 9 طويلة ، والخلايا الإرهابية ، والعصابات التي روعت الناس في الشوارع! فصاحب تلك الابتسامة ، لعله حالماً ، في غيبوبته يسمي نزوح آلاف الأسر الهاربة من جحيم الحرب والقصف العشوائي ، صوب القضارف والنيل الأزرق ، (بالزوبعة)! .

وبالمقابل أعلنت حكومة القضارف أن أعدادهم (بلغت 120 ألف نازح ، تم حصر 90 الفاً منهم بواسطة وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية ، وأكثر من 20 منظمة وطنية دولية) وبحسب (اوتشا) الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 55 ألف مواطن فروا قبلا من الخرطوم والجزيرة بإضافة الفارين من سكان سنجة وحدها!  هذا بخلاف تعريف برهان (البلابسة)!  لذلك لن يجنح الرجل للسلام فهو لا يري الواقع بحسابات عسكرية وناتج معارك على الأرض ، أو احتياجات مواطنين نازحين من ويلاتها.

و(ساعتان مع البرهان) وفي حضرة إعلاميي السقوط الإسلاموي هي بحساب العمر كله ، للفارين واللاجئين الذين يرجون وقف الحرب ، بل أكدت تصريحاته أن عناءهم لا يعني قائد الجيش في شيء! فهو ليس مشغول بفتح ممرات الإعانات الإنسانية ، وتوفير المساكن والعلاج والأمان لهم.. وكما ورد في تصريحات تلك الساعتين قوله (قايلني مكنكش في السلطة وعاوز الحكم!؟ والله لو بمرادي ورغبتي اخلع حذائي واغادر اليوم قبل الغد ، ولكنها مسؤولية بلد وواجب وطن لن نسلمه لهم) انتهي .

أما كنكشة الجنرال ، فالشعب شاهدا عليها ، ألم يقل قبلاً إنه الوصي على الشعب؟ حين كانت معركته مع المدنيين وليس مع غوله الذي رباه! (نحن أوصياء على البلد وتحقيق أحلام شبابه ، لن تتمكن أي جهة من إبعاد القوات المسلحة عن المشهد).. وحين خرجت الجماهير الهادرة ، تطالب بإسقاط البرهان وحكومته ، وإبعادهم عن السلطة ، مؤكدين في هتافاتهم أن (الجيش جيش السودان الجيش ما جيش برهان) ومطالبين (العسكر للثكنات)، لم يستطع ترك مقعده ويغادر بل انقلب على من يفترض أن يستلموا منه رئاسة مجلس السيادة بعد انتهاء فترة رئاسته واعتقل طاقم السلطة التنفيذية وزج بهم في السجون ، ضاربا بعرض الحائط الوثيقة الدستورية التي نصبته رئيسا لمجلس السيادة لمدة 21 شهرا..

كما أن الشعب يعلم أن الجنرال حالم ولن يستطيع فعل ذلك ، لأنه ببساطة لا يرتدي حذاءه الأصلي كقائد عسكري ، مسؤول عن وحدة الوطن وحماية أهله، إذ هو يرتدي حذاء أسياده من الفلول ، ويضيق هذا الحذاء عقب كل تقهقر للجيش من اللايفاتيه في مواقع التواصل الاجتماعي ، الذين يضعون الخطط العسكرية ، ويسمحون لأنفسهم بتوجيه سير المعارك ، كما يأمرون قيادة الجيش بتنفيذ خططها الواهمة ، فتجدهم تارة يمجدون البرهان ، واخرى ينزعون هيبته العسكرية ، يهددونه ويحطون من قدره ، فالجنرال لا يملك زمام امره لكي يخلع نعليه. لذلك رجع للحيل المجربة باستدعاء البدائل من الإعلاميين المأجورين.

 

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 5 / 5. Total : 3

كن أول من يقيم هذا المقال