
الأمم المتحدة: ارتفاع كبير في عمليات القتل لدوافع عرقية في حرب السودان
قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن السودان شهد ارتفاعا كبيرا في حوادث قتل المدنيين خلال النصف الأول من هذا العام بسبب تصاعد العنف العرقي وخاصة في إقليم دارفور بغرب البلاد.
ووفقاً لتقرير جديد صادر عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان فقد قُتل ما لا يقل عن 3384 مدنياً في الفترة من يناير إلى يونيو، معظمهم في دارفور،
يُعادل هذا الرقم ما يقارب 80% من إجمالي الضحايا المدنيين في السودان المُوثّقين العام الماضي. وطوال فترة الحرب، كان من الصعب رصد أعداد الضحايا بسبب انهيار الخدمات الصحية المحلية، والقتال، وانقطاع الاتصالات، من بين أسباب أخرى.
وقال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان لي فونج للصحفيين في جنيف “نتلقى كل يوم المزيد من التقارير عن الأهوال على الأرض”. وذكر التقرير أن غالبية القتلى سقطوا نتيجة قصف مدفعي وغارات جوية وطائرات بدون طيار في مناطق مكتظة بالسكان.
وأشارت المفوضية إلى أن العديد من القتلى سقطوا خلال هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ، وكذلك على مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين في أبريل. كذلك ذكر التقرير أن ما لا يقل عن 990 مدنيا قتلوا في عمليات إعدام بإجراءات موجزة في النصف الأول من العام، مع تضاعف العدد ثلاث مرات بين فبراير وأبريل.
وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إن ذلك يرجع بشكل رئيسي إلى زيادة عدد القوات في الخرطوم بعد أن استعاد الجيش والمقاتلون المتحالفون معه في أواخر مارس المدينة التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان جيريمي لورانس: “ذكر أحد الشهود الذي راقب عمليات التفتيش التي نفذتها القوات المسلحة في الأحياء المدنية في شرق النيل بالخرطوم بين شهري مارس وأبريل ، إنه رأى أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 14 أو 15 عاماً يُقتلون بإجراءات موجزة، متهمين بأنهم أعضاء في قوات الدعم السريع”.
من جانبها اكدت فونج إن العرق كان عاملاً محفزًا للعنف، وهو ما وصفته بأنه أمر مثير للقلق للغاية. وأوضحت أن بعض المجتمعات العرقية كانت مستهدفة بسبب ارتباطها بقيادة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، وهو ما يبني على عقود من التمييز والانقسام بين مختلف المجموعات والهويات في الأمة المتنوعة.
الي ذلك حذر المدير الإقليمي لأفريقيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، باتريك يوسف، من إن الوضع الإنساني في السودان خطير ويتدهور.
موضحا إن السودان يواجه أسوأ تفش للكوليرا منذ أربع سنوات في جميع أنحاء البلاد، حيث تم الإبلاغ عن 2500 حالة في الخرطوم منذ يونيو. وقال “ندعو الله حقا أن يتم احتواؤه خلال أيام أو أسابيع… أسوأ كابوس بالنسبة لي هو انتشار أكبر للوباء في الخرطوم، إذا أراد السكان العودة إلى الخرطوم”.
أدى الصراع الذي اندلع في السودان في أبريل/نيسان 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى إطلاق موجات من القتل بدوافع عرقية، وتسبب في نزوح جماعي وخلق ما وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ومع ذلك ينفى كلا الجانبين في الحرب السودانية مرارا وتكرارا مهاجمة المدنيين عمداً.