‫الرئيسية‬ مقالات كلام سلاطين: مؤتمر أهل دارفور بميدان اعتصام نيرتتي.. ماذا بعد؟
مقالات - 8 يوليو 2020, 23:57

كلام سلاطين: مؤتمر أهل دارفور بميدان اعتصام نيرتتي.. ماذا بعد؟

وكلام سلاطين اليوم تأتي أصداؤه من أعالي قمم جبل مرّة، الذي ترقد على أرضه المباركة رفات سلاطين، سطَّروا تاريخهم ومسيرة بطولاتهم عزةً وقوةً ومنعة، خلّدت صفحات من التاريخ الناصع، علماً وفكراً وتراثاً ومجداً يتغنّى به أسلافهم المُجتمعون الآن، بإحدى ساحات نيرتتي الصمود المُتفجّرة شلالاته ماءً سلسبيلاً مُقدَّساً يسري على أوردة خيراتها وأوديتها خيراً وبركةً تعمُّ جميع دروب دارفور، لترفد في شرايين الوطن الوسيع خيراً وكرماً وعلماً وديناً ودنيا، يسير على هداه جموع العالمين. وكلام السلاطين اليوم يجيء مُتناغماً ومُتّسقاً ومُكمِّلاً لما يقوله أبناء السلاطين اليوم بساحة الاعتصام المفخرة بنيرتتي مهد السلاطين، لما له من دلالات ومعانٍ تُعتبر مصدرَ فخرٍ لكُلِّ جموع الشعب السوداني الذي تعلّقت قلبه هذه الأيام بنيرتتي منذ أن سمعوا بأخبارها عبر الأثير، فزادت من إيقاع خفقانها حُبّاً وألقاً ونشوةً، لما يأتي منها من روعة الأخبار وجديدها المصحوبة بروعة الاحتفال ودِقّة الإعداد والتنظيم ومستوى الوعي الذي يؤكد على مستوى التحضُّر والرقيِّ النابع من الإحساس بالمسؤولية الوطنية التي تدحض كُلَّ زعم سابق بركون لمفاهيم العنصرية والجهوية والارتباط بدوائر الخيانة العظمى وعداوات الدين المزعومة وأباطيل الشرك والإلحاد ومنظمات العالم الآخر التي تتاجر بقضايا الشعوب. فالتقاطر المذهل لأهل دارفور من كل صوب وحدب، شيباً وشباباً، لا تفريق فيه بين العنصر الرجالي أو النسائي، أو اختلاف الأعمار أو السحنات أو الألوان، يتقاطر الكل مهللين فرحين وثملين، يُردِّدون أعذب الالحان من ترانيم ثورية وأغانٍ وأناشيد محورها “حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب”.. “وينو السلام وينو”.. “الليلة ما بنرجع إلا السلام يرجع”.. “الليلة ما بنرجع إلا القرار يرجع”.. وهكذا دواليك مسيرات تتهادى وتتراقص هتافات وأصوات تعلو ويختلط ضجيجها مع إيقاعات الطبول الأفريقية الدارفورية المُجَلجِلَة من كسوك وفرنقبية وقرمبية تتناغم مع صفقات وطنابير الهجوري والجراري والكرير الحزين الحنين، الذي على لحنه تتهادى الميارم وتتماوج صدورهن إلى الأعالى رقصاً مُعبّراً عن أصالة تراث ضارب في عمق التاريخ.. وشباب يتقافزون وجباههم صوب الأعالي يشدهم الحنين إلى حنين الهجوري الذي يعبق بساحة الاعتصام ألقاً وشجوناً.. والرايات المشرعة على فضاءات مواكب الاعتصام وتزيدها روعة على روعة، فهنا دقة التنظيم والشعارات المنتقاة بدقة؛ فهي جميعها تركز على عدالة مطالبٍ ظلَّ أهل دارفور ينادون بها على مدى تعاقب الحكومات والأنظمة منذ سنين. لا تخرج من مضامين أساسها السلام، العدالة، الحرية، التنمية، القصاص، وسلطة القانون، وجحافل من نساء بمختلف أعمارهن فرحات بروعة المشهد يحملن على رؤوسهن الطاهرات وأكتافهن وظهورهن ما جادت به أرض الجبل من نعيم مواد لإطعام المعتصمين وضيوفهم دون تمييز.. فكانت المندولات التي تحوي بجوفها ما لذّ وطاب من أصناف طعام دارفوري أصيل برعن نساء دارفور في إعداده ففقن فيه جميع نساء العالمين.. ورجال عالية جباههم من مشايخ وعلماء دين وحفظة قرآن يحيطون بميدان الاعتصام من جميع جهاته تُردِّدُ ألسنتهم آيات بينات من الذكر الحكيم والقرآن المبين تحصيناً لجموع الحاضرين لطرد  شر كل شيطان مارد ومتربص مندس بين الجموع (لابد)، متبوعة بالصلوات في مواقيتها تأكيداً ودحضاً للافتراء وإفك سابق ظل يردده أعوان النظام السابق الهالك بأن أهل دارفور وحركاتها الثورية من الملة خرجوا وأضحوا للدين أعداءً وكفرة كالشياطين، وهو حكم ظالم وآبق.. وعلى هذه الدعوات والصلوات والتبريكات انطلق مهرجان الشرف والكرامة والعز من قلب نيرتتي النابض ثورة لينقل للعالم أجمع عن تاريخ ميلاد ثورة وعي انطلقت شرارتها من هذا المكان عبر شبيبة نيرة من أبناء دارفور بحركات الكفاح الثوري وعلى رأسها حركة جيش تحرير السودان على هدى طريق السلاطين شاو دورشيد وأحمد المعقور وسولونقا وتيراب وفضل وكسوفرو وبحر الدين وآخر عنقوده دينار.. وزلزلوا بها أركان الطغاة بالمركز ليستلم الراية من بعدهم الثوار والداجات من الميارم والكنداكات لتسليمها لرفاقهم بميدان الكرامة بساحة اعتصام القيادة العامة ليعودوا بها مرة أخرى لترتفع مرة أخرى بجبل مرة الصمود بنيرتتي القلعة الصامدة التي تكسرت على أعتابها كل محاولات جحافل الخيانة والبغي للنظام السابق الذي أُسقط سلمياً.. ونعاود ما انقطع من كلام سلاطين في مدماك آخر على (مداميك)..

نواصل..

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 0 / 5. Total : 0

كن أول من يقيم هذا المقال