استمرار أزمة الخبز وسعر القطعة التجاري يقفز إلى 50 جنيهاً

مداميك – عواطف محجوب

لا تزال العديد من مخابز الخبز المدعوم في العاصمة الخرطوم، تغلق أبوابها بسبب النقص الحاد في كمية الدقيق المتدفق لها، وسط طمأنة بوصول كميات من الدقيق من الولاية الشمالية، ودخول كميات كبيرة عبر المعابر البديلة لميناء بورتسودان مثل ميناء “العين السخنة” المصري، واستقبل معبر أشكيت بوادي حلفا عشرات الشاحنات تحمل كميات كبيرة من الدقيق التجاري يقدر بنحو 650 طناً زنة 25 كيلو لصالح إحدى الشركات الوطنية إلى جانب موردين.

وأكد مدير معبر أشكيت الحدودي بين السودان ومصر عباس حسن كردي، ارتفاع حركة الشاحنات القادمة من الموانئ المصرية للسودان مقارنة بما قبل إغلاق شرق البلاد، مؤكداً زيادة حركة الشاحنات القادمة عبر الموانئ المصرية بنحو 40 شاحنة يومياً.

وكانت وزارة التجارة أكدت وصول 10 آلاف طن قمح من الولاية الشمالية إلى الخرطوم. وقالت وكيل وزارة التجارة والتموين بالانابة آمال صالح سعد لـ (منصة الناطق باسم الحكومة)، إنَّ شحنة الدقيق الواصلة إلى الخرطوم؛ جرى توزيعها على مطاحن: (سيقا/ ويتا/ سين)، فيما أشارت تصريحات للشركات العاملة في المجال إلى أنه يتم الآن توزيع أكثر من نسبة 40% يومياً من الدقيق للأفران وهناك كميات كافية توزع بالتساوي.

لكن واقع الحال يؤكد استمرار وتفاقم أزمة الخبز بصورة كبيرة وبخاصة في الأحياء الشعبية التي يكثر فيها أفران الخبز المدعوم، حيث تجاوزت نسبة المخابز المتوقفة 90% فيما نشطت المخابز التجارية وتجاوز سعر الرغيفة في بعض المناطق أسعار تراوحت بين 40 إلى 50 جنيهاً،

ويقدر عدد المخابز العاملة قبل الأزمة 4200 والمنتجة نحو 1000 مخبز.

وانتقلت الأزمة إلى بعض الولايات التي تأثرت بأزمة الخبز واستعانت الكثير من الأسر بالقراصة والكسرة بديلاً للخبز، ولكن الأثر الأكبر كان على طلاب المدارس، الأمر الذي اضطر وزارة التربية لتقليص ساعات اليوم الدراسي إلى حين انفراج أزمة الخبز. وتُعدُّ ولاية كسلا أكثر الولايات تأثراً بالأزمة لتوقف عدد كبير من المخابز؛ بسبب انتهاء الدقيق والتراجع الكبير في المخزون الاستراتيجي؛ بسبب إغلاق الطريق القومي وميناء بورتسودان، كما شهدت مدينة كوستي أزمة حادة في رغيف الخبز، حيث ارتفع سعر الرغيفة الواحدة من 25 جنيهاً إلى 30 جنيهاً، وانعدام الخبز المدعوم.

من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم تجمع أصحاب المخابز، عصام عكاشة، لـ (مداميك)، استمرار أزمة الخبز بسبب أن الكميات الواردة لم تغطِ النقص الحاد في الدقيق المطلوب للأفران العاملة، فضلاً على أن دقيق الخبز المدعوم لا يشكل أكثر من 17% من صناعة الخبز المدعوم، مبيناً أن هناك 83% يشتريها أصحاب المخابز من السوق الأسود وتباع الرغيفة بواقع 5 جنيهات، وهو سعر لا يغطي في ظل استمرار ارتفاع تكلفة من خميرة ودقيق ووقود، بجانب ارتفاع تكلفة الإيجار والعمالة، وتوقع أن تستمر أزمة الخبز إذا لم تضع الجهات المعنية تعريفة مجزيية تراعي تكلفة الإنتاج.

واشتكى عدد من المواطنين في حديث لـ (مداميك) من رداءة نوعية وصغر حجم الخبز، بجانب ارتفاع سعر قطعة الخبز التجاري حيث فاقت 40 جنيهاً في عدد من المناطق التي شهدت ازدحاماً غير مسبوق بسبب عدم توفر الخبز المدعوم.