‫الرئيسية‬ مفكرة الحرب علي فضل: في ذكراه الرابعة والثلاثين وحرب
مفكرة الحرب - 29 أبريل 2024, 9:18

علي فضل: في ذكراه الرابعة والثلاثين وحرب

صلاح الزين

صديقنا (علي) كان يُعرَّف بالآخرين إذ لا وجود له إنْ لم يوجَدوا، ينعدم إنْ عَدِموا. لم ينتمِ في يوم إلا إلى المغاير والمختلف إنْ كان خيبةً أو جمالًا، فكان المختلف في كل شيء حتى موته!!

كان تربةً تُنبتُ النبتةَ من غير هوية التربة والطين، فأخذ من الطين مطلق الهوية واحتفظ بالماء ليُعرِّفَ نفْسَهُ، فعرَّفنا!!

هُوَ هُوَ، وهو المختلف من التوصيف كعشبة في ما غير جغرافيا أو مناخ. له قدرة السر في خيانةِ ما يجعله سريًّا يسرق الجغرافيا وبَشَرة المكان لجغرافيا بلا بَشَرة أو رائحة فيكون ابن الخيال والمتخيَل كلغة تكره أبجديتها !!

ويذهب، يذهب كشارعٍ ترابي في الديم، أو حتى كشارع في قصة، يذهب صديقنا علي، يذهب حتى يعيد تعريف الذهاب في لغة الحساب، فيسقط مَن يسقط ويعلو مَن يعلو وإنْ كان بعضًا من سخام !!

كان مشغولاً بكيفية أن يكون الحب، الحب في مطلقه، كانتصار للإنساني في إنسانيته، بأنفٍ وسحنة تهب قصيدة الحب جماليةَ المعنى والطرب، فآخى بين الدوبيت وناظم حكمت ودرويش. فكان علي، السارِد والمسامِر لكيفية أنْ يكون الدرب أجمل من بلوغ نهاية الدرب، فكان شيوعيًا ينتمي للحكايا لا لحزبه والأيدولوجيا، كمثلِ غيمٍ ما بخل على النبي محمد، ولا راعي غنم يرخي قائظة الظهيرة إلى ما يجعلها بِرَسَنٍ نهايتُهُ ندىً وبلولة.
بقلبٍ وشوق يكره وسادة اليقين حتى لو كانت امرأةً تعزف للسري والمخفي في وترٍ فيك!!

شغفُهُ وشوقُهُ معقودٌ على قلقِ إبرِ السؤال والمخفي، جدل الخفاء والتجلي، فصار قصيدةً بِلُبوسِ الحداثة، وفيها كان علي فضل معنيًّا، أولاً، بكيف يكون الحديث ابن معرفة وإحالة. فشَغَلته الإحالة، أيوه شَغَلته الإحالة، لأنه معنيٌّ بما يكون وليس ما كان!!

مثل الحقيقة كان عليًّا، يبدو ولا يكون حتى كان، كالحقيقة، وهو يُسبِلُ عينَيهِ حتى لا يرى عورة الجلاد لقبحٍ فيها. اهو علي نعمل ليهو شنو ؟؟! نقول ليهو: يا علي فضل يكفيك أنْ صرت برشًا وسجادةً من فوقها قَدَلَ الديسمبريون والديسمبريات في عرسهم بعد قرابة عقدين من الزمان. فكنتَ اتساع الرؤية وضِيقَ العبارة.
يا زول كنت قيلولة الحديقة من فراشات وعطرِ وردٍ !!

وتذهب يا علي كما تذهب الغيمة للهطول، والمواضعة للوضوح، تذهب يا ود الديم كما تذهب إلى عيادتك وترجع مفلسًا كالموت !!
موتك يا صديقي كان موتًا ب”قَنزَب”. (بالمناسبة يا علي نحن أصحابك نكره القَنزَب ولكن نحب قَنزَبَك ففيه شيءٌ من اتساق الحلم والأسطورة والجهل!!)

الحب يا علي لا يحتاج لشهود وإلا يكون شهودنا رمساً/قبراً يسند شروق الشمس فوق (مقابر فاروق) لا الريح تحتاجك ولا القمر يمد لسانه !!

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 4.2 / 5. Total : 5

كن أول من يقيم هذا المقال

تعليق واحد

  1. يقول 📉 We send a gift from unknown user. Next >> https://script.google.com/macros/s/AKfycbxEPYyczblBSrJUu6DjJGUz7nNeQCYIY1cCcZBucAbiLlBBs4SlqDLpQzYggdSqeJLt/exec?hs=b2ed6947de71a43bfd9444b67de0bc7f& 📉:

    u0nqlp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *