‫الرئيسية‬ مقالات المثقفة ( العنكبوتة) سناء حمد، او البنت التي طارت عصافيرها: كيف تم اخضاع قيادات الجيش للتحقيق
مقالات - 26 مارس 2024, 0:17

المثقفة ( العنكبوتة) سناء حمد، او البنت التي طارت عصافيرها: كيف تم اخضاع قيادات الجيش للتحقيق

▪️أحمد محمود أحمد

▪️مدخل حربي:
بالنظر لتاريخ المؤسسة العسكرية السودانية فأن وجود المرأة داخلها يكاد يكون معدوما حيث لم نسمع في تاريخ هذه المؤسسة ان هنالك امرأة قد تقلدت منصب اللواء او المشير او القائد العام او حتي درجة العقيد في مسار هذه القوات، فكيف استطاعت المثقفة (العنكبوتة) سناء حمد أن تخضع هذه المؤسسة و تحقق مع اعلي قياداتها مما ينفي معه المثل السوداني القائل ( المرة لو بقت فاس ما بتكسر الرأس) ، فكيف أستطاعت هذه المرأة كسر رأس القوات المسلحة و قد أنحنت لها قياداتها لتجري معها تحقيقا لا يقدر عليه قضاة و قاضيات السودان؟؟؟
▪️اللقاء الكارثة
لقد تابعنا عبر الفترة السابقة اللقاء الذي أجراه الطاهر حسن التوم (الأشتر الحلزوني) مع السفيرة سناء حمد، و الذي خاضت فيه حول كل شيء و دون معرفة حقيقية،لهذا أطلقت عليها المثقفة (العنكبوتة) و أستنادا لتعريفات المفكر البريطاني فرانسيس بيكون و الذي نستدل به كثيرا عندما نحاول تصنيف المثقفين..، يري بيكون ان المثقفة العنكبوتة ( او المثقف العنكبوت)تتعب كثيرا في نسج بعض خيوطها المعرفية و لا تستطيع أنتاج اساس معرفي قوي حيث يصبح ما تنتجه مثل بيت العنكبوت الذي لا يصمد كثيرا، و لهذا فقد عدد الذين كتبوا في شأن السفيرة مؤهلاتها العلمية العديدة و المتنوعة و التي من المفترض أن تنتج معرفة حقيقية و وعي في مجالي السياسة و الفكر، لكن حديثها مع الطاهر حسن التوم قد جاء خاويا من الفكر و السياسة و بالذات تحليلها لطبيعة الثورات في مصر و تونس و قراءتها للواقع السوداني، و هذا مرده للمنهج الذي تغرق فيه، منهج العقل المستقيل المستند للأساس الديني الرجعي ضمن الايدولوجيا التي تؤمن بها و هي ايدولوجيا التعدي و الخراب.. و ما تحدثت حوله البنت العنكبوتة حول القضايا العامة يمكن أن يتم التحاور حوله و نقد ما قالته ، و لكن الذي لا نستطيع التحاور حوله هو أعترافها العلني بأنها قد حققت مع قيادات كبيرة داخل المؤسسة العسكرية كحلقات استجواب حول دورها في اسقاط حكم البشير حيث تحولت خيوط العنكبوتة هنا لتصبح حبلا من مسد حول عنق قيادات الجيش و ذلك عبر قوة و سطوة الحركة الإسلامية علي هذا الجيش، و السؤال المركزي هنا هو : كيف حدث هذا و لماذا، و متي كانت القوات المسلحة تخضع لشخص مدني للتحقيق معها؟ و من الذي اوصل القوات المسلحة الي تلك الدرجة من الخضوع لتعطي افاداتها للبنت التي طارت عصافيرها و ( ركت) علي رؤوس قيادات القوات المسلحة لتنقر فيها حتي تخرج كل معلومة تريدها؟
▪️الملهاة و سلطة الاسلاميين

قبل الحديث حول سلطة الاسلاميين علي القوات المسلحة فلابد أن أقول ان جملة البنت التي طارت عصافيرها هي عنوان قصة جميلة للقاص و الأديب بشري الفاضل و قد و ظفتها في موضوعي دون التعدي علي الحق الأدبي لهذا الاديب..لكن البنت التي طارت عصافيرها عند بشري الفاضل تختلف عن البنت التي اقصدها، حيث تميزت بنت بشري الفاضل بالحضور و الجمال الذي جعل الناس يفسحون الطرقات لها و معها البنت التي ترافقها و التي اطلق عليها بشري التميمة..أما البنت التي يتقصدها هذا المقال هي سناء حمد و التي تميمتها هي الحركة الإسلامية و سطوتها هي سطوة الايدولوجيا و هي التي استطاعت أن تذهب و معها عصافيرها الي مقرات القوات المسلحة من أجل استجواب قادتها كما ارادت الحركة الإسلامية، و نحن هنا لسنا أمام الحدث وحده، لكن ما الذي أدي اليه..
▪️السلطة و الايدولوجيا
لقد تحكمت الحركة الإسلامية عبر السلطة و الايدولوجيا علي مفاصل المؤسسة العسكرية و مارست ما يمكن تعريفه ( بالأخصاء) النفسي لقيادات هذه المؤسسة حيث تحولت القيادات و عبر مراس طويل من قيادات للرتب العسكرية الي أفراد داخل التنظيم و اصبح الترابي سواء كان هو علي رأس الدولة او لم يكن هو أهم من المشير او المجلس الأعلي للقوات المسلحة و اصبحت القيادات العسكرية مجرد تلاميذ في مدرسة الحركة الإسلامية، و الذي لم يتوافق مع ذلك فقد تمت احالته للصالح العام أو قتله.. و لهذا فالبنت العنكبوتة سناء حمد عندما ذهبت لأستجواب هؤلاء القادة لم تذهب بكونها امرأة سودانية عادية لكنها ذهبت و هي تتقلد نياشين الحركة الإسلامية و تحولت و عبر الايدولوجيا لتكون الفأس الذي يستطيع كسر الرجال و ليس الرأس وحده و لهذا استطاعت هزيمة العسكر و كسر شوكتهم و الطلب منهم ان يوقعوا علي اقوالهم و اعترافاتهم أمامها لتحملها الي قائد التنظيم الذي بارك خطواتها المجيدة..اذن لماذا اوكلت المهمة الي البنت العنكبوتة تحديدا و ليس لغيرها، هذا سؤال يمكن الإجابة عليه وفق الآتي:
١- الذي يحقق داخل اي تنظيم يكون هو الأعلي في الرتبة الحزبية و هؤلاء العساكر قد يكونوا ادني رتبة من البنت العنكبوتة و بالذات المنتميين للحركة الإسلامية..
٢- الذين ليسوا ضمن التركيبة الحزبية هؤلاء ربطتهم مصالح خاصة مع الاسلاميين عبر تاريخ حكمهم للسودان و يعرف الإسلاميون خباياهم و بالتالي فهم مسحوقون و تنطبق عليهم مقولة( الاخصاء) النفسي..
٣- الحركة الإسلامية تدرك تأثير المرأة و من خلال مفهوم القوي الناعمة و لهذا وقع الاختيار علي سناء حمد لاعتقاد ما ربما في قوة شخصيتها و لسلطة المرأة عموما و قدرتها علي انتزاع المعلومة من رجال مهزوزين اصلا..لقد كان هذا التحقيق هو مهزلة العصر السوداني فقد كسرت الحركة الإسلامية شوكة الجيش و لهذا تجدعت البنت العنكبوتة و فردت جناحيها لتنهي اسطورة الجيش الهمام الذي لا يركع الا لله و الوطن و هذا هو فعل السلطة و الايدولوجيا و ما البنت العنكبوتة الا الوسيلة التي قامت علي تجسيد ذلك علي رؤوس قيادات جيشنا الذي ذهب مع الريح..

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 0 / 5. Total : 0

كن أول من يقيم هذا المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *