صلاح الزين
ثقافة - 26 يونيو 2022, 8:01

لوحة

وحدُها
وحدُها من على الجدار تترجّلُ اللوحة
الإطارُ يرشدها إلى بهو المكان
وفراغ يشغل المقاعد
فلا يطيب لها الجلوس
ولا قمرٌ يغسلُ أطرافَ الشراشف
ويفضحُ المخبوءَ

لا الشرفة أرجوحتها
ولا وشم السكون

هكذا تترجل
كقمر عافَ السماء
وحُلْكة المساء
فغادر
غادر كسهم أخطأ مرماه
ضَجِرتْ من بحيرة لونِها
وترددِ الفرشاة
وفكرةٍ تقافزت فما كانت كما تود
غفوةً في دروب الذاكرة
نزوةً ضالة
أو شهقةَ وردٍ
كانت ما كانته
لوحةً تُساءِلُ لونها ونثيث الظل المسال
ما قبل الفكرة وميلاد السؤال
نزَقَ رسامِها ونصفَ دينِهِ
شبحَ الحقيقة وملاءةَ حُلْمِهِ
وما لا يطال
إسفنجةً تعدُّ لحافَ خمرِها
ونعلَ قهوتها وبقايا ليل لا يوقظهُ النهار

وتترجل
بحكمة حصاة تخلع ثوب عريها
خيوطَ توقها وشوقَ الغزال
ومن فرط صمتها تعجن الحنين خبزةً
وألوانَ قُزَحْ معنىً للزوال
تولِمُ للعدم ما ينقصه من جدوى
ومراكب نفقت في بحر السراب
تُهشِّم ما في المرآة من لغطٍ
لتعود للوجوه ما غاض منها من قبحٍ أو جمال
وتوقظ الأصفر من سباته
البنفسجي من نتوءِه
والأزرق من نقص الاكتمال
ليكون للأخضر بعضا من وضوح
فيُغرِق الأَبيض الملكيُ يختَهُ
يصرِفُ رعيتَهُ وينضو ثوب الجلال
فتختلج شفاه الرمادي
وينحتف الكلام

الفرشاة، من تعب، تغسلُ شَعرَها
ويطوي الحلم وسادتَهُ
فيصحو المنام
ومن عدمٍ مضيء تتسلق اللوحة جدرانَ سرِّها
الفكرةُ لون حبرها
وحفنة من محار يجلوها الجدار

ووحدها
وحدها من على الجدار تترجل اللوحة
هكذا تترجل

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 5 / 5. Total : 2

كن أول من يقيم هذا المقال

تعليق واحد

‫التعليقات مغلقة.‬