ثُوار الألم الصامت.. عبوة غاز تفتح باب المعاناة على خباب

مداميك – إدريس عبد الله

خلال الثورة السودانية ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير ونطامه، فقد الكثير من الثوار والثائرات وكبار السن والأطفال والنساء حساتهم نتيجة القمع الذي مارسته عليهم القوات العسكرية والأمنية، وتعرض كثيرون للإصابات التي تركت ندوبا دائمة على اجسادهم، وفي صمت تام يعاني الكثيرون ايضا جراء الإصابات في المواكب السلمية ضد الانقلاب العسكري الذي يحكم البلاد حاليا، ورغم بذل منظمات مجتمعية ناشطة في علاج المصابين جهودا مقدرة في هذا الجانب، إلا أن عددا منهم ما زال خارج دائرة الرعاية، سواء كان برغبة منه أو سهوا من تلك المنظمات.

(مداميك) حاولت أن تبحث عن هؤلاء الثوار، في محاولة منها لتوثيق وحكي معاناة الكثير من الأبطال الذين يرفضون مشاركتها، ويعتبرون أنها ضريبة من أجل وطن سقط من أجله رفاقهم الشهداء.

خباب بسيوني، أحد هؤلاء الثوار الذي يعانون نتيجة قمع سلطات الانقلاب للمواكب السلمية، وأصيب بعبوة غاز مسيل للدموع في عينه في موكب ٢٤ مايو الماضي، وحسب شهود عيان تحدثوا لـ(مداميك) تم تصويب العبوة على خباب مباشرة بأمر من ضابط شرطة طلب من أحد الجنود التصويب بشكل مباشر عليه، فأصابه في عينه.

خباب حسب أصدقائه عقب الإصابة، أجريت له عملية بعد أن تم التشخيص بأن هناك نزيفا في الشبكية، وجرح في العين، ولكن هذه العملية لم تأت أكلها، بل زادت معاناته أكثر، وحسب مقابلته الأخيرة فإن هناك ضرورة أن يخضع لعملية جراحية أخرى.

يرفض خباب القيام بعملية جراحية في السودان، متخوفا من فقدان عينه لما رآه من معاملة سيئة في المستشفيات بالسودان، وخباب هو مسؤول عن أمه التي فقدت عينها بسبب الأخطاء الطبية. وحسب أصدقائه فهو حاليا لم يذق طعما للنوم من شدة الألم منذ اثني عشر يوما.