‫الرئيسية‬ ثقافة كنا صغارا على الموت لكننا الآن في الموت أكبر
ثقافة - 12 مايو 2022, 16:22

كنا صغارا على الموت لكننا الآن في الموت أكبر

وداد عثمان

يقول الجدار:
أنا ثائر أنجبتني المداميك لكنني مت في طينها
جاء رسم الشهيد أعاد إلى جسدي الروح
صرنا سويا علامة نصر
مدى الدهر تهدم عرش الطغاة

تقول الملامح:
كنا صغارا على الموت
لكنه كائنٌ صفويّ يقيس الملامح بالحب
بالصدق
بالحق في الحق
كنا كبارا بموجب ثورتنا
فاستجبنا لأول عبوة بمبان 6
جاءت تبخر رحلتنا
وأخذنا على صدرنا الطلقات
التي احتضنتنا ليذهب عن قلبها الروع
كنا صغارا على الموت لكننا الآن في الموت أكبر

تقول الشوارع:
هأنذي لم أخن يا صغاري
خرجنا معا نحمل الأمنيات
وقفنا طويلا ندق الطبول ونهتف
ترقصنا الأغنيات
ولكن بوت الجنود غبي
ولا يتقن الرقص إلا على
جثث الحب
أو تحت زمجرة الطلقات
أنا يا عيالي مازلت للآن أحمل رائحة الدم
أحمل أسماءكم فاغفروا لي
وغنوا لتخضر فينا الحياة

يقول الرفاق:
هنا الدم بالدم لن نتنازل
إما أخذنا بحق الشهيد
وإما لحقنا به في الشهادة
سنشعل كل الشوارع نارا
إذا ما نسيتم
فتلك الـ (قيادة)
سنلبس صوت الشهيد ونهتف
ضد المذابح ضد الإبادة
فـ قم يا (ترس) واحرس الثأر صاح
ولا تحتفل بعد
إذ ما بلغنا نصاب السعادة

تقول لنا الأمهات:
قتلنا مع الصبح لم ندر بالموت إلا العشية
لقد كنت أكوي عمامته
وأبخر للعيد
لكنني عايدتني الأسية
وجاء رفاقك يبكون
كنت جميلا ومبتسما وتحيطك أنواره القدسية
وفي قلبك البض تبكي الشظايا
وتبرأ من حولها البندقية

تقولون أنتم
مضينا ولكننا لم ندعكم فهذي الدما التراب ثمن
وهذي الشوارع أسماؤنا والهتافات أصواتنا والشجن
وها نحن نولد في كل زغرودة في قطارات عطبرة الـ سوف تخلد رمزا لثورتنا في الزمن
نحن فيكم ومنكم بمختلف اللهجات وأني تكون السحن
نحن حرية.. وسلام… عدالة ونحن الـ بحق جنود الوطن.

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 5 / 5. Total : 1

كن أول من يقيم هذا المقال