‫الرئيسية‬ مقالات التسوية الفوقية تعميق للأزمة
مقالات - 23 أبريل 2022, 9:16

التسوية الفوقية تعميق للأزمة

معتصم الأقرع

في ثلاثة أعوام زهد تحالف قحت عن الشارع ويمم قلبه تجاه مراضاة الجنرالات والميليشيات والخارج، فما كان من الشارع إلا أن سحب دعمه عن قحت رويدا رويدا حتى انكشف ظهرها، وبدت كهرة منزوعة الأسنان لا يهابها فأر ولا فارة، وصعب على قادتها الوحود في أوساط الجماهير وأرقتهم هتافات “بي كم بي كم بعتو الدم”.

وكانت الطامة الثانية هي اتفاق نوفمبر لتعويم الانقلاب بعيدا عن رغبة الشارع فانتحر به آخر تكنوقراط قحت بأمر الشعب.

الدرس الواضح هو أن أي تسوية سياسية لا تحظي بقبول واسع من الأجسام القاعدية التي توالدت خيرا وبركة سوف ينتهي بتعميق عزلة التنظيمات السياسية عن الشارع، وفي هذا انتحار لا يترك للتنظيمات السياسية المدنية من قاعدة تستند عليها سوى بندق الجنرالات وأوامر الخارج المتعالي وفي هذا تعميق للأزمة السياسية الضاربة والمزيد من تشتت الأحزاب عن جماهيرها.

الديمقراطية وفطنة حفظ النوع السياسي تستوجب على من يبحث عن تسوية أن يسوقها أولا للشارع ويقنعه بجدواها ويشركه في صنع تفاصيلها، وبعد ذلك يتوجه ببنودها – مستقويا بالشعب – صوب العسكر ووسطاء الخارج.

أما اتفاقات الغرف المظلمة فاقدة الشفافية فهي وصاية من جهات لا تملك ولم يفوضها شعبها المعزولة عن نبضه وهكذا ستفاقم الاستقطاب الخانق.

أي محاولة لتسوية تفتقد الشفافية ولا تتمتع بقبول شعبي واسع لا تعدو أن تكون حماقة مؤقتة تغرس خنجرا جديدا في قلب وحدة المجتمع السياسي السوداني.

استمرار الوضع الراهن وأزمة جماعة تسعة طويلة الحاكمة خير من أي صفقة معزولة شعبيا ببساطة لأن دوام الأحوال من المحال، وغدا سوف تبرز تفاعلات جديدة تغير من موازين القوة، ومن الأفضل للوطن أن تستقبلها الأحزاب في لحمة مع شعبها بدلا من استقبالها، وهي في حضن طغاة يصوبون بنادقهم نحو أرواح الشعب ومعاشه.

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 3 / 5. Total : 1

كن أول من يقيم هذا المقال