فسادنا الجمعي المشترك

تلبيس الصور الفوتوغرافية والفيديوهات بمحتويات وروابط معلوماتية زائفة ومزورة هي احدى عيوب ديباجات انشطتنا (البطولية) بالسوشال ميديا. فالكثير من الصور الفوتوغرافية والفيديوهات يتم تلبيسها على غير حقائق وقائعها وصحة معلوماتها بدافع الغرض الذي في نفس مزورها.

فانت ترى صورة او فيديو لحدث او حتى لشخص قبل اعوام وقد ارتبطت او اشتهرت كحدث او واقعة لصاحبه او صاحبته وقتها وقد تم اعادة النشر بتحديث معلوماتي مغلوط لهما. وانت تقرا خبرا حديثا فاذا بك تكتشف عن طريق تصحيح حميد من مواطن او مواطنة صالحين بان هذه المعلومة قديمة وسبق نشرها ولا علاقة لها بالراهن.

الناتج من ذلك غالبا ما يصنع ضربا من البلبلة ويثير الفتنة في متلقيه دون اخضاع للحقيقة بتزويرها مع سبق الترصد. هذا الافساد المعلوماتي لا يختلف في الجوهر عن الافساد والفساد الشائع ببقية المجالات كونه يقوم على الغش وقلب الحقائق. الادهى والامر في الامر هو التماهي الذي يحدثه ذلك من جانب، ومع جمهرة واسعة من المتعاطين للسوشال ميديا باعادتهم لنشره وتوزيعه دونما تحسس او حساسية على شركائهم بالصداقات الاسفيرية بوصفه عينا للحقيقة . وحري بالقول هنا ان جماعات الصراعات والاغراض السياسية لا تنتصر في هذا النشاط الهادم الهدام وتلتزم بالمبدئية و(وشرف القضية) بل تبيعها بضاعة رخيصة بسوق الله أكبر الاسفيري وتبيحها جرما لتحقيق انتصارات معنوية مؤقته على خصومها دون ان تدري او تدرك انها تمسك وبهذا السلوك والمسلك بالفساد من اعنته وذات قرونه الحادة المقدمات.

إذا جاز لي توصيف محنتنا في الوجود السوداني او كما اسماه بن أحد اصدقائنا بالدياسبورا ب (الكوكب السوداني) فان احاطة الفساد بشؤوننا وتغلقه في تفاصيل حياتنا بإشكال معقدة وغميسة مما ينعكس بصفة واضحة بالسوشال ميديا هو ما لا يساعد حقا في احداث وتحقيق خروج مشرف لنا في مباراتنا السياسية المصيرية، وكتابة نهاية سعيدة في معركتنا لأجل بلوغ مجد ما نبتغيه. نحتاج الى يقظة مضاعفة في علاقتنا بالإعلام ككل ومن ضمن ذلك نحتاج الى الصدق والمزيد من المسؤولية الوطنية. فبدونهما لن ينصلح لنا حال ولن تقوم لن قائمة ولن تقبل بنا نهضة مشتهاة من غالبية سكان (الكوكب السوداني).