هذيان (عدة ساعات في المستشفى)

صلاح الزين

أصحو من قلق الروح على أن لا تكون فأكون بمعية صديقي إبراهيم مالك ومحمد على وكلاهما لهما ما في الحياة ما تعدمه!!
فاستلفت منهما الفائض بغير وعد برد!!
وما برد وليشربوا من بحر السراب.

ليومين عرفت كيف أن تكون مصابًا بكورونا وأن تكون في ذات الآن بمدفع فايزر مصوب نحو القلب منها!! تهرسك عظامك وتكون روحك بت الجوار كجرو بلا أم!!

من الضفة الأخرى، أخرى كيوم بعيد، تزورك زمزم، أمي، فترتبك لقدرة الموتى على زيارة نبع الحياة.
وتقول: يا زول ما في مشكلة ما زمزم بسماحة غفران القمر للمشاترة!
بس المشكلة ليه هي سمحة سماحة مفردة زايدة عن الأبجدية؟؟
وشنو القمر البتجرو في مركب القمر والفضة؟؟
ما هي بزمام شبك تعقيد حاضري بالآتي كشيوعي يرى إلى الكميونة قصيدةً يعوزها بعضٌ من تلقيح!! بس وينو زمام مهرة بكرة؟؟

ولأنها، أعنيها زمزمتي، مشغولة برفقة الحياة والبلولة تحكي نكتة للممرضة المزهوة بلباسها وبعضٍ من جمال لا يراه المرضى بسبب لا يعرفونه، تخلع ذاك الزمام ليكون جسرها فوق نهر الممرضة البتشبه نصف الحقيقة من شدة جمالها!!!

لازم أحكي لأمي نحن بعد شهرين سوف نتزوج الضوء/الكهربا وكنتِ، قبلاً، عيون الظلام يا زمزم!!
يا خي جِنِّك تهزري!!!
يا زولة وإنتي هناك علمتينا نقول للحياة ما أجملك وتدهن نفسها بظلام الأبد!!

يا خي ما تهزري أرجوك.
الكهربا إنتي ولّا الممرضة البشوفا من سراديب الحمى وصوت بعيد، جد بعيد، زي همس الموج لحصى الشاطئ.
بعدين إنتي ما عندك شهادة ميلاد ولا بتعرفي تاريخ ميلادي غير إنو كنت منقذك من نية صهيل أبوي فوق مهرة تحبل بالنية!!

ممكن تزحي شوية لأتأمل جمال المكان والبت دي؟؟
ما تزعلي وتعقدي بين حاجبيك كقمري صيف.
ما أنا عارف إنك بتحبي نجوى الفكي كنصف قمر بدل الزمام!!
أعمل شنو أنا
إنتي ونجوى خليتو حياتي زي غياب الأصدقاء!!
يا زولة كيف أصالح ما فوقي بما هو جواي وأكون بأدب صلاة الفجر؟؟
لكن كمان يا صلاح إنت ما بتصلي فلا تكون دعي أرجوك!
لكن يا زمزم إنتي ما كنتي نهر الصلاة يعني لازم أكون مراكبي؟؟

عندي كتابة عنك يا زمزم بس بتحتاج لجسد و دَم حتى أكملها
وأنام!!
أول بالتبادي كلمني بلغة أمي.
لكن أنا ما سمعت ولا شفت أمك فاطنة بت عسمان!!
ما تحرجيني مع الممرضة وإنتي لا بتعرفي إنجليزي ولا لغة المدارس.
يا خي أرجوك أديني فرصة عشان آخد الدوا دا بالعربي والإنجليزي!!
بعدين داير أسألِك يا زمزم إنتي على بُعد ألف موت وميل
شنو الأنجبك من سقف الغرفة؟؟