‫الرئيسية‬ مقالات كان بدري عليك يا قدال
مقالات - 6 يوليو 2021, 16:12

كان بدري عليك يا قدال

أكثر من أربعين عاماً ونحن في رحى اللقاءات والملتقيات والحب ومحبة الناس والأحلام بسودان ديمقراطي حر. أكثر من إنسان كان محمد، وكأنه أحد الصالحين والمتصوفة الضالعين في عشق السودان، جمع بين الأصدقاء شرقهم بغربهم وشمالهم بجنوبهم، ألف بينهم، ومنحهم الطاقة الإضافية للعطاء.

جلسنا على تراب الشوارع وكراسي المكاتب والقاعات وبيوت بعضنا البعض ومساطب الغربة والاغتراب، تبادلنا الأفكار، واشتركنا وتشاركنا أفكار الخدمة العامة عبر التجمعات والجمعيات والمبادرات. كان الوطن همه والتقدم ناصية أمانيه لهذا الشعب، خدمه من كل زاوية وموهبة وعاطفة إيجابية.

كان معنا في آخر زياراته إلى الدوحة ممارضاً لأخته العزيزة والتي كان يضعها في مقام الأم، مارضها وهي تعاني من المرض اللعين، وكنت أراه يتمزق حزناً ويخاف الفراق، ماتت أخته اللطيفة الصابرة وهى تعاني آلامها في مستشفى الأمل. بعد اعوام قليلة أصي بذات الداء، وجاء مستشفياً، بعد أن تمكن منه المرض.

مات في نفس المكان -مستشفى الأمل- وتركنا في بهوه الكبير ننتظر ونغرق في بحر الفقد. هذا الصباح مر يا حبيبي، وأحباؤك على شوارع وحارات الدنيا يفتك بهم الوجع، ويشغلهم حنين طاغ ضاغط لك، لروحك التي دائماً ما كانت تحرضهم على محبة الخير والعمل لغد متجاوز وخاص.

لا أدري كيف أعزيهم، ولا أعلم عما وماذا سنتكلم أو يستقبلنا حتى الكلام، أو تفتح الكلمات بوحها ويتمها، لا لست متأكداً من أن كان قد تبقى من الكلام ما يشفى الغياب الرهيب كثيف المرارة. لا ولن أقول وداعاً، ولن أقف اليوم أمام جثمانك مودعاً. سأقف وأصلي لأقول إننا سائرون إلى المبتغى، في أيادينا الحلم، وفي عقولنا الأمل بكثير ضوء تركته، وعزيمة خلفتها من ورائك لنا لنمضي في مهمة البناء.

 

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 5 / 5. Total : 1

كن أول من يقيم هذا المقال