
حبيبنا الأخير
مأمون التلب
لقد تناولنا خبز البحار الواسعة
وفي الجذور تناوبنا وبكينا ونمنا ونامت أحلامنا
القبور السائلةُ كانت مفتوحة الوجوه
العناقيد الطيفيّة بوجوه المفقودين تتلألأ
حتّى الشمس غضت بصرها وأنبتت كل ما لم تراهُ
وعكست الضوء،
بل خلقت الظلال
ونامت.
هناك تركتُ جثّث أصدقائي
حيثُ لم تعرف الضفاف القريبة من قلوبنا،
من أهلنا وأحبابنا،
لم تعرف كيف تكون هجمة الدمار صحيّة وخارقة:
الخلق يجعل الكف التي ترسمُ آلهةً
السحابة التي تمرُّ ولادةً،
حتّى الحرب، عناقٌ لم نألف لوجوده شيئاً،
بل لم نقطف أزهاره اليائسة،
فهو، في فوهة المدفع، برأسه، يُجلّل كونه بآيات الحداد.
سالت عيني في الأنهار والمحيطات،
غامت وتعامت عن أخطاء الكبار
ثمَّ نزفت دماء الذئاب الوحيدة،
ثمّ خلقت أرضاً جديدة، من شدّة لحم الضحايا تكوّنت يابسة
وترنّمت بالخطايا
وصرخت بمحتوياتها الجحيميّة،
وقلّصت من محتويات الموت.
الموت،
حبيبنا الأخير.
28 نوفمبر 2020م
الموت حبيبنا الأخير أيها الشاعر الحبيب