
إنهم يتخبطون في حربهم
كلام الناس
نور الدين مدني
أي جلسة للسودانيين تتحول إلى حلقة نقاش حول الأوضاع في السودان وهم يتحسرون على الاثار الكارثية للحرب المصنوعة التي مازالت تلقي بظلالها السالبة على السودان والسودانيين.
كالعادة تختلف وجهات النظر حول من تسبب في هذه الحرب وسط اتهامات متبادلة فيما بينهم ويتجرأ البعض ويلقي مسؤولية الحرب على قوى الحرية والتغيير وصمود بل وعلى الدكتور عبدالله حمدوك!!!.
ترتفع أصوات التخوين وتطال حتى المتحاورين في الخارج الذين اضطرتهم ظروف السودان الطاردة للخروج من السودان والاستقرار في إحدى الدول الحاضنة للاجئين وحصولهم على جنسيات غي سودانية ويتهمونهم بالولاء لهذه الدولة والعمالة لها رغم انهم أنفسهم خرجوا من السودان واستقروا بالخارج.
على الجانب الآخر من النقاش يتركز الهجوم على الفلول والكيزان ورموز نظام الإنقاذ الذين أسقطت الجماهير الثائرة سلطتهم، الذين طفحوا على السطح في محاولات يائسة وبائسة لاسترداد سلطة نظام الإنقاذ وفشلوا حتى الآن في تحقيق امانيهم.
بل هناك من أصبح يتجرأ بالإعلان عن انه ينتمي لحزب المؤتمر الوطني المنحل ويدعي بأن المواطنين أصبحوا يتحسرون عل أيام البشير الذي لاامل في عودته ولا عوده نظامه المباد الذي خرج عليه حتى بعض سدنته.
مثل هذه الونسة المعتادة وسط السودانيين تجسد جانبا من جوانب الخلل الفكري في تناول القضايا المصيرية وتكشف عجز الحالمين باسترداد السلطة وفشلهم في تكوين حكومة واختيار رئيس وزراء لها او حتى حاضنة سياسية رغم كل احزابهم المصنوعة ومليشيات القطيع والمستنفرن والانتهازيين.
كل ثمار حربهم قتل وتشريد السودانيين ودمار وتخريب مؤسسات الدولة وسلب ونهب المواطنين وهم يتخبطون بلا هدى أو بصيرة.
نسأل الرحمن الرحيم اللطيف بعباده أن يحفظ السودان وينصر الشعب ويجعل كيد الانقلابيين في نحورهم ويسترد السودان عافيته الديمقراطية والمجتمعية.