هذا هو المخرج أو الطوفان!
هشام هباني
الوطن الآن سيذهب للجحيم اذا استمرت الحرب بهذه الوتيرةالمتسارعة المفجعة وفي ذات الوقت لازالت قواه الوطنية المحسوبة على الثورة الموؤدة تسير في تشظيها ومماحكاتها وتفاهات مزايداتها بأجنداتها الصغيرة التي تعلو بها فوق مصلحة الوطن.
فالوضع لايحتمل هذه الغيبوبة السياسية والا سينهد السقف على الجميع . اذن لا بد أن نتجاوز هذه المحطة الخائبة بأي ثمن كي نواجه هذه الكارثة بكل السبل حتى تقف الحرب وايضا كي نكون مستعدين لمرحلة مابعد الحرب حتى لايكون هنالك فراغ ليملأه اعداء الوطن اعداء الثورة مرة اخرى حيث هنالك معطيات منطقية من مساع دولية ربما تفضي للمصالحة بينهم وقد يقبلهم هذا العالم البراغماتي لانهم افضل من يحققون مصالحه. وحينها سيعودون بشراهة ليمارسوا كل اجرامهم وفسادهم للتعويض عما فقدوه بسبب حربهم القذرة وسيشجعهم على ذلك نزوح عدوهم خارج جغرافيا الوطن المحترق ولذلك سيعملون بكل مافي وسعهم للحيلولة دون عودته للوطن!
لذا لا بد من التحوط لهذا الامر الكارثي ونحن على اكمل الاستعداد والمدخل لذلك ان نستعيد وحدتنا بأي ثمن وهي المطلب الاساسي الذي يجب ان ننجزه كي نتصدى لهذه المؤامرة الكبرى وننقذ الوطن من هذا الطوفان ..وفي اعتقادي ارى انه بكل سهولة يمكن أن ننجز هذه الوحدة وذلك بكل يسر عبر مؤتمر علمي تخصصي على شبكة الانترنت شامل لأميز خبراء الوطن المنتشرين في كل العالم والذين قطعا سيوحدهم اي نداء وطني جاد يحثهم لانجاز مهمة وضع البرنامج الثوري الشامل لاعادة بناء الوطن بعد توقف الحرب وذلك عبر ورش علمية تخصصية ستضم افضل الخبراء الوطنيين في كل المجالات الحياتية الاساسية مثل :الاقتصاد والزراعة والتعليم والصحة والعدالة والنقل والاتصالات والطاقة وغيرها من المجالات الاخرى وبالضرورة ان تكون هنالك ورشتان للاصلاح الحزبي وايضا لاصلاح المؤسسات العسكرية النظامية المختلفة واساسها القوات المسلحة والاهم ان هؤلاء الخبراء الذين سينجزون هذه المهمة ينبغي ان يكونوا من اكفأ الخبراء وبالضرورة ان يكونوا من كل ألوان الطيف سياسيا بمافيهم الشباب والمرأة وايضا التمثيل المناطقي من كل جهات الوطن وبنجاح هذه الفعالية العلمية الوطنية الكبرى نكون قد اعددنا العدة للاضطلاع بالمهمة الوطنية المصيرية للتصدي لهذه المؤامرة الكبرى حيث من داخل هذه الورش العلمية التخصصية سيصعد الوزراء الخبراء( التكنوقراط)، وذلك بشكل ديموقراطي عادل وايضا سيصعد رئيس الوزراء من داخل هذا المؤتمر العلمي ويمكن ان يكون الوزراء او رئيس الوزراء المصعدون من داخل هذا المؤتمر العلمي منتمين سياسيا او مستقلين وطنيين وهذا الاختيار سوف لن يؤثر ويجير الامر لصالح جهة سياسية ما لطالما الجميع منطلقون من هدف وطني موحد وملتزمون بتكليف محدد من قبل هذا المؤتمر العام للخبراء والذي هو المرجعية الحاكمة لهؤلاء الوزراء المكلفين بانجاز مهامهم وفقا للتفويض المعلوم.
اذن بهذا الاقتراح الاختراق العملي ستكون تحت ايادينا حكومة منفى وطنية جاهزة من خبراء وطنيين مؤهلين للاضطلاع بمهامهم ومزودين بتكليفات من داخل هذا المؤتمر العام للخبراء.
وبذلك يمكن ان تتحرك هذه الحكومة المكتملة من ( التكنوقراط) في كل انحاء العالم بكل سهولة وسيعترف بها العالم لطالما هي حكومة مدنية من كفاءات علمية مرموقة وايضا والاهم
انها تنطلق من شرعية الثورة السودانية التي اعترف ورحب بها كل العالم يوم انتصارها. وبذلك ستستقطب هذه الحكومة الثورية الشرعية الدعم السياسي والمادي من كل العالم لاعادة بناء الوطن بعد توقف الحرب بل ستكون شريكا أساسيا في أي شأن يتعلق بالوطن حاليا وهو تحت الحرب وايضا ستستمر ما بعد الحرب لاجل تحقيق السلام والاستقرار وسودان المستقبل بعد تنفيذ كل خططها وحلولها العلمية المعدة لتحقيق هذا الحلم الوطني العظيم .