ارتفاع بأسواق العملات بسبب ندرة المعروض وطلبات الحكومة والمستوردين
الخرطوم: مداميك
تشهد أسعار العملات الأجنبية بالسوق الموازي صعودا تدريجيا، وقد اختتمت تعاملات نهاية الأسبوع على ارتفاع أسعار العملات الأجنبية وسط توقعات التجار والمتعاملين باستمرار الارتفاع طوال الايام القادمة بسبب شح المعروض وارتفاع الطلب على شراء النقد الأجنبي.
وشهدت الايام الماضية طلبات بملايين الدولارات يعتقد التجار انها حكومية وبعضها يخص مستوردين ومواطنين يرغبون في استبدال ما لديهم من مدخرات بالعملة الوطنية، بعد أن أعلنت سلطة الامر الواقع استبدال فئات من العملة.
وارتفع سعر الدولار اليوم لأسعار تراوحت بين ٢٥٥٠ الى ٢٦٥٠ مقابل الجنيه الواحد، فيما ارتفع سعر الريال السعودي الى ٦٦٥ جنيها، والدرهم الإماراتي ٦٨٥ واليورو ٢٦٣٥، والجنيه الاسترليني ٣١٢٥ جنيها، بينما بلغ سعر الدولار الاميركي بالبنوك التجارية بين ١٩٩٠ الى ٢٠٠٥ جنيهات، والريال السعودي ٥٢٤، والدرهم الإماراتي ٥٤٤ والجنيه الاسترليني ٢٢٧٩ واليورو ٢٠٨٥ بفارق كبير بين السعرين الرسمي والموازي يفوق ٦٠٠ جنيه.
وأكد متعاملون بالسوق الموازي ان هناك طلب متزايد على شراء النقد الأجنبي مع ندرة المعروض بالأسواق، موضحين أن هناك طلبات بملايين الدولارات لشراء النقد الأجنبي وبخاصة الدولار الامريكي الاكثر طلبا في الأسواق.
وقال مصدر مصرفي لـ”مداميك” اليوم الخميس، ان محفظة السلع الاستراتيجية التي كونها بنك السودان المركزي لم تتمكن من تأمين مشتريات السلع الاستراتيجية من قمح ووقود وغاز ودواء وغيرها من المتطلبات، لذلك لجأ بعض المستوردين لتأمين الاحتياجات بشراء نقد اجنبي من السوق الموازي، لان متطلبات الاستيراد كبيرة مقارنة بعائد الصادرات التي تعتمد أكثر على الذهب وهو لا يغطي احتياجات الاستيراد، بجانب زيادة المتطلبات الحكومية للانفاق على الحرب.
ويرى خبراء اقتصاديون ان أسعار العملات الأجنبية لن تتراجع كثيرا بسبب استمرار الحرب وتراجع الإنتاج وتوقف الأنشطة الاقتصادية التي كانت تسهم في زيادة الايردات العامة، لافتين الى ان المواطن هو الاكثر تتضررا بسبب الارتفاع المتواصل في أسعار السلع والخدمات الاساسية.
ويعاني الاقتصاد السوداني من اوضاع كارثية، وللسنة الثالثة تعد سلطة الامر الواقع موازنة طارئة يذهب الإنفاق الأكبر فيها على مستلزمات الحرب في ظل تحديات واسعة تهدد الاستقرار الاقتصادي وتعرقل عجلة التنمية.