(رسوليا أو فواح وردة الجسد) نص شعري لأيوب مصطفى
شعر : أيوب مصطفى
افتتاحية
مازالت للورود رائحتها
والقلب يخبئ أسرار ورده
للأرض نوار اللوز وتاريخ الغناء
للجسد جغرافية التفتح وتعاليم العشق والإنعتاق
أول الجسد:
بالأيادي سنشتبك معهم
بالأيادي ذاتها نشعل الفوانيس ونصنع الأعياد
في غرفنا الضيقة جداً سنؤلف سحاباً
ونمزقه في رؤوس الجميع
حتى تنتفض الأجساد بفعل المطر
هاأنذا أخلع جلباب الحكايات القديمة
ارتدى زمنك يارسوليا وأراك
كرسولة المناحل تكدحين
بالرقص تدلين عشاقك لمسار الضوء والزهرة
بزوايا الانعكاس ترسمين الدرب
بالمهارات الخفية تخبئين الرحيق
تحرضين الفراشات لأجل نار موسمك الآتي
وفى جيب حلمك المسائي عسل ومراجيح وأنهار صغيرة
كي يغتسل بها أطفال الفقراء من درن شظايا النهار
ودرن الطرقات التي وسخها الطفيليون
وحقيبتك اليدوية مكتظة بأرقام هاتف الغد
دفتر المحاضرات، عناوين النهر.. برنامج العمل وبعض أدوات التجميل
عفواً رسوليا
أعلم جيداً إنك تأخذين زينتك من الحيوية والضحك
والبعد الديمقراطي لإنسانك والشارع
وفى الجزء الآخر من الحقيبة مرآة تقول ما يصمت عنه الآخر
وأقراط من التوقع وأسوره غيم تسيل من يديك
بالندى تكتحلين حتى يبين ذاك الوهج الفاتن في عينيك
يا ذات العينيين النبيتين
وجهك بهي باهتماماتك الصباحية
أذكر من عاداتك إنك تستيقظين باكراً
كحقل من النعناع فاجأه المطر
تنتشر رائحة صحوك
تمشطين ضفائر وقتك الصباحي بأغنيتك الأولى
وتفتحين نافذة الفجر وتنثرين ماء الحلم على الشجر المنزلي
أدرك تماماً إن الأصوات التي تنبت الأفكار المشروخة لا تعكر وجه أغنيتك تلك
فقط تشهرين جمال صوتك الفاعل
وتعلقين أقمار صوتك على عتبات المسامع
وتطلقين حمام رقصك في سماء الروح
ومن ثمّ تمضين في مشاغلك- الخروج-تشذيب حديقة التواصل- رسومات الأطفال
الوجبة الأولى- تأمينك
هموم الحارة
الأيادي التي تبدع
والأيادي التي ……….
أضبط أوراق بيضاء.. قلم رصاص وأشياء أخرى مشروعة
مذكرات إنجيلا ديفيس
بعناية تختارين كتبك ولغة الحوار وتسريحة الفرح العائلي
وبعناية أدق تقرئين
رسوليا
لونك الآن نص يقترح الكتابة
ليس بالإمكان أروع مما يكتبه جسدان
وللتأويل متسع من الجسد
والأفق يغرى هدهدنا بالتحليق ضد الحصار والصمت الغبي
أعلن إن الحناجر المسلحة بالغناء نفى مستمر للإحباط والخوذات
وإن السنابل الخضراء نفى أشدّ للجوع والكاكى
أعترف إن قمحك يسكن حلم الإنسان الريفي
وبعض حلمك حديقة لجلسات الاستماع
ودروس العشق وأحاديث الوطن الجميلة
رسوليا
سبق أن صنعنا السحاب في غرفة طينية
وعندما أسدلنا ستائر النوافذ ابتللنا
آه من هذا البلل الشفيف المبكر
وقد امتلأت الفناجين بالقهوة والمطر
حتى فاض جسدك بالفرح والعبق والأقاصيص
سقطت زراره قميصك
ضحكنا كثيراًَ لهذا الفعل المشاكس
فسقطت زراره أخرى
مزنه بيضاء
وانهمرت بيننا اللغة المطر
الجسد- تنويعات اللون الأسمر
دفء أطراف الأصابع
ثرثرات الشعر الأفرو
آه رسوليا
أما زلت تتدهنين شعرك بزيت التماسك
وتتخللينه بالشموس الأنثوية
تسرحينه سريعاً وتخرجين للشارع كأغنية
رسوليا
ليس للجسد مواعيد
وسماء قريتنا قريب من سقوف المنازل
أحاور لونك
يرسل القمر ضوءه من النافذة
يشتعل لونك بالسطوع
يغريني القمر بالأحاجي وحديقة النجوم
يستدرجني لونك نحو العشب الأنثوي الطري
تفاتحيني بثرثرة الماء
أفاتحك بثرثرة إصبعين
يؤلفان من سرتك نافذة وحديقة
تستدرج الحديقة الأطفال
فيصنعون من ياسمينها أغنية للبلد ..
________________________________________
الصورة البازرة لوحة للفنانة كمالا إبراهيم تتنقد الممارسات التقليدية