‫الرئيسية‬ مجتمع أخبار تقارير اللاجئون السودانيون.. من جحيم الوطن إلى غياهب اللجوء
تقارير - 26 نوفمبر 2024, 8:45

اللاجئون السودانيون.. من جحيم الوطن إلى غياهب اللجوء

الخرطوم: مداميك

يواجه السودانيون المهجرون قسرا من بلادهم انتهاكات واسعة وخطيرة لحقوق الإنسان حيثما فروا، تمثلت في الاعتقالات والاتجار بالبشر والابتزاز والتعذيب وسوء المعاملة والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والتمييز العنصري، وحسب تقرير صادر عن المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب وشبكة مكافحة التعذيب الليبية، فإن ليبيا ومصر وتونس “فشلوا في الوفاء بالتزاماتها الدولية لتوفير الحماية الكافية للسودانيين المهجرين قسرًا”.

التزام وتنصل

وتتصاعد الانتهاكات ضد اللاجئين السودانيين في ظل أزمة إنسانية وانعدام للخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والسكن على الرغم من المطالبات المتكررة لحكومات مصر وليبيا وتونس للامم المتحدة بزيادة الدعم لمقابلة احتياجات اللاجئين.

مناشدة ملحة

وحذرت نائبة أمين الشؤون الاجتماعية بالجالية السودانية في طرابلس الليبية نهى سعد في تصريح صحفي، من التدهور المتزايد في أوضاع الأسر مع دخول فصل الشتاء، خاصة بالنسبة للأطفال والنساء وكبار السن. وأكدت أهمية التدخل السريع لإنقاذ هذه الأسر التي هجرت قسراً بسبب الحرب ولم تجد مأوى حتى الآن.
وأوضحت أن حجم الاحتياجات ما زال كبيراً ويتطلب تدخلاً من المجتمع الدولي لسد الفجوة وتلبية المتطلبات الأساسية.

وكانت منظمات أممية ومحلية قد تحدثت عن التدفق الكبير للاجئين السودانيين الفارين من الحرب، خاصة عبر مدخل الكفرة الليبية. في وقت تشير فيه توقعات الأرصاد الجوية في ليبيا إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة، مصحوباً بأمطار في بعض المناطق، ومن بينها الجنوب الليبي، مما يزيد من معاناة الأسر اللاجئة.

وتقدر أعداد اللاجئين السودانيين بأكثر من 100 ألف شخص ويستمر وصول المزيد يوميا خصوصا إلى مدينة الكفرة، فيما يلقى الكثيرون حتفهم بالضياع او انقلاب السيارات في الصحراء خلال رحلتهم من السودان الى ليبيا.

تدفقات مستمرة

وبالمقابل قالت المسؤولة بمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في مصر، كريستين بشاي، إن مئات السودانيين الفارين من الحرب يصلون إلى مصر يوميا ليضافوا إلى أكثر من 1.2 مليون سوداني، لجأوا إلى البلدان المجاور، وفق الأرقام الحكومية المصرية. ويواجهون نفس مصير نظرائهم في ليبيا.

وبحسب التقرير الصادر عن المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب وشبكة مكافحة التعذيب الليبية التي استطلعت 127 سودانيا ومقابلات مع قادة في المجتمع المدني وممثلين عن المنظمات المحلية والدولية والوكالات الأممية. فإن أكثر من 40 % من السودانيين تعرضوا للتمييز العنصري أو العنف في الدول المضيفة.

وأرجع أكثر من 36 %من المستطلعين الانتهاكات الى “المواطنين والسلطات”، بينما أشار أكثر من 25% إلى مجموعات إجرامية أو غير حكومية، بما في ذلك الميليشيات والمهربين. وبسبب الانتهاكات أبدى 54% من السودانيين رغبتهم في “الاستقرار في دولة آمنة”، بينما ينوي 80% محاولة العبور إلى أوروبا خلال الأشهر الستة المقبلة.

وفيات وإخفاء قسري

وعطفا على ذلك كشفت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة عن وفاة واختفاء (1351) شخصًا في البحر الأبيض المتوسط، بينهم 63 طفلًا. بينما طالب تقرير المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب وشبكة مكافحة التعذيب الليبية المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة” لتوفير الحماية والدعم للسودانيين المهجرين قسرًا من خلال معالجة “الأسباب الجذرية” للنزوح، وخلق طرق آمنة وقانونية لطالبي اللجوء، وضمان احترام حقوق الإنسان.

ورغم الانتقادات والانتهاكات ظلت تؤكد الدول المضيفة للسودانيين حرصها على توفير اوضاع أفضل لطالبي اللجوء والاجئين وتطلب المزيد من الدعم الدولي بحجة رعاية وتقديم الخدمات للاجئين. في وقت يبقى تحسين حياة اوضاع السودانين رهين بوقف الحرب التي اكملت عشرين شهرا دون وجود بارقة امل لوقف القتال بين الجيش ومليشيا الدعم السريع.

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 0 / 5. Total : 0

كن أول من يقيم هذا المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *