لماذا الألفاظ البذيئة؟
لبنى إدريس
ظاهرة استخدام الألفاظ البذيئة خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت من التحديات الثقافية والاجتماعية والنفسية البارزة في الوقت الحالي. وقد يكون ما توفره وسائل التواصل الاجتماعي من شعورًا بالخصوصية أو الغموض بسبب الحسابات المزيفة وبسبب
(Machinery effect )
قد ساهم كثيراً لتشجيع البعض على استخدام لغة جارحة دون الخوف من العواقب.
لماذا يلجأ البعض لاستخدام الألفاظ البذيئة:
لتحليل الشخصية التي تستخدم ألفاظًا بذيئة نحتاج إلى النظر في السياق والظروف المحيطة، فالأمر ليس مطلقًا أو ينطبق على جميع الأشخاص بنفس الطريقة. ومع ذلك هناك بعض السمات النفسية والاجتماعية التي قد تُميز هؤلاء الأفراد:
1. سمات نفسية:
-سرعة الغضب وعدم التحكم بالعواطف، قد يكون الشخص الذي يستخدم ألفاظًا بذيئة سريع الغضب ويجد صعوبة في التحكم بعواطفه، مما يدفعه للتعبير عن نفسه بطريقة حادة وغير مهذبة.
-الشعور بالدونية أو قلة الثقة بالنفس، بعض الأشخاص يستخدمون الألفاظ البذيئة كآلية دفاعية لإخفاء شعورهم بعدم الأمان أو لتعزيز صورتهم أمام الآخرين.
-الرغبة في لفت الانتباه، قد يكون الشخص لديه حاجة ماسة للشعور بأنه مؤثر، ويلجأ لاستخدام الألفاظ البذيئة كوسيلة لجذب الانتباه أو الإشارة إلى حضوره في الموقف.
-الميول التمردية، إذا كان الشخص يميل إلى التمرد على القواعد والمعايير الاجتماعية، فإنه قد يستخدم الألفاظ البذيئة كتعبير عن رفضه أو تحديه للأعراف.
-ضعف المهارات اللغوية، في بعض الحالات، عدم القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بطرق متحضرة بسبب الافتقار لمفردات مناسبة أو مهارات تواصل فعّالة، بمعنى أخر الجهل أو عدم الحصول على التعليم.
2. سمات اجتماعية:
-التأثر بالبيئة المحيطة، إذا كان الشخص يعيش في بيئة تكثر فيها الألفاظ البذيئة، مثل الأسرة أو الأصدقاء أو مكان العمل، فإنه يتبنى هذه الطريقة بشكل طبيعي. وتصبح الكلمات البذيئة عادية ولا تشكل حرجاً بالنسبة له.
-الرغبة في الاندماج مع الجماعة، سلوك القطيع وهنا يستخدم الشخص هذه الألفاظ ليشعر بأنه جزء من مجموعة معينة تعتمد هذا الأسلوب في التواصل.
-غياب التوجيه التربوي، تشير هذه السلوكيات إلى نقص في التربية القيمية أو غياب التوجيه في كيفية التعبير عن الذات بأسلوب محترم.
3. أنماط شخصية محتملة:
-الشخصية العدوانية، (المتنمرة) تستخدم الألفاظ البذيئة كجزء من سلوكها الهجومي للتقليل من الآخرين أو فرض سيطرتها.
-الشخصية الانفعالية، لا تستطيع هذه الشخصية كبح اندفاعاتها، فتستخدم الألفاظ البذيئة للتعبير عن المشاعر، سواء كانت غضبًا، إحباطًا، أو حتى مرحًا.
-الشخصية المتمردة، غالبًا ما تتحدى هذه الشخصية القواعد المجتمعية باستخدام أساليب تعبير غير مقبولة، مثل الألفاظ البذيئة، وقد يتجاوز هؤلا الألفاظ إلى افعال العنف.
-الشخصية الفكاهية أو اللامبالية، وهي الشخصية التي تستخدم الألفاظ البذيئة في المزاح أو للتخفيف من حدة المواقف، دون مراعاة للمعايير الاجتماعية.
الخلاصة الشخصية التي تستخدم ألفاظًا بذيئة ليست في كل الاحوال “سيئة”، لكنها قد تعكس احتياجات نفسية غير ملبّاة، أو تأثراً اجتماعياً، أو صعوبة في إدارة المشاعر. التوجيه والدعم النفسي والاجتماعي يمكن أن يساهما في تغيير هذا السلوك.