‫الرئيسية‬ مجتمع أخبار دراسة دولية تكشف عن آثار سلبية عميقة للحرب على الأسر السودانية بالمناطق الحضرية
أخبار - اقتصاد - دراسات - 13 نوفمبر 2024, 8:41

دراسة دولية تكشف عن آثار سلبية عميقة للحرب على الأسر السودانية بالمناطق الحضرية

نيروبي: مداميك

أكدت دراسة مشتركة أطلقها أمس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، أن ثمانية عشر شهراً من الحرب قد خلفت آثاراً سلبية عميقة على الأسر في المناطق الحضرية عبر السودان، إذ اضطرت 31٪ من الأسر إلى النزوح، وانخفضت فرص العمل بدوام كامل إلى النصف، في حين انقطع أكثر من 70 بالمائة من الأسر الحضرية في السودان الذين لديهم الأطفال في سن الدراسة توقفوا عن الذهاب إلى المدرسة، واقتصرت فرص النفاذ إلى كامل الخدمات الصحية على أسرة حضرية واحدة من كل سبع أسر.

وتقدم دراسة “الآثار الاجتماعية والاقتصادية للصراع المسلح على الأسر الحضرية السودانية” تقييمًا شاملاً لكيفية تأثير الصراع المستمر على الأسر التي تعيش في المناطق الحضرية عبر السودان. تساعد الدراسة التي تستند إلى تحليلات لمسح واسع النطاق شمل 3000 أسرة حضرية في جميع أنحاء البلاد أجرته كلتا المنظمتين بين مايو 2024 ويوليو 2024، على فهم آثار الحرب على سبل العيش الحضرية، وهو أمر بالغ الأهمية لمعالجة التحديات الاقتصادية الفورية وعقبات التنمية طويلة الأجل إذ يتركز ثلثي الصراع الدائر في المدن التي يزيد عدد سكانها عن 100 ألف شخص.

وأكد خالد صديق، كبير الباحثين ورئيس البرنامج الاستراتيجي لدعم السودان في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية: “أن الصراع المستمر قد فاقم التحديات الحرجة القائمة بالفعل، بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي المتفشي على نطاق واسع”. وأضاف “في عام 2022، قبل بدء الصراع، أفاد نصف السكان فقط بأنهم يتمتعون بالأمن الغذائي. ومنذ ذلك الحين، انخفضت نسبة الأسر الحضرية الآمنة غذائيًا من حوالي 54٪ إلى 20٪ فقط”.

وتشير الدراسة إلى أنه على الرغم من زيادة حصة السكان الذين يتلقون المساعدة بشكل عام خلال الصراع، فقد أفاد 76٪ من السكان الذين شملهم المسح بعدم تلقيهم أي مساعدة على الإطلاق. وأفاد معظمهم أن تلقيهم للمساعدات يعتمد على شبكات العلاقات الشخصية من أفراد الأسرة والأصدقاء، وليس على المؤسسات الحكومية أو منظمات المجتمع المدني المحلية أو الوكالات الإغاثة الإنسانية الدولية.

وصرح لوكا ريندا، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان بأن “هذه الدراسة تكشف عن مدى تزايد وتعمق أوجه الهشاشة التي تواجهها الأسر الحضرية السودانية اليوم على العديد من الجبهات، والتي تحد بشكل كبير من قدرة أي تدخل منفرد للاستجابة للأزمة على معالجة الأزمة التنموية متسارعة الخطى ومتعددة الأوجه بشكل مناسب”. وأضاف “يظل توسيع نطاق الإغاثة الإنسانية الفورية قصيرة الأجل أمر بالغ الأهمية لمساعدة الناس على البقاء والتكيف خلال الأزمة، ولكن جهود الإغاثة الإنسانية وحدها لن تكون كافية. إذ يجب أن تقترن بتدخلات طويلة الأجل تركز على التنمية والتي من شأنها أن تساعد في تعزيز القدرة على مواجهة الأزمات وتمكين التعافي”.

تؤكد الدراسة على أن معالجة التحديات التي تواجه الأسر الحضرية في السودان تتطلب استجابات شاملة ومتعددة القطاعات تتجاوز التركيز على تخفيف المعاناة الفورية لكي تسهم في وضع أسس متينة للتعافي ولتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات على نحو مستدام. وتشمل الإجراءات الرئيسية المطلوبة ما يلي:

تنفيذ برامج التعافي الاقتصادي التي تعطي الأولوية لخدمات التمويل الأصغر وتنمية الأعمال من أجل تشجيع العمل الحر على نحو أكثر استقرارًا، فضلاً عن دعم منشآت الأعمال الصغيرة والتدريب المهني.
توسيع نطاق المبادرات الزراعية الحضرية للمساعدة في تنويع مصادر الغذاء وتوفير الوصول المستدام إلى مكونات الحمية الغذائية المغذية.
تحسين فرص النفاذ إلى خدمات الرعاية الصحية من خلال نشر الفوري لعيادات صحية متنقلة، مع العمل على استعادة وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية بأسعار معقولة.
اللجوء إلى حلول ومنصات التعلم عن بعد وكذلك المراكز المجتمعية للتعلم لضمان عدم إلحاق ضرر لا يمكن تعويضه برأس المال البشري في السودان، مع العمل على إعادة بناء نظام التعليم والتركيز على تقديم المساعدات المالية للطلاب من الأسر المتضررة.
زيادة الشراكات بين القطاعين العام والخاص وحفز الاستثمار في أنظمة البنى التحتية اللامركزية، مثل الأنظمة المستقلة لتوليد الطاقة الشمسية وحصاد مياه الأمطار

وحلول الصرف الصحي المحلية، مع العمل على استعادة أنظمة البنى التحتية المركزية للمياه والصرف الصحي والكهرباء.
تعزيز برامج تدابير الحماية الاجتماعية الرسمية وتوسيع نطاقها لتعزيز القدرة الاقتصادية للأسر على مواجهة الأزمات والحد من اعتمادها على الشبكات غير الرسمية، مع ضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر احتياجا.
إعطاء الأولوية للأسر النازحة في جهود توفير خدمات لإسكان والرعاية الصحية وفرص كسب العيش.
نتائج رئيسية أخرى شملتها الدراسة

وارتفعت نسبة الأسر الحضرية التي أفادت بعدم وجود دخل أو عمل لعائليها إلى 18 في المئة مقارنة بنسبة 1.6في المئة ما قبل الصراع. ومن المتوقع أن يتجاوز معدل البطالة 45 في المئة بحلول نهاية عام 2024.

اليوم يعد السودان من بين أربع دول في العالم ذات أعلى معدل لانتشار سوء التغذية الحاد، والذي يقدر معدله في السودان بنحو 13.6 في المئة، كما يواجه ما يقرب من نصف سكان المناطق الحضرية معدلات لانعدام الأمن الغذائي تتراوح بين المتوسطة والشديدة.
أفادت أكثر من 56 في المئة من الاسر الحضرية أنها في صحة “أسوأ” أو “أسوأ بكثير” مما كانوا عليه مقارنة بوقت ما قبل الصراع، في حين انخفضت فرص الوصول إلى كامل الخدمات الصحية بشكل كبير لهذه الاسر من 78 في المئة إلى 15.5 في المئة.

أفاد 63.6 في المائة من الأسر الحضرية أن جميع الأطفال في سن الدراسة في الأسرة توقفوا عن الحضور، وأكثر من 88 في المائة كان لديهم طفل واحد على الأقل في سن الدراسة توقف عن الذهاب إلى المدرسة منذ بدء الصراع.
انخفضت فرص الوصول إلى المياه المنقولة بالأنابيب من 72.5 في المئة إلى 51.6 في المئة، في حين أفاد ما يقرب من 90 في المئة من الأسر أن موثوقية إمدادات الكهرباء تدهورت.

UNDP

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 0 / 5. Total : 0

كن أول من يقيم هذا المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *