‫الرئيسية‬ مقالات يُمثلني أو لا يمثلني, تلك هي المسالة !!
مقالات - 31 أكتوبر 2024, 9:49

يُمثلني أو لا يمثلني, تلك هي المسالة !!

محمد حيدر المشرف

*القطيع ميزة وجودية في الغابة, حتى ذلك الأسد الخنفس المثقف الستيني الذي يدخن غليونه في صلفٍ يساريٍ إزاء سلوك القطيع سيكون وجبة لقطيع الضباع في آخر النهار !! *

لم يكن ثمة إبداع كبير عندما إخترع البشر الديمقراطية, فالأمر تدرج الهوينى عبر المجتمعات الإنسانية منذ حالة الطبيعة وإنتباه البشر لحوجتهم الماسة للتنظيم والتكتل فنشأت الروابط الحمائية اولا باعتبار أن الحياة نفسها هي اكبر قيمة في حياة الإنسان ولابد من حمايتها والدفاع عنها, تشكلت الاسرة فالعائلة فالعشيرة فالقبيلة وصولا لمفهومي الدولة والوطن. وتعددت في رحلة الارتقاء الإجتماعي هذه الروابط من اقتصادية وثقافية ودينية وكلها ترتكز على مفهوم اساسي وهو التكتل والحراك كمجموع متجانس نحو الرفاهية وارتباط ذلك بالقدرة على ادارة المجتمعات الكبيرة بصورة سلمية تمكن الأفراد من رؤية ذواتهم في المجموع الذي يمثلهم اولا ثم قدرة هذا المجموع على فرض رؤاه السياسية والاقتصادية بحسب قدرته على الحشد والتكتل السلمي (حجم القطيع هو المحدد الديمقراطي الأساسي, اليس كذلك؟!!).
يمثلني او لا يمثلني ليست مجرد نزق اسفيري لاصحاب عقول صغيرة يتم النظر اليهم بتعالي معرفي زائف. بل هي مظهر ديمقراطي حقيقي وبابعاد انسانية كبرى وفي زمن وطني حرج وأعلى بكثير من التمايزات الدقيقة التي قد تسود في ازمنة الرفاه والازدهار والترف الانساني.
نحتاج أن نؤيد (قطيعنا) الإنساني الوطني المدني الديمقراطي حتى لا نكون وجبة لقطيع الضباع في نهاية اليوم, ونحتاج أن نظاهر من نؤيد بمنتهى الوضوح والفخر, وعبر كل الوسائل لاظهار قوة التيار المدني الديمقراطي المنادي بايقاف حرب البذاءة هذه عبر التفاوض والحلول السلمية كخيار وطني صحيح ووحيد. كما لا يجب أن نخضع للابتزاز وملاحقات الدجاج الالكتروني واقلام الجهلاء المشرعة بالاتهامات والاساءات والشتائم البذيئة التي أبعدت كثير من الشرفاء من التواجد الفاعل في منصات التواصل والاجتماعي والتعبير عن آرائهم بمنتهى الوضوح.
يجب الخروج من هذه الحالة لحالة ذاك التلاحم الوضيء الذي كان سائدا ما قبل الحرب وجماهير ثورة ديسمبر ترسم بانوراما الخلاص الوطني الكبير قبل ان يفصح العسكري عن بذاءته الكبرى عبر تاريخنا الحديث … يجب الخروج الآن من حالة الانكفاء الذي نعيشه و التصدي بشجاعة للاكاذيب و الحملات والمؤامرات الإسفيرية الشرسة والتي تحاك بعناية فائقة في الغرف الاعلامية المظلمة والقادرة على خداع البسطاء وتمرير الخديعة عليهم وشيطنة ثورة ديسمبر عندهم بشيطنة تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية برئاسة د. عبدالله حمدوك .. (كيف يٌشيطن حمدوك والبرهان وحميدتي وجبريل ومناوي وكرتي في المدينة؟.. افلا يعقلون؟)
تقدم تمثلني ليس لتطابق الرؤى التام, فمثل هذه التحالفات السياسية الكبيرة لا يقاربها المرء بمدخل قطعة القماش التي يأخذها للترزي كي يصنع قميصا بذات مقاييسك مع ياقة صغيرة وأزرار سوداء لامعة. تقدم تمثلني كتكتل واسع يعبر عن اتجاهات عامة (شديدة العمومية في الواقع) من قبيل ايقاف الحرب واسترداد مسار التحول المدني الديمقراطي والحفاظ على مرجعية ثورة ديسمبر وحاكميتها على الواقع .. هذه هي الكتلة الوطنية ذات الرؤية العامة والتي تعبر عن الاتجاه العام والوجهة الوطنية الاساسية التي ايمم نحوها وجهي ومن الواجب أن أكسبها القوة بتأييدي كمواطن سوداني في معركة اكتساب العمق الاجتماعي وقوة التاثير والعمل بين الجماهير والتراص مع الآخرين لمحاولة صناعة مستقبل وطني افضل من هذا الدرك السحيق الذي وصلنا اليه و ننزلق للاسفل في كل يوم بوتيرة متسارعة.
تقدم تمثلني وأنا اتداعى لها بالتأييد والمناصرة بالقول والكتابة ما استطعت, وذلك أضعف الايمان .. ومسالة يمثلني أو لا يمثلني ليست نزقا اسفيرا تُمارس عليه السخرية والاستهزاء وحتى يستحي منها الناس وانما هي مظهر ديمقراطي حقيقي بخلفية بناء فلسفي متكامل لعلاقة الفرد بالمجموع في الفضاء الوطني الاجتماعي. والذي لا يجد في نفسه حوجة لأن يكون له تمثيلا سياسيا يتم الاعلان عنه بصورة فاعلة في الحيز الوطني الاجتماعي وعبر كل الوسائل الممكنة , فهو شخص خامل سياسيا و وطنيا ولا يمتلك ولن يمتلك أدنى أنواع التأثير على الواقع الحي والملموس.

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 0 / 5. Total : 0

كن أول من يقيم هذا المقال