“الكتائب الثورية” تُشعل جدلاً بين ثوار ديسمبر
الخرطوم: مداميك
أعلنت مجموعة “غاضبون بلا حدود” التي يقاتل أعضاؤها مع الجيش ضد الدعم السريع، عن تأسيس “الكتائب الثورية” تحت إشراف مباشر من القوات المسلحة السودانية، ودعت الشباب والثوار الأحرار، الى الاصطفاف صفاً واحداً للدفاع عن السودان، وقد وجد الإعلان في ذات الوقت تأييدا ورفضا من بعض الثوار، بينما قالت تنسيقية لجان مقاومة الديوم الشرقية بالخرطوم إنه لا يمكن للسلاح ان يكون وسيلة لتحقيق أهداف الثورة.
وبعد ببانها الذي دعت فيه الشباب للانضمام للكتائب الثورية، أصدرت “غاضبون” بيانا توضيحيا آخر، قالت فيه إن الإعلان جاء بعد مدة من مباشرة الكتائب لاعمالها في الميدان كتتويج “لجهودنا الرامية إلى تنظيم الصفوف الثورية ووضع الشباب الثوري في موقعه الطبيعي كحام للوطن وكرامته.
وأضافت: “وفي هذا البيان، نوضّح للجميع من باب المسؤولية التاريخية وتعزيز مبدأ الشفافية مهام وخصائص الكتائب الثورية كما يلي: الإشراف العسكري المباشر هي ليست كتائب منفصلة بل تعمل تحت الإطار الرسمي للقوات المسلحة السودانية و تأتمر بأمرتها، وفقًا لهيكلية واضحة وإشراف مباشر من وحدات الإسناد العسكري، مع الحفاظ على التنسيق الكامل مع غاضبون بلا حدود”. وتهدف الكتائب إلى لمّ شمل الثوار الذين استُدعوا في العاصمة الخرطوم والولايات تحت مظلة واحدة، يُبرز دورهم الوطني ويعزّز من قدراتهم في حماية الوطن أرضًا وعرضًا.
وأضافت انها تسليط للضوء على تضحيات الشباب الثوريين وإبراز التضحيات البطولية للشباب الثوري، والتي تم تهميشها أو تغافلها عن قصد أو سهو وإعادة الاعتبار لهذه البطولات، وأشارت الى ان الكتائب تمثل امتدادًا حيًا لروح ثورة ديسمبر المجيدة، حيث تجسّد في صفوفها كل من حمل شعلة السلمية وكل من انتقل لحمل السلاح دفاعًا عن الأرض والشرف وعضويتها ليست حصراً على جهة واحدة دون الاخرى، فكل من يريد الدفاع عن وطنه من الشعب السوداني الحر مرحب به داخل الكتائب الثورية”.
وبعد يومين من إعلان غاضبون أصدرت تنسيقية لجان مقاومة الديوم الشرقية بالخرطوم بيانا قالت فيه، إن السلاح لا يجلب سوى التعقيدات الجديدة، فوضى وصراعات داخلية بين أبناء القضية الواحدة، “ولم تكن يوماً مبادئنا أن ننحاز الى السلاح، من المهم أن يكون هناك وعي بآثار هذا الخيار”. وأضافت التنسيقية أن الثورة السودانية عبارة عن دروس في النضال السلمي ضد النظام الإسلاموي الغاشم الذي حكم السودان ثلاثة عقود لم تنتج سوى ضعف وتهالك المؤسسات المدنية والعسكرية.
واعتبرت ان صناعه المليشيات هي أساس حكم المؤتمر الوطني لخلق الأزمات والتفرقه بين السودانيين، وجعل كل فئه تُصنف حسب موقعها الجغرافي، “فتحول إنسان السودان الوطن الواحد الي إنسان الغرب وإنسان الشمال وإنسان الشرق وإنسان الوسط بعد ضياع الجنوب”، وأردفت: “علينا أن نتعلم من تجاربنا السابقة ونمنع تكرارها، خاصة في ما يتعلق بتشكيل ميليشيات وكتائب جديدة خارج سيطرة الدولة، تجربة (مليشيا) الدعم السريع كانت درساً مؤلماً للسودان فقد تحولت من قوة مساندة إلى طرف رئيسي في النزاع المسلح الذي دمر البلاد هذه التجربة تعكس خطورة منح أي جهة قوة عسكرية دون رقابة حكومية صارمة”.
ويرفض بعض الثوار القتال مع الجيش الذي يتهمونه بقتل وتعذيب واعتقال الثوار قبل وخلال وبعد ثورة ديسمبر ضد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، والمشاركة في مجزرة فض الاعتصام 2019، موضحين أن الجيش هو من كان يقمع الثوار والوقفات والمظاهرات السلمية التي ينظمونها ضد الدعم السريع ويطالبون بحله، والآن يطالبهم بقتال الدعم السريع الى جانبه، متوقعين أن يعود لقمعهم ومنعهم من المطالبة بالحكم المدني وتحقيق أهداف الثورة بعد الحرب حتى وإن قاتلوا معه الدعم السريع الآن.
فيما رأى ثوار آخرون أن الكتائب التي تم الإعلان عنها تعتبر تنظيما لمشاركة الثوار في الحرب ضد الدعم السريع، وحفاظا على كيان الدولة باعتبار ان الجيش هو المؤسسة القانونية رغم رأيهم فيها وخلافهم مع قادتها، مؤكدين ان الكتائب الثورية هي جزء من الجيش ومثلها مثل كل وحدات الاسناد التي تم تكوينها لدعم الجيش في حربه ضد الدعم السريع وليست مليشيا جديدة، معتبرين ان الدعم السريع تستهدف الثورة والدولة وعلى الثوار الدفاع عنها حربا كما دافعوا عنها في الشوارع سلماً.