قتل وتهجير.. الدعم السريع تشن حملة انتقامية بشرق الجزيرة
الخرطوم: مداميك
شنت مليشيات الدعم السريع حملة انتقامية على المواطنين في منطقة شرق الجزيرة بعد استسلام قائدها ابو عاقلة كيكل وانضمامه الى الجيش، وهاجمت المليشيا عددا من القرى وقتلت عشرات المواطنين خصوصا الذين حاولوا الدفاع عن انفسهم، وتعرض المواطنون ببنهب والضرب، في وقت لم يبدي الجيش اي تحرك عسكري واضح للتصدي لحملة الدعم السريع على المواطنين، ونددت عدد من الاحزاب والمنظمات بما يحدث وطالبت بايقاف الحرب فورا.
وكانت أول نتائج الحملة مقتل العميد في الجيش أحمد شاع الدين قائد منطقة البطانة في هجوم للدعم السريع على منطقة تمبول قبل أيام، وزار قائد الجيش عبد الفتاح البرهان المنطقة، ووعد بتسليح المواطنين. وأضاف البرهان في سرادق عزاء العميد: “عهدنا مع الشهداء أننا نمشي في الطريق ده لغاية ما نكمل الجماعة ديل.. اي زول قادر يشيل السلاح بنسلحوا والسلاح الطلبتوا بنديكم ليهو وعهدنا بيكم انه ما نخلي فيكم زول ضعيف وانتو اصلا ناس قويين باصلكم وبناسكم”.
وتعرضت عشرات القرى للاجتياح والنهب والقتل، كما أقدم عناصر المليشيا على اجبار المواطنين على الركض امام سياراتهم لمسافات طويلة وتهديد من يتوقف او يحاول الهروب بالقتل، واضطر الالاف من النساء والاطفال الى الهروب والنزوح مشيا على الاقدام الى قرى اخرى بحثا عن الامان، وصار الكثير منهم يهيمون على وجوههم دون التمكن من الوصول الى مكان آمن.
وأصدر حزب الأمة القومي بيانا صحفيا حول تصاعد الأحداث في شرق الجزيرة، وقال إن الأحداث تتصاعد بصورة مؤسفة في مناطق شرق الجزيرة، حيث تتعرض العديد من القرى والمدن السكنية لاقتحامات من قبل مليشيات الدعم السريع، مما أسفر عن استشهاد عشرات المواطنين وجرح آخرين. وتتفاقم الأوضاع العسكرية الميدانية في مناطق تمبول، مع تنامي الأصوات الداعية للاستنفار الأهلي غير المنظم لحماية المواطنين لأنفسهم، وتزايد نبرة خطاب الكراهية والعنصرية، مما ينذر بتحول الحرب إلى حرب أهلية مقيتة.
وأدان الحزب بشدة الانتهاكات المروعة وحالات القتل والسلب والنهب والاعتقال والتشريد للمواطنين الأبرياء في قرى ومدن شرق الجزيرة، التي قامت بها الدعم السريع عقب انضمام قائدها بالجزيرة للجيش.
وقالت لجان مقاومة مدينة رفاعة أمس، إن قرية صفيته الغنوماب تعرضت للانتهاك بشكل كامل من قبل مليشيا الدعم السريع مما أدى لسقوط 13 قتيلا من المواطنين. واوضحت اللجان اليوم الاربعاء، ان قرية الصقيعة ايضا تتعرض لتدوين مدفعي من خارج القرية من قِبل مليشيا الدعم السريع بسبب فشلها في دخول القرية.
وجسب اللجان تتواصل عمليات التدوين المدفعي و الاشتباكات في قرية الصقيعه و قرية الصفيته و محاولة دخولهما من قبل المليشيا بقوة كبيرة مما ينذر بوقوع مجازر أخرى. وتوجد أنباء عن وقوع إصابات وسقوط شهداء، وتمت عملية تهجير في قرية العزيبة ومع تعرض السكان لموجة من الانتهاكات.
كما تمت أيضاً عمليات تهجير في مناطق كل من العريباب والهبيكة النقر وهناك انباء عن وجود قتلى وجرحى جاري حصرها، و اشارت الى تواصل عمليات التهجير القسري من مدينة رفاعه ونزوح المواطنين بأعداد كبير متجهه شرقاً نحنو منطقة بانت وقراها المجاورة، بجانب تعرض قرى بانت وود رحوم والهلالية والجنيد الحلة لجملة من الانتهاكات، حيث قامت المليشيا بنهب القرية بالكامل من سيارات وإقتحام المنازل من أجل سرقة الاموال من المواطنين.
من جانبها طالبت مبادرة لا لقهر النساء، بإعلان مليشيا “الدعم السريع” مليشيا إرهابية وحلها وعدم دعمها، وإعلان الحركة الإسلامية حركة إرهابية وكل المليشيات التي تتبعها يجب حلها”، وقالت في بيان صحفي، إن ما يدور هذه الأيام في ولاية الجزيرة من حملة إنتقامية من قبل الجنجويد ضد الشعب الأعزل والمغلوب على أمره لإنتقال أحد القتلة من جانب لآخر ، ما هو إلا مزيد من دمار الوطن.
ودعت المبادرة طرفي الحرب بوقفها فورا وبدون شروط “لوعينا الكامل بأن الحرب هي ضدنا نحن المواطنين والمواطنات حرب ضد الوطن طمعا في ثرواته من قبل داعمي الحرب الاقليمين والدوليين، وهم يقودوها بالوكالة بوعي أو بدونه لكن تحركهم مطامعهم الذاتية في الثروة والسلطة”.
وقال رئيس الحركة الشعبية التيار الثوري ياسر عرمان، إن ما يحدث فى شرق الجزيرة ومناطق أخرى قبلها يؤشر إلى أن الحرب ما عادت بين طرفين مسلحين بل تضم القبائل والمجتمع من الفاشر إلى تمبول، وهي مجازر ضد المدنيين في المقام الأول، وأضاف: “يجب أن لا نصطف في تأييد فريق الهلال أو المريخ، إن الحرب في عنوانها الحالي تدمر النسيج الاجتماعي وستحدث اصطفافا قبليا ومجتمعيا ولن تكون حول “أجندة جديدة” أو حرب ضد “الفلول” بل ستكون حرب الجميع ضد الجميع”.
وشدد على أنه يجب خروج جميع المسلحين من الطرفين من تمبول وقرى ومدن شرق الجزيرة وإدارة حربهم بعيدا عن المدنيين، وأضاف: :فكيكل لم يذهب مندوبا منتخبا من أهل شرق الجزيرة إلى الدعم السريع، ولم يعد إلى الجيش بإنتخابات أدلى فيها مواطنى شرق الجزيرة بأصواتهم، إنما يحدث هو جرائم حرب ضد المدنيين جرت فى مناطق أخرى”.