التحليق فوق القمم بمركز بثينة خضر مكي الثقافي
متابعة : بدر الدين العتَّاق
ظل مركز الأستاذة الفاضلة / بثينة خضر مكي؛ الروائية القديرة والكاتبة المعروفة ( مركز بثينة خضر مكي؛ للثقافة والفنون والتنوير) مركزاً تنويرياً بحق وحقيقة ؛ إذ تجتهد فيه مؤسسته لإبراز الدور الطليعي للثقافة والفنون والآداب والتراث السوداني من قمم معرفية لا تخطئها العين ولا ينكرها إلاَّ مكابر؛ بصورة راتبة بدارها العامرة بالمهندسين وذاك أمر مشهود كما ترى .
جلسة تفاكرية
كان عنوان الندوة الفاعلة السابقة الشهر الماضي بذاك العنوان؛ وحضرها نخبة من كبار مفكري وروائيي وكُتَّاب ونُقَّاد السودان المبرزين كلٌ فى مجاله؛ مثل الأستاذ / عبد العزيز بركة ساكن؛ والأستاذ / نادر السماني؛ والأستاذ / إبراهيم عابدين؛ والأستاذة / هاله البدري؛ والأستاذة / آمال الشريف؛ والأستاذ / بدر الدين العتَّاق؛ وغيرهم؛ إذ طرحت تلك الجلسة التفاكرية عدداً من الموضوعات والقضايا ذات الإهتمام المشترك في المجال الثقافي والأدبي والشأن السوداني؛ وأهم ما جاء من توصيات بها آنذاك : إنشاء القلم السوداني؛ وإنشاء جمعية وادي النيل الثقافية؛ وإنشاء منظمة مدنية تعني بقضايا الفكر والأدب والفنون والتراث الثقافي والعلوم لذوي الاختصاص بالسودان؛ وعمل ملف ثقافي سوداني بصحيفة أخبار الأدب المصرية؛ كل ذلك في صمت وعمل دؤوبين بعيداً عن التكهنات والأغراض الشخصية التي يظنها البعض ويسم بها من ليس فيه.
التحليق فوق القمم
تم أمسية اليوم بذات المقر لقاءً جمع بين الطب في شخص الأستاذ الدكتور / صلاح البشير؛ الروائي الأبرز والمقيم بالولايات المتحدة الأمريكية؛ والشرطة والقانون في شخص البروفيسور الفريق الأديب النحرير / عمر أحمد قدور؛ الذي اعتبره مكتبة ثقافية وفنية وأدبية واجتماعية وتاريخية متحركة بكل ما تحمل الكلمة من معنى؛ والهندسة المعمارية في شخص الأستاذ / أيمن عبد الله علي؛ الشاعر الأنيق الذي اعتبره نقطة شعرية فارقة في شعراء اليوم ولكنه يخفى نفسه لا أدري لماذا ؟ وهو رجل مثقف للغاية بلا شك؛ والهندسة المدنية في شخص الأستاذ / بدر الدين العتَّاق؛ المهتم بالأدب والثقافة والعلوم السياسية والتاريخ؛ واللسانيات في شخص الأستاذة القديرة المربية الفاضلة / بثينة خضر مكي؛ صاحبة المركز والدعوة؛ وهي بطبيعة الحال روائية نافذة في مجالها.
مواضيع الندوة الفاعلة
لم يكن الحديث في الندوة التي حلَّقنا فيها أو قل : حلَّقت أنا فيها فوق القمم المعرفية من أدباء بلادنا الحبيبة ذات موضوع واحد؛ بل تنقَّلت بين كثير من القضايا الفكرية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والفنية والأدبية والتاريخية وخلافه؛ حتى ذهلنا من الكم الهائل المعرفي ومخزون الذاكرة للحضور من المناقشة وتبادل المعلومات والآراء والخبرات من شدة تعمق المعلومات وتنوع مصادرها وابعادها وصداها في كل ما ذُكِر من مجالات؛ إذ كانت سياحة معرفية متجذرة في كل فن وكل ضرب معرفي بلا أدنى شك؛ قال المتنبي :
بيننا لو رعيتم ذاك معرفة * فإنَّ المعارف لأهل النهى ذمم
تذكرة مجانية للسفر المعرفي
مركز الأستاذة القديرة / بثينة خضر مكي؛ أحد أهم روافد المعرفة والثقافة والعلوم الإنسانية للشأن السوداني بلا شك ؛ بغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق حول القضايا المطروحة أو المناقشة بين المهتمين بالشأن العام السوداني؛ فهذا مما يغني الجلسات المماثلة بمزيد من المقترحات والنظريات والفرضيات لتطوير وتصحيح المسارات التي تمس العقل السوداني واهتماماته المعرفية؛ ولا تنقص منه بقدر ما تزيده ألقاً وإبداعاً ومحبةً وله ما بعده بكل تأكيد على أرض الواقع في القريب العاجل بإذن الله .
خروج بلا رغبة ولكن
خرجنا – وخرجت أنا صريع الفكر – بعد مداولات استمرت لأكثر من خمس ساعات متواصلة كانت لنا متكئاً للعلم وملاذاً للأدب والسرد مع جميل اللحظات وحسن الضيافة وحفاوة الإستقبال ؛ التي تليق بالمركز وصاحبته بكل تأكيد.
كلمة قبل الأخيرة
للمركز التنويري الشكر والتقدير مجدداً وكثيراً بلا منتهى وله ما بعده من توصيات وفعاليات بمشيئة الله تعالى وتوفيقه وحبذا الحذو مثله لكل الأجسام الثقافية والإجتماعية والسياسية وخلافه بدول المهجر وخاصة جمهورية مصر العربية الشقيقة لتشجيع الكتابات الشبابية لنهضة المجتمع ثقافياً وأدبياً وفكرياً.