نزار مكي
‫الرئيسية‬ مقالات سيناريوهات ما بعد الفرصة الأخيرة …الطريق الي جمهوريات السودان المتقاتلة
مقالات - 4 سبتمبر 2024, 0:47

سيناريوهات ما بعد الفرصة الأخيرة …الطريق الي جمهوريات السودان المتقاتلة

نزار مكي
ديمقراطية الضُر …القتال حتي آخر مواطن سوداني …تستمر الحرب و لو 500 سنة … ذاك هو منتهي فهم كبار أمراء الحرب …تلك رؤاهم و مبلغ فهمهم للحلول في حرب يحملون فيها صفات الوكلاء و السماسرة و المغامرين و الطامعين في العودة و كل ما يحسبونه انتصارا لا يكون إلا علي مواطنين ابرياء ..
تردد ابواق الجنجويد كلمة التحرير بفخر و هم يجتاحون أي مدينة او قرية تتقدمهم النيران و يتبعهم الخراب ..لصالح من تحررون الأرض من اهلها ؟ ماذا فعلتم بما حررتم و من حررتم ؟ بل متي كنتم مقاتلين من اجل الحرية ؟
حكومة الامر الواقع انتبذت ركنا قصيا في الشرق متحملة مشاكسات شيبة ضرار و وعيده و استخفافه بها كضيف ثقيل عليه ان يدفع فاتورة اقامته بعد ان ضاقت بها أرض السودان علي اتساعها .
اعلاه بعض من ملامح الواقع البئيس الذي تتكاثر فيه الوان المعاناة علي الشعب السوداني و تتنوع الي درجة جعلت من السودان مكانا غير صالح للعيش و جعلت الشعب السوداني يتجرع الكثير في المنافي و دول اللجوء ..
علق الكثيرون آمالا علي جنيف علها تكون مدخلا الي الحل أولا علي المستوي الإنساني و ادخال المساعدات كضرورة عاجلا ثم إيقاف القتال و لو جزئيا و مؤقتا ما يمنح المدنيين فرصا أفضل للخروج الي اماكن اقل خطورة و هم بين نيران الجيش و نيران المليشيا.
جنيف و قبلها جدة و المنامة مثلت ابعادا اخري للحرب سياسيا و دبلوماسيا و لم يخيب الجيش ظن قادته المدنيين و سار علي هوي التنظيم الذي عرفنا فشله السياسي و الدبلوماسي ثلاثين عاما لم يبقي فيها علي سدة الحكم إلا بالقوة الباطشة باذرعه العسكرية و الأمنية محتكرا للدولة مساوما بارضها و شعبها و يكفي انه عندما سقطت دولة الانقاذ لم تكن خريطة البلاد هي تلك التي كانت عندما سطت علي الدولة بانقلاب 89 .
الدعم السريع الذي يعلن قبوله و يرسل وفوده محاولا كسب نقاط يحسن بها صورته خارجيا يقوم في ذات الوقت بقصف المواطنين في الفاشر و أمدرمان و تستمر قطعانه في إجتياح و اعادة إجتياح قري الجزيرة بذات وتيرة الانتهاكات .
حرب مخلفات الانقاذ تستمر و بذات العقلية الانقاذية الموروثة لدي الطرفين حيث لا نلمح ما ينبئ عن وجود ارادة حقيقية لايقاف الحرب التي إتضح انها لا تسير في طريق تحقيق اهداف أي طرف بل هي تدمير للبنية التحتية و اهدار للموارد و اولها و اهمها المورد البشري الذي تعرض لكل إشكال المعاناة و الانتهاكات و الاذلال و الافقار و التشريد وصولا الي القتل العشوائي منه و المقصود ..
هل سيقف العالم متفرجا علي أوهام و اكاذيب و مراوغات من جعلوا من السودان اكثر الدول هشاشة و تمزقا في العالم ؟
هل سينتظر العالم حتي تتحول اكبر أزمة انسانية الي اكبر مهدد للامن و السلم اقليميا و دوليا ؟
هل ستتغاضي دول الجوار عن ما يمكن ان يطالها من آثار الحرب ؟
هل توجد قوة عالمية عظمي علي استعداد للغوص في وحل حرب بقايا الانقاذ لنصرة طرف علي الآخر ؟
السودان اليوم مهيأ لفرض واقع جديد حسب ترتيبات ستأتي من الخارج و لن تقف امامها عنتريات الماضي الانقاذي ولا طموحات الدعم السريع الرعناء و لا يجب ان يتوقع الجميع حلا مستوردا مرضيا . سيفرض الأمر و سنقف عند محطة (حدث ما حدث) . كل ذلك متوقع ما لم تخرج القوي المدنية المناهضة للحرب من مربع الدفاع عن الذات و ادراك ان البطء لا يعني ان الاحداث ستتوقف منتظرة بل يعني عبئا جديدا و هو ملاحقة الاحداث .
ما أعاق ثورة ديسمبر كان هو ان الفعل السياسي لم يكن بمستوي الفعل الثوري ما فتح الأبواب لسيناريوهات قادت الي انقلاب البرهان/ حميدتي الذي انتهي الي حرب بينهما تقضي اليوم علي الأخضر و اليابس. يجب ان يكون ذلك درسا قاسيا يستفاد منه حتي لا ينحدر السودان الي ماهو أكثر سوءا و هو تفتيت السودان . و حينها سيفرض الامر ايضا من الخارج بعد ان ندفع اثمانا باهظة .

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 4 / 5. Total : 5

كن أول من يقيم هذا المقال

تعليق واحد

  1. اثنان يابن خالتي يطيحان بكل امل هما الأحمق والجاهل وهذا مبتلى السودان منذ القدم والآن اضيف اليه الخاين والجشع الجيعان والحرامي ووووووووو
    من ارازلنا بادي الرأي والعياز بالله هذه الصفات تجمعت في الطغمه الحاكمه ومحتضنيهم فصارت نارا احرقت كل شي
    نسأل الله العلي العظيم ان يمن على هذا الشعب المكلوم بمن يخرجه من هذا النفق المظلم لك الف الف تحيه
    لما رسمت من لوحه وطنيه رايعه تحكي عن انسان أصيل
    وفقك الله لكل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *