البنك المركزي يقرر حظر (157) شركة بسبب حصائل الصادر

بورتسودان: مداميك

أعلن بنك السودان المركزي، حظرا مصرفيا شاملا طال 157 من كبرى الشركات العاملة في مجال الصادر بسبب عدم التزامها بتوريد حصيلة الصادرات، منها شركات تعمل في مجال صادر الذهب.

وأوضح البنك المركزي في قراره اليوم الاثنين، أنه وفقًا لما ورد في المادة 41 الفقرة 2 من قانون تنظيم العمل المصرفي، تم الإعلان عن حظر شامل على الشركات وأسماء الأعمال المذكورة المعنية، بسبب عدم التزامها بسداد حصائل الصادرات المستحقة خلال الفترة الوفية.

وكان بنك السودان أصدر قرارًا في مايو المنصرم أمهل بموجبه 250 شركة فترة شهرين لتوريد حصائل الصادر. وبرر ذلك اللظروف الحالية التي تمر بها البلاد.

وشملت القائمة عدداً من كبريات الشركات السودانية. وحذر الشركات التي تفشل في توريد حصائل الصادر بعد المهلة بأن ذلك يعرضها لحظر مصرفي كامل.

لكن مراقبين تساءلوا أن كان البنك يستطيع تطبيق القرار خاصة على هذه الشركات، إذا كانت الحكومة أكبر مصدر ومستورد ممثلة في المؤسسة العسكرية، وهل ستؤثر هذه القرارات في الحد من تدهور قيمة الجنيه السوداني أم أنها مجرد قرارات لتخفيف النقد على الحكومة التي تواجه حربًا شرسة من مليشيات الدعم السريع.

وكان الخبير المصرفي والمحلل الاقتصادي د. لؤي عبد المنعم محمد رئيس قسم العلاقات الدولية بجامعة أفريقيا العالمية قال في حديث سابق لراديو دبنقا”، إنَّ مشكلة حصائل الصادر قديمة تعود للعقد الأخير في عهد حكومة الإنقاذ، بيد أنه رأى أن الأزمة بدأت تتصاعد في وسائل الإعلام في نهاية يوليو من العام 2021 عندما أصدر بنك السودان المركزي قرارًا بحظر 189 شركة حظرًا مصرفيًا شاملًا. لكنه كان أكثر وقعًا من القرار الحالي الذي رأي أنه اكتفى  بالتهديد بالحظر ل 250 شركة في حال عجزها عن إعادة حصائل الصادر خلال مدة شهرين.

وقال إن مثل هذه القرارات السابقة والحالية غير مجدية بل تشجع على مزيد من الخروقات في عدم إرجاع حصائل الصادر ودلل على ذلك بأن هذه الشركات مجرد أسماء عمل صورية تستخدم لمرة واحدة مثل كرت تعبئة الرصيد “اسكرا تش”.

ورأى الخبير المصرفي أنه كان من الأفضل اتخاذ إجراء حقيقي بعد تحري دقيق ضد الشركاء أو المنتفعين الحقيقيين وراء صفقات الصادر المخالفة وليس الواجهات لها.

واعتبر مراقبون وخبراء اقتصاد أن قرار محافظ البنك المركزي بالحظر المصرفي وهمي ولا يعني إلا خداع الرأي العام، وذكروا أن التجار معروفين بالاسم ويعملون مع الجيش والدعم السريع وتحت حمايتهم.