أوضاع معيشية صعبة لمواطني النيل الأزرق بعد انقطاع الاتصالات وشح السيولة
النيل الأزرق: مداميك
يعاني مواطنو ولاية النيل الازرق، من أوضاع معيشية سيئة للغاية لنفاذ مدخراتهم بسبب استمرار انقطاع خدمات الاتصالات والانترنت لليوم السادس على التوالي، وعدم توفر السيولة النقدية وصعوبة الحصول عليها، حيث يعتمد غالبية المواطنين على التطبيقات المصرفية لتامين قوت الحياة اليومية.
وقالت المواطنة مودة عمر ل”مداميك” إن زوجها يعمل باليومية في إحدى القرى البعيدة من الولاية ولم تتمكن من الاتصال به للحصول على المصروف وشراء احتياجات المنزل والأطفال، لذلك قامت بشراء بعض متطلبات المنزل بالدين.
وأكدت لجان مقاومة الدمازين بولاية النيل الأزرق، استمرار إنقطاع شبكة الإتصالات وخدمة الإنترنت لليوم السادس على التوالي.
وكشفت لجان المقاومة في بيان صحفي أن إنقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت تسبب في أزمة بالتحويلات البنكية مما يؤثر سلباً على تقديم المساعدات والخدمات الإعاشية للنازحين، فضلاً عن تأثيره بصورة مباشرة على معيشة بعض المواطنين الذين يعتمدون في الحصول على مصروفاتهم اليومية عبر تطبيق “بنكك” والتي تصلهم من أقاربهم خارج السودان وبمناطق أخرى آمنة داخل السودان.
وتواجة البلاد أزمة حادة في السيولة النقدية وشح النقد الأجنبي، الامر الذي ادى لارتفاع العملات الاجنبية وتدهور قيمة الجنية لأدنى مستوى تاريخي، كما يعاني الاقتصاد من انخفاض احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية، في مقابل تنامي الطلب الحكومي لشراء نقد اجنبي للصرف على الحرب وتغطية متطلبات السلع الاستراتيجية.
وكان محافظ بنك السودان المركزي برعي صديق عزا أسباب تدهور الجنيه – إلى زيادة حجم السيولة بسبب تراجع إيرادات وزارة المالية من ضرائب وجمارك وغيرها، علاوة على النشاط المحموم لتجار السوق الموازي.
ويواجه السودان في ظل الحرب أوضاعا اقتصادية حرجة للغاية حيث يتوقع تراجع النمو الاقتصادي بنسبة -18% بسبب الدمار شبه كامل للقطاع الصناعي، ودمار قطاع الخدمات والقطاع الزراعي الأمر الذي أدى إلى تراجع كبير في تحصيل الإيرادات العامة، وتراجع مماثل في الصادرات مع الصعوبة في تحصيل عائدات الصادر، وتراجع تحويلات المهاجرين. أدى هذا للانخفاض المستمر والمتوالي في قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية الحرة وعلى رأسها الدولار.
وتؤكد تقارير الأمم المتحدة إن دوامة الفوضى لازالت تتصاعد في السودان مع تفاقم الأزمة الإنسانية والخسائر المروعة التي خلفها النزاع على المدنيين في مدينة الفاشر وغيرها من بؤر النزاع الساخنة.
وتشير إلى أنه على مدى الأشهر الثلاثة الماضية نزح ما يصل إلى 143,000 شخص من محلية الفاشر في ولاية شمال دارفور بسبب الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في المنطقة.
ويوجد في السودان أكبر عدد من النازحين في العالم حيث يبلغ عددهم أكثر من 11 مليون شخص – أو واحد من كل خمسة أشخاص في البلاد – بما في ذلك النازحين منذ منتصف أبريل 2023.
ونزح ما يقدر بنحو 7.3 مليون شخص منذ منتصف أبريل 2023، بمن فيهم أولئك الذين عانوا من نزوح ثانوي حسب الأمم المتحدة.