الطبع لاااا ينزاح.. يا بشري!
جابر حسين
1
لقد تعودت، حد لم استطيع من بعد، ان ابعد عني هذه (الطبعة) غير اللأئقة عند الكثيرين! عثمان بشري منذ ان ألم به “الفشل الكلوي” لم استطع، مطلقا، ان اهاتفه حتي هذه اللحظة، برغم ما بيننا من اواشج ود حميم وصداقة تتجاوز المألوف. يراسلني فارد عليه قليلا قليلا، يعاود مهاتفتي مرات ومرات فاعرض عن الاستجابة إليه، وابكي بحرقة وحزن دفين، ماذا يسمي هذا المسلك بالله عليكم، سامحني يا بشري! قبل ايام كتب: لن اتصل عليك بعد الآن، لاااا حولاااااا، ليه يا حبيبي!
2
كتب بشري:
الآن سأتحدث..فأنا ثور أفريقيا الذى تاه
تاه كثيرا عن قانون مملكته
ونسى بعضا من إرثه
الكامن فى المحبة والصداقة والأخوة
#سأتحدث_عن:
الغزاة الجميلون، أحفاد العبيد؛ الذين قضوا حتفهم ، منذ أن كانت الأرض تتشكل ، عبر تلك الحملات الباهظة القسوة؛ عليهم أولا، ذلكم النفر البيض.
#سأتحدث_عن:
الغزاة حملة الشهادات الموثوقة؛ عند العالم الأول، هؤلاء هم أبنائى يا أخى الأبيض . أنت معذور لأن غطرستك لم تترك بابا ولو حااالما لجدتى والحديث معها بلطف.لكنك طعنت ظهرها بأخذ جدى الذى بال أمامها ، بال واففا ومقيدا بال كثيرا وفقد روحه فى البول خوفا من أى شى.
#ساتحدث_عن: هولاء الساسة، عن مشهدهم المخزى. هم جينة اللعنة التى قضت على كل شى وظلت تؤمن بموقف مهزوز هو أنت الذى ما زلت تغذيها بالبعد عنى.
صحيح أنا وغيرى من الحادبين على هذه الأرض
كنا أكثر تعصبا فى مسألة الأرض
ولكنا نجهل من يشاركنا فيها.
فالغزاة الجميلون
أبنائى.
إنهم الآن مع بسيط من بهار الوطنية يتسولون العالم ويسافرون ويجتمعون ويقررون دوننا، أشياء مصيرية أيها الأبيض يا أخى.
ماذا تفعل؟
تعلم أن الغابة التى تركتها لى ولأولادى؛ عندما جاءت الدولة الوطنية ، ساهمت بها وساهمت بروحى وإبنائى لأجل وطن محترم.
وتعلم أيها الأبيض.. نعم كنت سافل ومنحط وغير منحاز للحياة المشتركة بين الآدميين. وتعلم أنك صاحب رسالة يسوعية ، مفادها إنقاذ الحياة.
لكنك خضت فى دم إخوانك
أبدتهم بالبشاعة كلها
وجلست على كومة الدم
#سأتحدث عن الغزاة اليوم. هم أبنائى، من صلبى
لكنهم أبناؤك أيضا
ماذا تقول لهم بعد كل هذا الكلام البسيط
وماذا تقول لنفسك
؟؟؟؟؟
3
يا بشري،
أيها الشاعر المحجب بالأسرار
المكلل بالغموض وبالوضوح
مالي أراك الآن
في منفاك “القاهري”
ثابتا
وصامدا
لا بانحدار ولا في نهوض
تتراءي لنا في العشيات السمر
فلا نري منك إلا قمرا ساطعا
تحتجب عنا صباح النور
ونهار ضياء في الديجور
وحينا تراءيت لنا
حزناوبشرا بهيجا
أيها الطيف الحزين الروح
جريح الفؤاد
كثير البوح
فلم الآن،
تتوشح فوق بياض جسمك
بوشاح من سواد؟
آما آن لحزنك ان ينجلي
أيها الطيف اللطيف؟
آما آن للبشر أن يعتلي محياك
ليعقب الربيع الخريف؟
ايها الروح الشارد الطرف
الناجز الفكر والرؤيا
كم أرهقتني
واربكتني شجونك!
أبكتني يا حبيبي
ليتك تدري،
فينال قلبك بعضا من عزاء.
تعرفه “الفخ” يا حبيبي،
كم أغرانا بعيش رغد وهناء!
وهذي البسمات علي وجهي
وهذا السرور
ما هي إلا زهورا فوق قبر!
فرعتها من وسط آلامي وأحزاني…
لتدرك أنت أن اليأس وهم!
أيها الشاعر
الخيالي/الواقعي
الجميل القد
الناعس الجفن
لا تكثر تسأولك عني:
فقد ذقت ما ذقت
من هجر حبيب وفقدان وصال
أتذكر:
“درب العشق ساهل
درب الوصال صعبان”!
أهذا ما يضنيك مني؟
لا تستحي،
أحقا هذا ما يضني قلبك المترنح؟
أذن،
هاك لجرحك بلسما وخل العتاب:
لا ينزع السهم من قلبك إلا فؤاد حبيب!
وتعلم،
ان فؤادي فؤاد حبيب!
قادر ان يضمد جرح قلبك الذي أصيب
عله، وهو يداويك ينال الشفاء
فهو مثلك يشكو ذات الداء
والاعياء!
لكن يا حبيب الروح.
لننسي ما بنا
ونبدأ عيشنا من جديد.
تعاااال أذن،
نحفر الخندق ونرمي فيه الرفات!
ولنعد لعيش هنا
وحتي “الهناك”
ألم نخلق لنعيش الحياة
لنراها، كلينا الحياة
وانها قد خلقت لنا!
فلك السلام
إليك السلام
إليك السلام!