قبل أن َنتخِذَ موقفاً يجِب أن نعي أين َنِقف (1)
التعريف الاصطلاحي للمرحلي والمستقبلي...والربط المفاهيمي الشيوعي للمصطلحين مع فلسفة التغيير
بقلم: المنتصر أحمد
في هذة السطور سنستعرض المواقف والاتفاقيات السياسية المرحلية وتاثيرها على الهدف الاستراتيجي تباعا وسنلقي الضوء على هذة المفاهيم من منظور اشتراكي علمي كما سنناقش جدوى الاتفاقات المبرمه على هذا الاساس .
الجدير بالذكر انه تمت الاستعانة ببرامج الذكاء الصناعي في خلق قاعدة بينات تحوي كتابات ومواقف سابقة لبعض القيادات التاريخية للحزب الشيوعي السوداني واستنتاج مواقف انية مبنية على قدرة البرنامج على التحليل والتوقع تم ذكرها في النقطة رقم اربعه مقايسة مواقف بعض القيادات .
عليه سنقوم بالمرور في هذة الورقة على :
- التعريف الاصطلاحي للمرحلي والمستقبلي
- الربط المفاهيمي الشيوعي للمصطلحين مع فلسفة التغيير
- مقارنات مفاهيمية لفلاسفة شيوعيين حول فلسفة التغيير
- مقايسة لمواقف بعض قيادات الحزب الشيوعي السوداني
- الحزب الشيوعي السوداني وتجربة التحالف الجذري
- جدوى الاتفاقيات مع قوى النادي السياسي القديم
التعريف الاصطلاحي للمرحلي والمستقبلي :
من خلال المفاهيم الشيوعية العلمية يتم استخدام المصطلحين “التكتيكي” و”الاستراتيجي” للتمييز بين مستويات وأهداف العمل السياسي والثوري المختلف حيث أن هذين المفهومين ضروريان لفهم النظرية وممارستها.
الاستراتيجية: تشير إلى أهداف طويلة المدى وخطة شاملة لتحقيق التغيير الاجتماعي الأساسي في المفاهيم الاشتراكية العلمية، وهو ما يعني بشكل عام إسقاط الرأسمالية وبناء المجتمع الاشتراكي.
أما الأهداف الإستراتيجية فهي هيكلية عميقة مثل خلق الديمقراطية الشعبية، وإلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، وجعل المجتمعات المحلية تمتلك مواردها، وإقامة مجتمع لا طبقي.
عادة ما تكون هذه الأهداف الإستراتيجية طويلة المدى وغالبًا ما تتطلب تغييرات جوهرية في البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع يتم تنفيذها من خلال أحد الأنواع المتنوعة من الثورات السلمية أو المسلحة.
أحد الأمثلة على هذا الهدف الاستراتيجي هو الثورة التي تهدف إلى سيطرة الطبقة العاملة على السلطة أو استكمال التحرر الوطني.
التكتيكية: تشير التكتيكات إلى تدابير قصيرة المدى تُستخدم لتحقيق نجاحات فورية تخدم المصالح الإستراتيجية طويلة المدى، على الرغم من أنه في الحالات التي تكون فيها الأساليب التكتيكية مرنة، يمكن تغييرها اعتمادًا على المواقف.
من ناحية أخرى، تميل الأهداف التكتيكية إلى أن تكون محددة ومحدودة النطاق مثل تنظيم الإضرابات أو تنظيم المظاهرات أو المشاركة في الانتخابات بينما تم تصميم الأهداف التكتيكية للاستخدام على المدى القصير.
من ابرز الامثلة من التاريخ الشيوعي على المواقف التكتيكية وخدمتها للاهداف الاستراتيجية هو موقف الحزب البلشفي في عهد لينين ورغم رؤيتة استراتيجية لتحقيق ثورة اشتراكية في روسيا.
الا انه من الناحية التكتيكية، فقد دعموا مؤقتًا الحكومة المؤقتة عندما أجبرت القيصر على التنازل عن العرش، ثم قاموا لاحقًا بإطلاق ثورة خاصة بهم أدت في النهاية إلى إنشاء الاتحاد السوفييتي.
الربط المفاهيمي الشيوعي للمصطلحين مع فلسفة التغيير :
إن الانتقال من الوعي العفوي المتناقض للجماهير حول “فلسفة الفرد” إلى النظرة العلمية للعالم ليس مجرد مسألة تنعكس في الدراسة والبحث فقط بل تتطلب عملية نقاش سياسي منظم يتبعه ممارسة وخطأ وتصويب .
كتب هانز هاينز هولز يقول حول النظرية الثورية “يتم تنظيم العناصر الأيديولوجية على وجه التحديد في النضال السياسي نتيجة للحاجة لربط المصالح الفردية والجماعية الخاصة داخل الطبقة ودمجها في قوة سياسية متجانسة”
لذلك ، بالإضافة إلى النظرية الثورية ، هناك أيضًا حاجة إلى التظيم وهو ما يسمى بالحزب الشيوعي او الحزب الثوري ، القادرعلى إجراء هذه المناقشات واستخلاص تلك الاستنتاجات.
كل مجموعة اجتماعية وكل طبقة تمر عبر تاريخها الخاص في الظهور والتطور بمجموعة من الاشكالات على مستويات متفاوته تؤثر في وعيها الطبقي .
يؤدي هذا أيضًا إلى تطوير وعي متغير ، لا يزال “غير ناضج” وعفوي للظروف المتغيرة للوجود والتأثيرات التي يتعرضون لها بشكل جماعي وكأفراد.
يصف لينين أهمية خلق حدود للتطور التلقائي للوعي على النحو التالي:
سيكون من العبث الادعاء بأن القوى العاملة كان بإمكانها أن تنظم نفسها كطبقة على الفور سيستغرق ذلك عقودًا.
في الحقيقة لم يحارب أحد مثل هذه المفاهيم قصيرة النظر مثل ماركس. …حيث كافح كارل ماركس قبل كل شيء ضد الاشتراكية الفاضلة القديمة (الطوباوية ) وطالب بوجهة نظر علمية تظهر أن ” الطبقة تتطور على أساس الصراع الطبقي وأنه يجب تشجيع عملية نضوجها “.
بالإضافة إلى المنافسة على أجور أفضل ، وهي تاتي عبر وظيفة “آمنة” قدر الإمكان أو مزايا أخرى ، هناك عوامل موضوعية وذاتية أخرى تؤدي إلى اختلاف المصالح في الطبقة العاملة، إنها عملية تعقيدات تشكيل “الطبقة في حد ذاتها”.
وفوق كل شيء ، فإن هذه الفروق الداخلية والانتقال من الطبقة العاملة الفعلية إلى الطبقات العاملة الأخرى هي التي تسهل تدفق الأيديولوجيات “الأجنبية او الخارجية” الموضوعية ، بما في ذلك الأيديولوجيات اليمينية أو القومية .
لذلك فإن ظهور وعي طبقي متطور يفترض دائمًا مواجهة نشطة مع الإيديولوجية البرجوازية ان هذا الصراع الطبقي الأيديولوجي المستمر يتجاوز حتما الأفق الضيق للتجربة التي يمكن للطبقة أن تطورها من العلاقة الاقتصادية البحتة بين العمل المأجور ورأس المال. هناك ثلاثة مستويات من الوعي الطبقي:
– الوعي الطبقي الاقتصادي العفوي.
– الوعي الطبقي المشترك حول الوضع الموضوعي العام للطبقة العاملة في خضم الرأسمالية
– الوعي الاستراتيجي الثوري المشترك.
“لذلك يجب فهم الوعي الطبقي المتطور باعتباره تأكيدًا وصنعًا للاستنتاجات الحاسمة للاشتراكية العلمية.”
يقودنا ذلك الى حقيقة وصيرورة إن مهمة الحزب الشيوعي الثوري في الفلسفة العلمية هي نقل المعرفة السياسية للاشتراكية العلمية إلى الطبقة العاملة وتشجيع نضوجها لتقود جماهيرها العريضة المنتظمة عبر اشكال التنظيمات المدنية المختلفة نحو التغيير الجذري .
عليه هناك مهمة تتطلب الانضباط الصارم كما قال نيرودا وهي تحليل التطورات المجتمعية في مسار التاريخ من أجل اشتقاق الميول الاجتماعية واستنتاج ماهو ممكن وماهو متاح حيث لا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا طبقت قوانين الحركة والتنمية التي طورها ماركس لظروف اليوم ، وطرح ، مثل لينين ، مسألة نسبة رأس المال المحددة للهيكل .
من خلال معرفة القوانين (خاصة التراكم الرأسمالي) تمكن ماركس من التنبؤ بالسوق العالمية اليوم ، كما فعلت كذلك روزا لوكسمبورغ في كتابها مراكمة راس المال وتنبؤها بالازمات العالمية عبر سياسة القروض والديون المتبعه وفضحها لاستغلال الراسماليين للسياسات الامبريالية لمراكمة الربح وان قاد ذلك العالم الى كسادات وانهيارات اقتصادية متعددة . وحروب عالمية .
عليه يجب ان يقوم بطرح العلل والقرائن الموضوعية الداعمة لبرامجه المطروحة والي يجب ان تكون مستخلصة علميا من نتاج ابحاثة المجتمعية وتحليله الطبقي لذلك المجتمع .
يجب أن يطرح الحزب الشيوعي الثوري العلمي مسألة الملكية كسؤال أساسي لمستقبل تطور الحركات الشيوعية :
كلاهما مهمتان (مسألة الملكية والتحليل الطبقي ) حددهما ماركس وإنجلز بالفعل للشيوعيين في البيان حيث اورد ان الرأسمالية غير قادرة على حل المشاكل العالمية في ظل الملكية الرأسمالية الخاصة وأقطاب القوى الحالية ،حيث تتحول القوى المنتجة بشكل متزايد إلى قوى مدمرة عالمية لأن التنشئة الاجتماعية لجميع وسائل الإنتاج المهمة والمؤسسات المالية والموارد الطبيعية التي تتجاوز التأميم أمر ضروري.
كذلك من أهم المهمات في المرحلة الانية هي تكثيف الجهود نحو احلال السلام الدائم الذي يلغي عمليات العسكرة التي تجتاح البلاد ووقف توسع مساحات سيطرة المليشيات من ضمنها مليشيا ما يسمى بالجيش نفسه في السودان فهي احد مليشيات الحركة الاسلامية رغم احتواؤهاعلى جيوب مقاومة وطنية الا انها مازالت ضعيفة وغير مؤثرة .
وتتزامن معها في الاهمية مهمة التغيير الاقتصادي من خلال مكافحة المزيد من الخصخصة ، وإعادة التنشئة الاجتماعية للمناطق المهمشة واعادة الخدمات العامة والاحتياجات الاجتماعية الأساسية: الاتصالات ، والبريد ، والإعلام ، والثقافة ، والنقل … عن طريق التنشئة الاجتماعية والرقابة الديمقراطية على المجالات الرئيسية الطاقة والبنوك لتكون ملك للمجتمعات المحلية والغاء ملكية الراسمالية المحلية او العالمية لها .
يجب أن يكون الحزب الشيوعي الثوري العلمي ذا توجه عملي وعلمي: على عكس احزاب اليسار الممانعه الاخرى ، يجب أن ينصب تركيزه المطلق على الحركات غير الساعية الى الحكم في ذاته (في الوقت الراهن لتشوه نظام الحكم نفسه ) حيث يجب ان يزيد من زخم أشكال مقاومة جديدة موجهة للقوى الجديدة عبر التنظيم والاحتلال لمساحات تخص مؤسسات حكومية و الانتقال من الاحتجاج الجريء والتظاهرات إلى المقاومة السلمية النشطة التي تهدم القائم لتبني مكانه الممكن بدون المرور بمرحلة الفوضى الخلاقة والذي يمكن فقط حينما تكون قوى التغيير لديها قواعد جماهيرية منظمة ومنضبطة بالفعل لتشكل شبكة الامان من الانزلاق نحو الفوضى .
يجب أن يساعد في تطوير ثقافة العصيان المدني عبر القيام به ولو على مراحل ويتراوح ذلك من مقاطعة دفع الكهرباء إلى عمليات الاحتلال / الحصار للمرافق الحكومية إلى الإضرابات السياسية ولا يتم ذلك الا بوجود الجماهير المنتظمة والمتحالفة حول برنامج تغيير يعبر عنها عبر واجهات جماهيرية لها قواعدها التي تعبر عنهم .
في النقابات العمالية ،تكمن احد اهم المهام وهي ان يقوم الشيوعيون بحملات من أجل استبدال السياسات النقابية السابقة بالتوجه نحو المشاركة والعمل ، وأن تمارس النقابات العمالية تفويضًا سياسيًا يتعدى المطالبة بالحق في الإضراب السياسي أو الإضراب العام لانشاء ذاتها ورعاية مصالح القوى العاملة .
إن الحزب الشيوعي الثوري له الحق في الوجود ليكون قادر على تحليل القوى الدافعة وقوانين حركة التطورات الاجتماعية وتطوير استراتيجيات قابلة للتنفيذ للأهداف المتوسطة والطويلة الأجل ، من أجل الإصلاحات الاجتماعية والديمقراطية والتغلب على سلطة الشركات المحلية والعالمية .
يجب ان يميز نفسه كقوة دافعة وبالتالي يطرح مسألة الملكية والنظام بطريقة ملموسة وليست صارخة فقط ؛ يساهم في مشروع اشتراكي جديد يكشف تناقضات المجتمع الرأسمالي من حيث الاستغلال المتزايد ، الحرب ، تدمير الظروف الطبيعية للوجود البشري ويقوم بالحث على البدائل الأساسية .
ان الحزب الشيوعي يجب ان يقود طريقة مختلفة للإنتاج والمعيشة ، عالم مختلف أو باختصار الاشتراكية العلمية التي نعرف .
بالنسبة للشيوعيين كافراد ، يجب ان لا تكفي التصحيحات التجميلية للرأسمالية التي للاسف تنتشر في برامج ومواقف بعض الاحزاب اليسارية الممانعه الاخرى .
من اهم مهامه ان يعارض الحزب الشيوعي الرأسمالية النيوليبرالية ببديل ومنظور اشتراكي تشاركي مجتمعي و علمي ناتج عن تحليل طبقي علمي سليم للمتجمع الاني هذا هو الجواب الضروري للمشاكل الخطيرة التي تواجه البشرية اليوم ولحلول مستقبلية لصالح شعوب هذه الأرض ويظل كذلك.
في القسم الثالث من مقالة “المصادر الثلاثة للماركسية ” صاغ لينين أهم الاستنتاجات لاستراتيجية وتكتيكات الاشتراكية العلمية.
حيث يمكن تلخيص جوهر هذه الاستنتاجات في مصطلحي “جدلية الصراع الطبقي” و “التنظيم المستقل للبروليتاريا” ، وهو ما لا يعني شيئًا سوى جدلية وعلم الإستراتيجية الثورية وتكتيكات التنظيمات الشيوعية .
لخص لينين الملامح الرئيسية للاستراتيجية والتكتيك الثوريين على النحو التالي:
حدد ماركس المهمة الرئيسية لتكتيكات القوى العاملة في توافق صارم مع جميع المبادئ التوجيهية لنظرته المادية – الجدلية للعالم.
فقط النظر الموضوعي في مجمل العلاقات المتبادلة بين جميع الطبقات دون استثناء في مجتمع معين ، وبالتالي النظر في المستوى الموضوعي لتطور ذلك المجتمع ، وكذلك العلاقات المتبادلة بينه وبين المجتمعات الأخرى ، يمكن أن يكون بمثابة أساس للتكتيكات الصحيحة من الحركة التقدمية .
لا يتم اعتبار جميع الفئات وجميع البلدان في الإحصائيات الخاصة بهم ، ولكن في دينامياتهم اي في حالة الحركة و ليس في حالة الثبات ، و في حالة الحركة تلك تنشأ قوانينها من الظروف الاقتصادية لوجود كل فئة ، الحركة بدورها ، لا يُنظر إليها فقط من وجهة نظر الماضي ، ولكن أيضًا من وجهة نظر المستقبل من منظور جدلي علمي .
طرح البيان الشيوعي الفرضية الأساسية للاشتراكية العلمية حول تكتيكات النضال السياسي:
حيث وضح أن مهمة الشيوعيون أن يكافحو من أجل تحقيق الغايات والمصالح المباشرة للطبقة العاملة ، لكنهم يمثلون في الوقت نفسه في الوقت الحاضر حركة مستقبل حركة الطبقة العاملة “.
عليه حينما نقول الاستراتيجية والتكتيكات السياسية نعني:
أولاً ، تعليم علمي ، كجزء من الاشتراكية العلمية ، حيث ان المبادئ العامة الأساسية للقيادة السياسية والعمل الإبداعي للطبقة العاملة وغيرهم من العاملين تعتبرأدوات لازمة لصحة التكتيكات والاستراتيجيات.
وثانيًا ، الخط الأساسي للقيادة ، المفهوم العام للسلوك السياسي للحزب او لمجموعة الشيوعيين المنتظمين في كيان تنظيمي ، والذي ، بدءًا من أهداف برنامجه الحزبي ، يوفر التوجه السياسي الأساسي في ظل المعنى التاريخي والوطني المعطى.
ان الشروط ، الواردة في المرحلة الإستراتيجية ذات الصلة تحدد الإستراتيجية و الأهداف والتوجه الرئيسي للحزب الشيوعي لمرحلة أطول من النضال الطبقي والثورة الاشتراكية.
إنها تحدد مكان وقوة الخصم الرئيسي وتحدد دور قواها وأساس سياسة التحالف للحزب البروليتاري وهكذا تتعامل الإستراتيجية مع القوى الرئيسية للثورة الاشتراكية و “احتياطياتها” ، قوى التحالف الوطنية.
من ناحية أخرى ، تحدد التكتيكات الخط السياسي لفترة قصيرة نسبيًا في هذه المرحلة حيث أن التكتيكات جزء من الإستراتيجية وتخضع لها وتخدمها ويمكن ويجب أن تتغير التكتيكات تبعا لمسار النضالات الثورية ، حتى لو لزم الأمر عدة مرات حتى لو بدت هذه الصورة تخطيطية ومتخبطة إلى حد ما ، “المد والجزر” ، يجب دائمًا مراعاة التناوب بين الهجوم والدفاع في مرحلة معينة وفقًا لذلك ، يجب أيضًا تكييف أشكال وأساليب النضال وكذلك أشكال التنظيم.
تتعامل التكتيكات الثورية مع هذه الأشكال من النضال وتنظيم الطبقة العاملة ، مع تغييرها والجمع بين الأساليب والأشكال المختلفة كما أنها تتعامل مع أساليب التنوير السياسي وتنمية الوعي الطبقي حيث أن القيادة التكتيكية هي جزء من القيادة الإستراتيجية للحزب وتخضع لأهدافه ومتطلباته.
كما تظهر تجربة جميع الثورات الاشتراكية الناجحة ، فإن التحديد الصحيح للمرحلة ليس فقط هو الحاسم ، ولكن أيضًا اختيار التكتيكات جنبًا إلى جنب مع الأساليب والأشكال المناسبة للصراع الطبقي.
يجب أن يتم اختيارتلك التكتيكات بطريقة تجعلهم يعتمدون على تجارب القوى العاملة حيث انه فقط عندما يجد الملايين من العمال والموظفين وغيرهم من العمال أنفسهم في استراتيجية وتكتيكات الاشتراكيين مستصحبين هذه التجارب وبشرط صيرورة ان لا يقومون في نفس الوقت بتعزيز أي أوهام حول قابلية التوفيق بين العداوات الطبقية والخطورة والوحشية المتوقعة كمقاومة من الطبقة المستغِلة ، حينها فقط تكون الاستراتيجية والتكتيكات مواتية بشكل صحيح.
بلغة بسيطة يجب أن يعلم البعض انه لهزيمة تيارات التسوية الحالية يجب عدم الانحياز لايها تحت اي وهم كان فالندع تلك التيارات المدعومة من راس المال العالمي والاخرى الممثلة لراس المال المحلي الوريث للنظام السابق تصفي انفسها ونكسب ومن المعركة في البناء والتحضير الاستراتيجي وسط الجماهير للتغير القادم لمجابهة تيار التسوية الذي سيطيح بالتيار الاخر فانه ليس من مصلحة التغيير الجذري باي حال من الاحوال اتفاق تلك التيارات على برنامج وسط عليه واجبنا عدم اعطاء اي منهم قبلة الحياة بالدعم او التبني للخطوط المرحلية لهم .
يقودنا هذا مباشرة للحديث عن تأثيرات القوى الدولية على العملية السياسية في المرحلي والاستراتيجي السوداني حيث اننا يمكن ان نسترشد باستراتيجية مناهضة الاحتكار من نظرية لينين عن الإمبريالية.
حيث انه يوضح في مقالته “الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية” أن الرأسمالية دخلت مرحلة الاحتكار في نهاية القرن التاسع عشر لقد وصلت مركزة الإنتاج ورأس المال إلى أبعاد هائلة لدرجة أن فروع الإنتاج بأكملها كانت في أيدي الاحتكاريين الأفراد والنتيجة هي تقدم هائل في التنشئة الاجتماعية للإنتاج.
تختلف الإمبريالية عن الرأسمالية “العادية” السابقة للمنافسة الحرة حيث أصبح الاحتكار الرأسمالي هو علاقة الملكية المحددة.
يقول لينين: “بمجرد أن يأتي الاحتكار ويحكمه بالمليارات ، فإنه يسود بحتمية مطلقة جميع مجالات الحياة العامة ، بغض النظر عن الهيكل السياسي وأي” تفاصيل “أخرى.” لينين ، “الإمبريالية هي أعلى مراحل الرأسمالية” (القسم الثالث) ، 1950 ، ص 62
لذلك فواجبنا كاشتراكيين علميين لا أن نعارض “الرأسمالية” فحسب ، لكننا يجب ان نرى الخصم الرئيسي في رأس المال الاحتكاري الوطني والعابر ومتعدد الجنسيات معا .
إن المجموعات الصناعية والمالية الكبيرة التي تمثل مركز القوة الاقتصادية للرأسمالية في السودان ، هي التي تهيمن على أجهزة الدولة الوطنية ، والحكومات ، وفي الثلاثين عاما الماضية اصابها من التشوهات ما اصابها مما اثر على قوة ارتباطها مع الهياكل الراسمالية العالمية مما خلق صراع بين راس المال التابع المدعوم دوليا وراس المال المنبت والمنقطع عن الربط العالمي بسبب سياسات النظام السابق وهذ الصراع يلقي بظلالة على هياكل السلطة السودانية والدولة الان رغم حالة الحرب التي تسود الا انه ينعكس في المماحكات التجارية واستصدار قوانين لاستبعاد البعض او حتى البكاء والعويل للامبريالية والتقوي بها ضد الممثلين المحليين لراس المال المحلي من ناحية او ميول الراس مال المحلي للاستقواء بمجاور ايدلوجية لضمان استمراة ضد هيمنة راس المال المعولم .
بعبارة أخرى ، تعمل الإمبريالية أيضًا على تغيير الطبقة الحاكمة لتوائم امكانية تمددها عبر اجهزة الدولة لمراكمة رأس المال الصناعي والمصرفي حتى يندمجان في رأس المال المالي عليه تظهر الطبقة الحاكمة على أساس رأس المال في شكل مجموعات المتنفذين واللصوص المحليين وقدراتهم لتطويع اجهزة الدولة لتحسين مواقفهم المالية ،أو عملاء قمة البرجوازية الاحتكارية الذين يسعو للنمو ضمن سيطرة راس المال العابر للحدود عبر سيطرتهم على مقاليد الحكم لصالحهم .
لذلك يتحدث لينين عن احتكار الدولة للرأسمالية حيث انه في رأسمالية احتكار الدولة ، تتغير العلاقة بين الطبقات أيضًا وتتراكم أرباح البرجوازية الاحتكارية ، بقيادة المجموعات المالية المتنفذة الجديدة ، حيث انها لا تأتي فقط من استغلال الطبقة العاملة ، ولكن أيضًا من الربح الاحتكاري الذي يمكن للاحتكارات أن تستولي عليه لصالح رأس المال المعولم بسبب مركزهم المهيمن في السوق العالمي .
مكاسبهم اي مناديب راس المال المعولم هي في نفس الوقت خسارة لصغار المنتجين والتجار والحرفيين والمزارعين باختصار: جميع الطبقات غير الاحتكارية ، والتي تشمل الآن البرجوازية الصغرى والمتوسطة وحتى مجموعات الراس مالية التي نمت في ظل النظام السابق وليس لها ارتباط صلب مع راس المال العالمي بسبب سياسات النظام السابق مثل بعض مجموعات المتنفذين في الصناعات الدفاعية والاحتكاريين في مجالات النقل الجوي او الانتاج الحيواني او الزراعي او حتى سماسرة الصفقات الحكومية للدقيق والوقود .
وفي نفس الوقت لا يستفيد المواطن البسيط الذي لا يملك الا ان يبيع ساعات عمله من هذا الصراع الا ان يزيح احدهما الاخر فلا تيار يراكم في مصلحة المواطن وانما من مصلحته المباشرة ان تنهي هذة التيارات بعضها لذلك يظل الاعتماد على استراتيجيات الاشتراكيين التي من اجلها يتحمل المواطن تكتيكات حراكهم المنظم
أكرر
لذلك يجب ان نعرف اين نقف لنستطيع معرفة ماذا نفعل؟
سنواصل
—————————————————–
في الحلقة القادمة: الحزب الشيوعي السوداني وتجربة التحالف الجذري :