‫الرئيسية‬ مجتمع أخبار “أطباء بلا حدود” تطالب بتوسيع عاجل وسريع للاستجابة الإنسانية في السودان
أخبار - سياسة - 16 أبريل 2024, 17:25

“أطباء بلا حدود” تطالب بتوسيع عاجل وسريع للاستجابة الإنسانية في السودان

مداميك: وكالات

طالبت منظمة “أطباء بلا حدود” بتوسيع عاجل وسريع للاستجابة الإنسانية في السودان، الذي يواجه كارثة هائلة ومفتعلة، تزامنا مع مرور عام على الحرب الدائرة بها بين الجيش و”قوات الدعم السريع وأطلقت نداء عاجلا دعت طرفي الصراع إلى توسعة فورية لنطاق الاستجابة الإنسانية”.

وقالت في بيان بحسب “وكالة “سبوتنيك” إنه “ضمن أحد أسوأ أزمات العالم من عقود، يواجه السودان كارثة هائلة ومفتعلة بعد عام من بدء الحرب بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الحكومة، و”قوات الدعم السريع” شبه العسكرية، وأصبح السماح الفوري بالوصول الآمن إلى المساعدات الإنسانية مسألة حياة أو موت لملايين الأشخاص”.

وأشار البيان إلى أنه “فيما تجتمع الحكومات والشخصيات الرسمية والمنظمات الإغاثية والجهات المانحة في 15 أبريل في باريس لمناقشة سبل تحسين إيصال الإغاثة الإنسانية، تطلق “أطباء بلا حدود” نداء عاجلا تدعوهم فيه إلى توسعة فورية لنطاق الاستجابة الإنسانية”.

ولفتت المنظمة إلى أنه “فيما يواجه ملايين الأشخاص الخطر في السودان، إلا أن العالم غضّ الطرف، فيما تمنع الأطراف المتحاربة عامدة الوصول إلى الإغاثة الإنسانية وإيصال المساعدات، وعلى الأمم المتحدة والدول الأعضاء مضاعفة جهودها في سبيل التفاوض على وصول آمن ومن دون عوائق ومن أجل توسعة نطاق الاستجابة الإنسانية لمنع هذا الوضع المأساوي أساسا من التدهور أكثر”.

وفي هذا الصدد، يقول رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” في السودان، جين ستويل: “الناس في السودان يعانون بشدة مع تواصل القتال العنيف، من تفجيرات وقصف وعمليات ميدانية في مناطق سكنية مدنية وفي القرى، وقد انهار النظام الصحي والخدمات الأساسية بشكل كبير أو تضررت بفعل الأطراف المتحاربة. وفقط 20 إلى 30% من المرافق الصحية لا تزال تعمل في السودان، أي أن توفر الرعاية الصحية للأشخاص في كافة أنحاء البلاد محدود للغاية”.

وأوضحت منظمة “أطباء بلا حدود” في بيانها، أن “فرقها عالجت النساء والرجال والأطفال المصابين بشكل مباشر خلال القتال في المناطق القريبة من أعمال العنف، سواء المصابين بالشظايا أو بفعل التفجير أو القنص أو الرصاص الطائش”.

وأشارت أنه “منذ أبريل 2023، استقبلت المرافق التي تدعمها “أطباء بلا حدود” أكثر من 22,800 إصابة بالغة، وأجرت أكثر من 4,600 تدخل جراحي، والكثير منها مرتبط بالعنف الذي وقع في الخرطوم ودارفور، وفي ود مدني، وهي بلدة محاطة بثلاثة خطوط جبهات مشتعلة، نشهد حاليا 200 مريض في الشهر بإصابات مرتبطة بالعنف”.

ونقلت منظمة “أطباء بلا حدود” عن الأمم المتحدة، أن “أكثر من 8 ملايين شخص أجبروا على الهرب من منازلهم ونزحوا عدة مرات، ويُقدَّر أن 25 مليون شخص – أي نصف سكان البلاد – يحتاجون إلى مساعدات إنسانية”.

وهنا يضيف رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” في السودان، جين ستويل: “نرى كل يوم مرضى يموتون بسبب إصابات مرتبطة بالعنف، وأطفالا يحتضرون بسبب سوء التغذية ونقص اللقاحات، ونساء يعانين من المضاعفات إثر الولادات غير الآمنة، ومرضى ومريضات عانوا من العنف الجنسي، وأشخاصا متعايشين مع أمراض مزمنة لا يمكنهم الحصول على أدويتهم. وعلى الرغم من كل ذلك، هنالك فراغ إغاثي مرعب”.

وأكدت منظمة “أطباء بلا حدود” في بيانها أنه “بينما تعمل بتعاون جيد مع وزارة الصحة، إلا أن الحكومة السودانية أعاقت عامدة الوصول إلى المساعدات الإنسانية بشكل مستمر، خاصة في المناطق الواقعة خارج نطاق سيطرتها، إذ منعت وبشكل ممنهج إصدار تصاريح السفر للطواقم الإنسانية وعبور الإمدادات عبر خطوط الجبهة، وضيقت على استخدام المعابر الحدودية، ووضعت عملية مليئة بالقيود لإصدار التأشيرات الإنسانية”.

ويقول إبراهيم، أحد الأطباء العاملين مع “أطباء بلا حدود” في الخرطوم، وهي المدينة الواقعة تحت حصار منذ 6 شهور: “يكمن تحدينا الأكبر اليوم في ندرة الإمدادات الطبية، فقد نفدت المعدات الطبية، ونحن على شفير إيقاف عملنا بالكامل ما لم تصل الإمدادات”. هذا وتعاني مدينة ود مدني من وضع مماثل للخرطوم منذ يناير/ كانون الثاني.

و”في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، حيث تنشط أيضا الكثير من المليشيات والجماعات المسلحة، نُهبت المرافق الصحية والمستودعات بشكل متكرر خلال الأشهر الأولى من النزاع، ولا زالت الحوادث مثل السطو على السيارات تقع باستمرار ويعاني العاملون في القطاع الطبي – وخاصة من وزارة الصحة – من المضايقات والاعتقالات”، وفقا لمنظمة “أطباء بلا حدود”.

وفي المناطق التي يصعب الوصول إليها مثل دارفور والخرطوم أو الجزيرة، تقول “أطباء بلا حدود” إنها تجد نفسها وحيدة أو ضمن المنظمات الدولية الإنسانية القليلة المتواجدة هناك، فيما تجاوزت الاحتياجات قدرتها على الاستجابة بأشواط، وحتى في المناطق التي يمكن الوصول إليها مثل ولايات النيل الأبيض والنيل الأزرق وكسلا والقضارف، فالاستجابة الكلية ضئيلة كقطرة ماء في البحر.

وتعتبر أزمة سوء التغذية الكارثية في مخيم زمزم في شمال دارفور مثالا حيا، حيث لا توزيع للغذاء من برنامج الأغذية العالمي منذ مايو/ أيار 2023، وقرابة ربع (23%) الأطفال الذين فحصناهم هناك ضمن تقييم سريع في يناير/ كانون الثاني وُجد أنهم يعانون من سوء التغذية الحاد – و7% منهم حالات مستعصية، وكانت 40% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية، وكان هنالك معدل وفيات مروع في كافة أنحاء المخيم بلغ 2.5 حالة وفاة لكل 10 آلاف شخص في اليوم”، بحسب “أطباء بلا حدود”.

ويقول مدير عمليات الطوارئ مع أطباء بلا حدود في السودان، أوزان أغباس: “كان الوضع في السودان شديد الهشاشة أساسا قبل الحرب وأمسى الآن كارثيا. وفي الكثير من المناطق حيث أطلقت أطباء بلا حدود أنشطة الطوارئ، لم نشهد عودة المنظمات الدولية الإنسانية التي أجلت في أبريل/ نيسان”.

ويضيف أغباس، “استمرت الأمم المتحدة وشركاؤها بفرض قيود ذاتية على الوصول إلى هذه المناطق، ولم تتمكن في المحصلة حتى من الاستعداد للاستجابة أو تأسيس فرق في الميدان عندما تُتاح الفرص”.
وتعمل منظمة “أطباء بلا حدود” حاليا في أكثر من 30 مرفق صحي، وتدعمها في 10 ولايات في السودان، في الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض والنيل الأزرق والقضارف وغرب دارفور وشمال وجنوب ووسط دارفور والبحر الأحمر.

 

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 0 / 5. Total : 0

كن أول من يقيم هذا المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *