الحرب تشهد تطورا نوعيا … تشعب الجهات المتقاتلة واتساع رقعة المعارك والانتهاكات
الخرطوم : مداميك
تشهد حرب السودان تطورا نوعيا وباتت تسرع حثيثا نحو حرب اهلية شاملة حيث تشعبت الجيوش والحركات المسلحة المشاركة في الاشتباكات التي عمت ارجاء البلاد . فللمرة الاولي منذ اندلاع القتال قبل عام تجري الان معارك عنيفة بين ( الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدن العاصمة القومية_ وفي بالفاشر بولاية شمال دارفور _ وقرب مدينة الدويم بولاية النيل الابيض _وببانوسة بولاية غرب كردفان). ومن ناحية ثانية اندلعت معارك اخري (بين الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية شمال قرب كادقلي بولاية جنوب كردفان) _ من ناحية ثالثة ( هاجم الدعم السريع حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نورفي مدينة مليط).
في حين استمرت انتهاكات قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها تجاه المدنيين بعدد من مناطق ولاية الجزيرة من قبل في عدة قرى وتلاها تهجير قسري لمواطني تلك القرى. بينما قتل الجيش شاب في ارتكاز أم سنيبرة بالقضارف إثر محاولة تفريق متجمهرين رفضوا اعتقال احد الأشخاص المشتبه في انتمائهم للدعم السريع .
ادانات واسعة للدعم السريع
وأدانت كل من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” وتجمع المهنيين السودانيين ومجموعو محامو الطواري: الإنتهاكات التي تتم تجاه المدنيين في ولاية الجزيرة من قبل مليشيات الدعم السريع، واعتبرت أن مسؤولية حماية المدنيين وسلامة ممتلكاتهم وأرواحهم هي مسؤولية الدعم السريع في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وقالت تنسيقية “تقدم” في بيان صحفي اليوم، انه وطبقاً لذلك فعلى قوات الدعم السريع ومن واقع تلك المسؤولية الاعتراف بهذه الجرائم والالتزام التام بعدم تكرار هذه الانتهاكات ووقفها بشكل فوري وحاسم وإتخاذ إجراءات شفافة وعلنية تجاه كل مرتكبي التجاوزات وتقديمهم لمحاكمة علنية وعادلة وجبر ضرر الضحايا وتعويضهم.
واعتبرت ان الإجراءات التي تمت في تلك المناطق بالجزيرة تجاه سكانها المدنيين جرائماً غير مقبولة او مبررة تجاه السكان المدنيين، وتعد في ذات الوقت خرقاً للإلتزامات الموقع عليها بين تنسيقية القوي الديمقراطية المدنية “تقدم” وقوات الدعم السريع في اعلان أديس ابابا المشترك في يناير 2024م عموماً والأحكام الخاصة بحماية وضمان سلامة المدنيين، والعمل على إرجاعهم لبيوتهم وأماكن سكانهم.
معارك العاصمة القومية
في العاصمة قصف الجيش اليوم أهدافا للدعم السريع بمدينة بحري شماليّ الخرطوم، بالمدفعية الثقيلة من قاعدته بشمال أم درمان كمن نصبت قوة من الجيش بمعسكر سلاح الأسلحة بالكدرو شمال بحري كمينا للدعم السريع، وتمكنت من تدمير ناقلة وقود وعدد من العربات القتالية ذات الدفع الرباعي.
وقالت القوات المسلحة علي صفحتها بفيسبوك ان قوات العمل الخاص بمنطقة الشجرة العسكرية – سلاح الذخيرة تنفذ عمليات نوعية ناجحة خلف خطوط العدو وتدمر عددا من إرتكازات العدو وتكبده خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد واستلمت عتادا و أسلحة وقتلت العشرات.
معارك لمنع الدعم السريع دخول مدينة الدويم
وفي ولاية النيل الابيض قامت قوة من الدعم السريع بالهجوم فجر اليوم السبت على قوة الجيش المتمركزة بمنطقة الأعوج بولاية النيل الأبيض (جنوب شرق). وكشفت المصادر أن قوات الدعم السريع كانت تسعى لدخول مدينة الدويم، إلا أن قوة من الجيش تصدت لها عند منطقة الأعوج شمال الدويم.
الفاشر معارك متعددة بين جهات متعددة
وفي ولاية شمال دارفور قصف الطيران الحربي التابع للجيش مجددا في وقت متأخر من مساء الجمعة الاتجاه الشمالي و الشرقي للفاشر اسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين من بينهم طفلة (10 سنوات) كما أصيب 11 آخرين وأدى ايضا لتدمير منازل وافاد شهود عيان بان معظم القتلى والجرحى من أسرة واحدة. ونقلوا مقتل كل من محراب احمد يحي( 20سنة)،هاجرة احمد يحي( 10سنوات )، ام كلثوم ابراهيم (55 سنة).
من ناحية اخري قالت حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور، الجمعة، إن قوات الدعم السريع هاجمت مجموعة من قواتها كانت في مأمورية إدارية من دار ميدوب عبر مدينة مليط، عند وصولها إلى بوابة “حلوف” في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور. وقال بيان أصدره الناطق الرسمي وليد محمد أبكر في وقت متأخر من مساء الجمعة، أن قوة تتبع للحركة تحركت الجمعة في مأمورية إدارية من دار ميدوب ومرت عبر مدينة مليط، وعند وصولها مدخل مدينة الفاشر قرب “بوابة حلوف” هاجمتها قوة من الدعم السريع وأطلقت عليهم النار دون إنذار.
وفي السياق اتهمت وزارة خارجية سلطة الامر الواقع في بيان قوات الدعم السريع بنشر قواتها بالقرب من مليط لقطع الطريق على قوافل المساعدات الإنسانية والاستيلاء عليها وذلك لتنفيذ تهديداتها بمنع وصول قوافل المساعدات الإنسانية عبر مسار الدبة – مليط – الفاشر.
جنوب كردفان الحركةالشعبية تهاجم الجيش
وفي ولاية جنوب كردفان شنت قوات الحركة الشعبية شمال – جناح عبد العزيز الحلو، صباح اليوم هجوما، علي منطقة “الكويك” الواقعة شمال كادوقلي ،واسفر الهجوم عن سقوط قتيل وإصابة اثنين من الجيش السوداني. وقال شهود عيان أن الاشتباكات اندلعت صباح اليوم بعد هجوم من الحركة علي المنطقة واستمرت المعارك بالمدافع الثقيلة لمدة خمس ساعات شمال كادقلي، ادت الي إصابات عديدة نقلت إلى مستشفى السلاح الطبي كادوقلي بالولاية لتلقي العلاج. وأشاروا لنزوح عدد كبير من أهالي المنطقة إلى مدن أخرى بحثًا عن الأمان.