
وحشة الغياب
بقلم صباح القصير
كم هي باردة أيام الشتاء
حالكة لياليها
جدرانها لا تكف عن الحديث
كل تلك العيون المتلصصة خلف المرايا
هسيس الرياح عسس يراقص صرير الأبواب
وحشة الغائبين تحيط بالمكان
تلك النظرات الواقفة على أبواب الغياب
من سرق أصواتهم المعلقة في الهواء؟
من أطفأ تنور البيت المهجور؟
من أعار الأشجار العارية ثيابهم لتدفئة أوصالها الباردة؟
من أسكت الحفيف على الحفيف؟
من فجر شريط الذكرى؟
من أسكت الأنين في صدور المحاجر؟
من فتح حقيبة الموت ؟
من نثر الحياة فوق كف الفجيعة؟!
***
بدم الغياب
توضأت روحي
آهلة بالوحشة ندبات السنين !