
الدولار يصعد إلى 1035 جنيهاً وخبير يحذر من انهيار العملة السودانية
الخرطوم – مداميك
واصلت العملة السودانية تدهورها أمام العملات الأجنبية وبخاصة الدولار في تطور غير مسبوق لأول مرة في تاريخ البلاد واتسع الفارق بين السوقين الرسمي والموازي لأكثر من 300 جنيه، فحين تجاوز سعر الدولار بالسوق الموازي إلى 1035 جنيهاً احتفظت البنوك الجكومية بأسعار لا تتعدى 760 جنيهاً، وارتفع سعر الريال السعودي إلى 275 جنيها وسعر الدرهم الإماراتي إلى 280 جنيها واليورو 1060 والجنيه الاسترليني 1220.
وأكد أخد المتعاملين بالسوق الموازي أن تجارة العملة بين التجار تنتعش في اسواق بوتسودان ومدني وعطبرة وهي المناطق الأكثر أمنا، مشيرا إلى أن هناك طلباً متزايداً لشراء الاحتياجات الحكومية وأغراض الاستيراد من وقود وأدوية ومواد غذائية وهناك ندرة كبيرة في موارد النقد الأجنبي، لافتا إلى أن البنوك عجزت عن توفير عملات أجنبية لتغطية احتياجات المستوردين الأمر الذي أدى لزيادة الطلب على شراء العملة بالسوق الموازي.
وحذر الخبير الاقتصادي البروفيسور حسن بشير من استمرار انهيار الجنيه وتأثيره السلبي على مجمل الأنشطة الاقتصادية بسبب الحرب التي أحدثت شلل تام وتوقف عجلة الاقتصاد بنسبة 60 في المائة، وانكماش الناتج المحلي الإجمالي إلى 50 في المائة.
وعزا لـ (مداميك) ارتفاع أسعار العملات الأجنبية وتوقف الأنشطة الاقتصادية و تقلص الصادرات وزيادة الطلب علي استيراد السلع المستوردة في ظل شح موارد النقد الاجنبي بجانب خروج أعداد كبيرة من المواطنين لخارج البلاد .
وأشار إلى أن الاقتصاد في أسوأ حالاته لأن الحرب أدت إلى توقف الإيرادات الضريبية وخروج عدد من المصارف عن الخدمة. وقال إن البلاد مهددة بالتفكك في ظل المطامع الخارجية التي تهدد بتقسيم السودان ونهب موارده لعدم وجود حكومة.
ويرى محللون اقتصاديون أن هناك عدة عوامل تسببت في انهيار الجنيه السوداني، ابرزها الحرب المستمرة بجانب نقص السيولة والاضطرابات السياسية والأمنية التي تمر بها البلاد، خصوصا في ظل استمرار حرب ابريل. كما أثر ذلك سلبا على حركة التجارة والاستثمار في السودان،
ويعاني السودان من أزمة اقتصادية خانقة، بسبب تدهور قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية، وارتفاع معدلات التضخم والبطالة التي تفاقمت بسبب الحرب الدامية. ويشكو المواطنون من غلاء المعيشة وندرة السلع والخدمات الأساسية ويطالبون بإنهاء الحرب وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.