‫الرئيسية‬ مقالات “العبثية “تتخطى شهرها السابع.. هل يشهد الثامن نهايتها الحتمية ؟
مقالات - 20 نوفمبر 2023, 6:29

“العبثية “تتخطى شهرها السابع.. هل يشهد الثامن نهايتها الحتمية ؟

عبدالله رزق ابوسيمازه
على مشارف الشهر الثامن، تتساوى احتمالات وقف الحرب ونقيضها، وفق المعطيات المتاحة، فقد شهد الأسبوعين الماضيين، استئناف جولة المفاوضات الثانية لمنبر جدة، بين طرفي حرب 15 ابريل، القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، والتي انتهت بعد عشرة أيام من المداولات، باتفاق بشأن إجراءات بناء الثقة بين الطرفين، وتسريع وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين.
غير أن هذا التطور الإيجابي، الذي افرزته المفاوضات، قد لازمه، ملازمة الحجل للرجل، آخر سلبي، تمثل في تصعيد قتالي غير مسبوق في دارفور الكبرى، نتج عنه استيلاء قوات الدعم السريع على كل من نيالا وزالنجي والجنينة وام كدادة ،بجانب مقتل واصابة وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين إلى صحارى اللجوء والنزوح.
غير أن اخفاق الميسرين في إقناع طرفي الحرب والتفاوض بضرورة الاتفاق على وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط، لم يكن مصدر خيبة أمل لملايين المواطنين المصطليين بنار الحرب ومقاساة النزوح والتشرد القسري، حسب، وإنما كان، أيضا، في نظر الكثيرين، نذيرا بجولة جديدة من الاقتتال العنيف. وهو ما حدث بالفعل، كما أن هذا الاخفاق قد آثار الشكوك حول جدوى ما تم الاتفاق عليه في الجولة الأخيرة للتفاوض، وإمكانية إنفاذ إجراءات بناء الثقة وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية، في ظل القصف المتبادل والتصعيد والتصعيد المضاد.
وشهدت نهاية شهر الحرب السابع، حدثين مهمين، من حيث دلالتهما على مجرى التطورات، اولهما هو تدمير كوبري شمبات، الذي يربط بين مدينتي ام درمان والخرطوم بحري، والذي يعتقد على نطاق واسع أنه يستغل من قبل قوات الدعم السريع في إمداد وحداتها بين المدينتين. وقد آثار الحدث ردود أفعال واسعة، غاضبة ،غالبا، في مختلف الأوساط، فيما قابله فلول نظام البشير المقبور بالتهليل. في ذات الوقت تبادل طرفا الحرب الاتهام بالمسؤولية عن العملية، التي تشكل جريمة ضد الإنسانية وفق القانون الإنساني العالمي. وعكس الحدث الذي يعبر عن أقصى ما بلغته الحرب من عبثية وافلاس وجنون، تصميما على مواصلة الحرب، باستهداف البنى التحتية.
وفي المقابل، تراجعت مخاطر المواجهات المحتملة بين طرفي الحرب في فاشر ابوزكريا، بعد معارك الجنينة، وسط مخاوف متصاعدة من الأوساط الدولية من حدوث مآس انسانية جديدة. وبدا أن هذا التراجع يتصل بتفاهمات واسعة بين الأطراف ذات الصلة، في الداخل والخارج، وعلى علاقة بملف مفاوضات السلام، التي يتوقع استئنافها، بعد توقف ايام، املته استضافة المملكة للقمة السعودية-الأفريقية والقمة العربية الإسلامية. ومع ذلك لا يخلو المشهد من مؤشرات قد ترهص بأن الشهر الثامن قد يشهد نهاية الحرب، تتمثل في حراك خارجي سياسي وديبلوماسي مكثف، متعدد الاطراف. ومن ذلك جولات الجنرال عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة، الخارجية، واهمها، زيارته لكينيا والتي أسفرت عن اتفاق لعقد قمة طارئة لمنظمة ايغاد، في إطار مساعي وقف إطلاق النار، تعنى بتسريع مفاوضات جدة، الأمر الذي يعكس توجها جديدا لقيادة الجيش تجاه وقف الحرب، يتسم بشيء من الجدية.

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 4.5 / 5. Total : 2

كن أول من يقيم هذا المقال