
لأجل ماذا كل هذا الموت
عبدالله ديدان
كل هذه المأساة الصامتة في وجوه العابرين الى اللا مكان، لأجل ماذا، تنشبون براثن الخوف القاتل اكثر من الموت على القلوب، لتحصلوا على ماذا، بكل هذا الرعب الذي غرستموه فى فجاج الارواح، ماذا تريدون اكثر من سيول هذه الدماء التي باتت تكسو وجه الوطن، هل فكرتم لحظة واحدة، فيمن كان حلمه اليومي، فقط كيس عيش ونص كيلو عدس وبصلتين، فقلبتم حلمه الى اين المفر وهو ينظر الى عيني زوجته المكومة فوق اطفالها تحت سرير مهترئ من اثر الفاقة، ظنا منها انو بذلك تقيهم شر الموت برصاصكم العابر للأرواح….
ايها السادة:
هل مات اطفالكم في حربكم الجسيمة هذه!
هل تناوشت زوجاتكم مأساة الهروب من الموت الى الموت وبينهما الجنون! هل تجرعتم فى حربكم هذه دموع امهاتكم المنكسات الرؤوس واجفات القلوب!
هل رأيتم كيف يصير الانسان الى رماد والى لا شئ بفعل حربكم هذه!
هل ظلت اعينكم مزغللة صوب السماء بكل الوجل المغروس نصله في القلوب، هل لفكم صمت اشد مضاضة وقسوة من خراج الروح!
ايها السادة:
كفاكم قتلا وتشريدا وتفريغا للأرواح من الارواح، كفاكم هتك عرض الحياة من دواخلنا وتحويل الناس الى كائنات تنظر ولا تري، ترخي السمع للاشئ، تقول كلاما بلا لغة، تهيم في ملكوت الضياع….
ايها السادة هل تعلمون ان حربكم هذه وهي تسجد معني حكمة الله من خلق الشر، انكم قد جسدتم شرا مطلقا وحفرتم قبرا وطنيا كبيرا ومظلما لشعب، لم يقدر له ان يحي كانسان يوما ما….
ايها السادة، خذوا السلطة واتركوا للناس الحياة…
خذوا كل شئ، تنعموا بالكراسي واهتزاز ارداف الغواني، فقط، دعوا الناس يلهثون وراء قبضة العيش وهم لا يخشون سوي تسعة طويلة….
اذهبوا عنا بعيدا الى قصوركم ودعونا نأمل فى الحلم برتق قصور حياتنا تحت ظل شجرة نيم كالحة قرب حوش بيت مصنوع من طين الآمال القديمة…
اتركونا نحيا، فقط نحيا ولا شئ آخر…….