قصة قصيرة - 18 نوفمبر 2023, 18:00

الخوف

إقبال صالح بانقا
قصص ومقالات من وحي الحرب اللعينة العبثية المستهترة 
على قدر ما مَر وجَرب وعاش أي فرد على وجه البَسيطة مسالة الخوف في حياته على قدر ما كان و ظل لا يعرف قيمته و فعاليته في حياته (اتاريهو) بلغة العامة هو من المكونات الأساسية للأحاسيس و المشاعر التي تصقل النفس البشرية وترفدها بقوة الشخصية وتنمية الإيجابيات فيها وتحفز على نمو الشخصية واتخاذ القرار . أو العكس لو لم يوظف أو يُفعل ، فالخوف قد يَحجمك عن ممارسة العيش الكريم أو قد يسلب حقوقك المشروعة .
هاك أمثلة على فعالية الخوف و جدواه الذي يدفعك للمواجهة وليس الخوف المقرون بالجبن والتقوقع الذي يَشل أو يَحد من قدراتك . سألت احدهن شيخا على الملأ قائلة انا يا شيخ أعيش مع زوج ووصفته بصفات ذميمة لا أحد يستطيع معاشرته بسببها ، قالت عشت معه صاغرة مع فساد خُلقه ، خائفة من الفقر و المجتمع والناس وحديثهم وتشتت الأسرة والأبناء وقد صبرت صبرا ينؤ عن حِمله الجبال فماذا افعل ؟ فاستعاذ الشيخ بالله من سلوك الزوج الذي لم يرعو و قد حباه الله بزوجة صالحه وذرية . فرد عليها , بقوله إن ما سببه لك الله من خوف تجاه أمور هو سبحانه وحده القادر على أن تكون لآحقا أفضل مما كانت ، لذا شرع الله الطلاق البغيض إليه ليعطيك وامثالك فرصة أخري للحياة الكريمة هنا أوجد الخوف في نفسك لتندفعي وتقرري فإما أن تعيشي صاغرة ملتاعة وإما ترفضي الخوف والذل ، وحث الشيخ في حديثه الجميع أن لا يقبع المسلم في كنف أي خوف ورعب يُسببه له فردا أو مجتمع أو كائنا ما و ليتجرد من الضعف مهما كان حتى لو يضرب في الأرض كما حث الله عباده فارض الله واسعة والمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
حادثة أخرى تُعلمنا أن الخوف مُعول يفيد في صقل الشخصية ، وكثيرا ما يكن خيرا للخائف والملتاع ودليلاً على أنه بخير ولا يُخاف عليه . حكى أحدهم أن أباه رجل له باع في العلم والفرآسة ودراسة الشخصية . قال الابن كان لي ابن يعاني من تأخر في النمو الذهني و أخاف عليه كثيرا من كل شئ وأخاف أن يكون فاقد القدرات لا يستطيع أن يواجه الحياة والبشر . فاستشار أبيه في أمر الولد فاخبره والده متسائلاً إذا كان الولد يخاف أو يعرف الخوف فلا يخاف عليه لأن الخوف يدعه يحرص ويقرر ويصد عنه ما يؤذيه ويدفعه للافيد والأسلم ونصحه باختبار مدى خوفه للاطمئنان عليه.
والخوف الآن السائد في الوطن بسبب الحرب من القتل والقذف والسلب والنهب والتشرد و كل ما هو مخيف ومُرعب في داخله يدفعك الى قرار أيا كان فهو صائب أو هو قدرا دفع به الله لك لحدوث قدرا أخر، ما كان سيحدث إلا بعد أن عرضك الله للخوف رغم أنه قد يكون مُرا لكن المثل يقول ( الجبرك على المُر الأمَر مِنه ) تلك نماذج محدودة لنعمة الخوف الذي ينتاب الفرد ويلازمه في حياته و(اتاريهو) نِعمة وليس نُقمة و نحن لا نعلم و كنا نحسبه ضعف وقلة حيلة فالله في خلقة شئون سبحانه .

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 3 / 5. Total : 1

كن أول من يقيم هذا المقال