
مداميك تنقل تباين اراء الدول الاعضاء في مجلس الأمن الدولي بشان حرب السودان
نيويورك مداميك
تباينت اراء مندوبي الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي حول الازمة في السودان اثناء المناقشة لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشان الحالة السودان, واتفق اعضاء المحلس علي استمرار القتال تسبب في كارثة انسانية لا مثيل لها . وتسبب في ارتكاب جرائم حرب و أعمال عنف مستمرة ضد المدنيين انتهكت القانون الانساني ، بما في ذلك العنف الجنسي والعنف ضد الأطفال. كما رحبوا بدور الاتحاد الأفريقي والايعاد في الواسطة بين الاطراف المتحاربة واختلفوا في تقييم النتائج الملموسة لمبادرات الوساطة وهل يدل ذلك علي أن اللاعبين الخارجيين يتصرفون لأسبابهم الخاصة وليس من أجل الشعب السوداني.
وقالت مندوبة الولايات المتحدة في الامم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد إن السودان تحول اليوم إلى جحيم حي. وانخرطت الأطراف المتحاربة في “صراع وحشي على السلطة مع تجاهل تام لحياة الشعب السوداني”. وطالبت بوضع حد للهجمات في الفاشر وما حولها.
ودعت ليندا توماس الأطراف إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي. واعربت عن قلق حكومتها من تفشى الاغتصاب، وقالت تم اختطاف العديد من النساء والفتيات وتقييدهن بالسلاسل واحتجازهن رغماً عنهن في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في دارفور. مؤكدة ان هذه وصمة عار في جبين الإنسانية ويجب محاسبة مرتكبيها
وقالت مندوبة الولايات المتحدة إنه يتعين على جميع الدول الأعضاء توفير المزيد من التمويل لمعالجة الأزمة، مؤكدة أن العالم يراقب عن كثب الخطوات التالية للأطراف بعد محادثات جدة لمعرفة ما إذا كانوا سيلتزمون بالتزاماتهم. وأضافت أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع ويجب أن يكون التركيز الفوري على حماية المدنيين وتقديم المساعدة الإنسانية والتفاوض على إنهاء الصراع.
من جانبه شدد مندوب المملكة المتحدة جيمس كاريوكي علي إن الصراع في السودان يتطلب تحركاً دبلوماسياً عاجلاً. وقال إن استئناف محادثات جدة وما تلا ذلك من إنشاء المنتدى الإنساني السوداني أمر مشجع ويجب على كلا الطرفين المتحاربين العمل على الوفاء بالتزامهما بتحسين وصول المساعدات الإنسانية من خلال إجراءات ملموسة.
وأكد أن اجتماع أصحاب المصلحة المدنيين السودانيين في أديس أبابا يعد خطوة مهمة نحو إنشاء جبهة مدنية تمثيلية مؤيدة للديمقراطية ويجب أن تكون هذه العملية أكثر شمولاً. وأضاف أنه يتعين على الأطراف المتحاربة أن تدرك أن نقل السلطة إلى إدارة مدنية هو السبيل الوحيد للمضي قدما.
.وشدد مندوب المملكة المتحدة علي المزيد من العمل المنسق تحت القيادة الأفريقية، مع الشركاء الدوليين الآخرين، وقال: ” انه أمرا حيويا. بغض النظر عن التطورات خلال الأشهر المقبلة، وهناك حاجة واضحة لاستمرار دور الأمم المتحدة في السودان، والعمل بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية”.
وحذرت مندوبة الاتحاد الروسي آنا م. إيفستينيفا من أن السودان يواجه كارثة إنسانية، واشارت الي ان الوضع لا يبشر بالخير ولافتة الي فشل مبادرات الوساطة في تحقيق نتائج ملموسة، وقالت انه من غير المقبول أن تؤدي مبادرات الوساطة إلى تفاقم النزاعات وانعدام الثقة، مشيرة الي ان هذا ظهر في عدة حالات، مما يدل علي أن اللاعبين الخارجيين يتصرفون لأسبابهم الخاصة وليس من أجل الشعب السوداني.
وقالت إنه لا ينبغي أن يكون للسودانيين أي وسطاء ذوي عقليات استعمارية، يعتقدون من المفترض أنهم يعرفون الأفضل، مضيفة أن الأولوية القصوى هي استعادة الاستقرار واستخلاص الدروس من المحاولات السابقة الفاشلة لإيجاد حل.
وأعرب مندوب غانا ونيابة عن الجابون وموزمبيق ، هارولد أدلاي أجيمان ،عن قلقه العميق إزاء القتال المستمر . وأدان بأشد العبارات أعمال العنف المستمرة ضد المدنيين، بما في ذلك العنف الجنسي والعنف ضد الأطفال. ورحب بقيام الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية،، بحشد قدراتها بقوة منذ بداية الأزمة للمساعدة في إنهاء العنف في السودان، وثمن التزام الاتحاد الأفريقي بإقامة حوار مدني وسياسي ذي مصداقية بملكية سودانية وقيادتها سودانية، فضلا عن الاجتماع التحضيري للجهات الفاعلة المدنية والسياسية السودانية الذي انعقد في أديس أبابا في الفترة من 23 إلى 26 أكتوبر تحت رعاية الاتحاد الأفريقي والإيقاد. لكن مندوب غانا أعرب عن قلقه إزاء تعدد المبادرات مشيرا الي أنها قد تضعف جهود الوساطة وفشلت حتى الآن في وضع حد للاشتباكات. وأضاف يجب تضافر دور المنظمات الإقليمية وتنسيق أعمال الوساطة الشاملة لتحقيق السلام الدائم.
ودعت مندوبة الإمارات العربية المتحدة غسق يوسف جميع الأطراف إلى الالتزام بوقف فوري لإطلاق النار، لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. و قالت أن التوصل إلى نتيجة ناجحة للمحادثات في جدة سيتطلب دعما إقليميا ودوليا قويا، مؤكدة الدور الحاسم الذي يلعبه الاتحاد الأفريقي والإيغاد كميسرين مشاركين.
ودعت غسق يوسف إلى حماية العاملين في المجال الإنساني. وأثنت على جهود الجماعات المدنية للمساعدة بنشاط في إيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد، وشددت على الحاجة إلى التضامن الدولي، نظرا لنقص التمويل. ورحبت بمبادرات مصر والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، ودعت إلى التنسيق بين جهود الوساطة .
وشددت مندوبة فرنسا ناتالي برودهرست إستيفال على أنه لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة، واشارت الي إن الأشهر السبعة الماضية من القتال لم تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الإنساني وتقويض وحدة المنطقة.
وأعربت عن أسف حكومتها لعدم تمكن الأطراف من التوصل إلى وقف لإطلاق النار، واكدت إن التقارير عن الفظائع المرتكبة ضد الناس في دارفور على أساس العرق قد تشكل جرائم ضد الإنسانية، ورحبت بجهود يونيتامس والمحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في هذه القضايا وايضا بإعلان الأمين العام إجراء استعراض لنظام البعثة للسودان.
ودعت مندوبة فرنسا بلدان المنطقة إلى الحفاظ على حيادها ونوهت الي المساعدات الإنسانية التي تقدمها فرنسا والاتحاد الأوروبي وأثنت على جميع مبادرات المجتمع المدني.
من جانبه أشار مندوب الصين داي بينغ ، إلى عودة طرفي النزاع للمفاوضات في جدة ورحب بتأكيدهما لالتزاماتهما الإنسانية. وأعرب عن دعم بلاده لمشاركة الاتحاد الأفريقي والإيقاد في عملية الوساطة، ورحب بجهود دول المنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وجنوب السودان ومصر وتشاد.
واعرب عن قلق الصين ،من تدهور الوضع الإنساني ونقص التمويل الإنساني، حثا المجتمع الدولي، والمانحين التقليديين، على مواصلة مساعداتهم لمنع تفاقم الأزمة. وقال نأمل أن يسعى الاستعراض الاستراتيجي المستقل المقترح لـ UNITAMS إلى أخذ آراء السلطات السودانية والمنظمات الإقليمية بعين الاعتبار. وشدد علي أن المراجعة المستقلة يجب أن تساعد على التعاون بين الأمم المتحدة والسودان، مع تجنب فرض حلول من الخارج.