نزار مكي
‫الرئيسية‬ مقالات أحفاد (البصيرة أم حمد).. يقودون البلاد
مقالات - 15 نوفمبر 2023, 5:26

أحفاد (البصيرة أم حمد).. يقودون البلاد

نزار مكي
البصيرة أم حمد قصتها معروفة في حكاياتنا الشعبية والعبرة فيها أن الحل الغبي يتم بخسائر أكبر وأفدح. والقصة عادة تتوقف عند ما أشارت به البصيرة أم حمد ولا تلقى بالا لمن سلموها عقولهم و نفذوا بأيديهم مشورتها.
هي قصة يلتقي فيها سوء التدبير مع الغاء العقل والاستسلام دون تفكير لما يأتي من البصيرة أم حمد ويكثر في زماننا هذا من ورثوا عقلية البصيرة ومن ورثوا عقلية من ينفذون مشورتها وبحكم الزمن أتت لمسة التطور في انفتاح تلك العقلية على الأسافير، حيث الانتشار وإعادة النشر مع رش بعض توابل الأكاذيب لتزداد المشورة فتكا وتزداد أعداد من يرددونها بدون وعي.
تلك العقلية ليست حكرا على طرف أو فئة دون أخرى وإذا تمعنا في تاريخنا سنجده حافل بالنماذج ولكن دعونا نتوقف عند تاريخنا القريب و حاضرنا البئيس. عندما خيم على البلاد ظلام الإنقاذ انطلق أهلها وبكل رعونة يضفون على الحرب في الجنوب صبغة دينية ببعد جهادي انتهى بآلاف الضحايا وبانفصال الجنوب الذي انفصل معه المسلمون من شعبه ليصيروا اقلية بعد أن كانوا ضمن الأغلبية المسلمة في السودان وبعد الانفصال أخذت تلك العقلية تمارس سطوتها مستصحبة شعارات بلهاء مثل أمريكا روسيا قد دنا عذابها مع إرث من الرعونة قاد المهووسين إلى التورط في عملية اغتيال رئيس دولة وكانت النتيجة ذهاب جزء من شرق البلاد لتكون المحصلة عزلة دولية وتغيير خريطة السودان جنوبا وشرقا.
ذات العقلية قادت البرهان إلى ارتكاب أغبى وأفشل انقلاب يحدث في تاريخنا العامر بالانقلابات ليضع البلاد في مأزق انتهى بكارثة الحرب التي صنعت البصيرة أم حمد ذات يوم طرفها الثاني وظل اتباع البصيرة يزودون عن تلك الصنيعة بل و يفتحون لها الأبواب حتى تضخمت و عندما حاولوا القضاء عليها ادخلوا البلاد في حرب فاقت في عنفها و تدميرها كل الحروبات التي ابتليت بها البلاد.
و اليوم بعد أن فرضت الحرب واقعها و ألقت بظلالها الكئيبة على كل المواطنين يخرج علينا اتباع البصيرة من أصحاب الحلاقيم الكبيرة و المصالح الخاصة و المخمومين من كل طرف لينفخوا في نيران الحرب و اعلاهم صراخا هم من الذين يقيمون بعيدا عنها بمئات و ربما الاف الأميال. يخرجون علينا بما يدهش جدتهم البصيرة التي لم نسمع انها كانت تمتلك قدرات عسكرية تجعلها توجه جيشا نهشه سرطان الإنقاذ.
الجيش و الدعم السريع يتنافسان في تنفيذ مشورة البصيرة ام حمد و التي قد تأتيهما من تركيا أو من الإمارات او من الداخل حيث ينشط فلول الإنقاذ و المنتفعون حتى تستمر الحرب التي لن تنتهي بانتصار لاحد الطرفين فالصراع في جوهره صراع سياسي على السلطة تم التعبير عنه بالسلاح لينتحر الطرفان سياسيا منذ الطلقة الأولى.
البرهان برر انقلابه بالخوف دخول البلاد في حرب أهلية و ما نحن عليه اليوم يكفي للرد و حميدتي برر حربه بالانحياز الي خيار الشعب ولا يزال جنجويده يجتهدون في البحث عن الديمقراطية في بيوت المواطنين و في أرواحهم و سياراتهم و في اعراضهم و في مستقبل أجيال عطلته الحرب.
اذا ظلت ذات العقلية مسيطرة فنحن موعودون بفقدان الثور و (البرمة) التي حشر رأسه داخلها.. هل تعي القوي المدنية ذلك؟

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 5 / 5. Total : 9

كن أول من يقيم هذا المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *