‫الرئيسية‬ اقتصاد تأثير الحرب على وضع الأمن الغذائي في السودان.. ورقة مقدمة في المؤتمر التاسع لمنبر ايوا
اقتصاد - دراسات - 31 أكتوبر 2023, 8:55

تأثير الحرب على وضع الأمن الغذائي في السودان.. ورقة مقدمة في المؤتمر التاسع لمنبر ايوا

د. إنعام سعد

مقدمة
تعتبر قضية الأمن الغذائي من أهم القضايا التي تواجه العديد من البلدان في العالم، وتعكس وضعية الأمن الغذائي مدى قدرة الدولة على تلبية احتياجات مواطنيها من الغذاء الكافي والصحي. يعد السودان واحدًا من البلدان التي تواجه تحديات كبيرة في مجال الأمن الغذائي نتيجة لعدة عوامل منها التغيرات المناخية، والنزاعات الداخلية، والتدهور الاقتصادي. واجه الأمن الغذائي في السودان الكثير من التحديات مثل نقص التمويل لأنشطة للزراعة والتنمية الريفية وتدهور البنية التحتية الزراعية ونقص التقنيات الحديثة ومن التحديات أيضاً انخفاض قيمة العملة الوطنية وازدياد معدلات التضخم وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية. بالإضافة إلى انخفاض جودة الإرشاد الزراعي وقلة التوعية بممارسات زراعية مستدامة
إن تأثير الحرب الحالية على انعدام الأمن الغذائي في السودان قضية معقدة تتطلب حلولا متعددة الأوجه ومبادرات مبتكرة للتكيف للتخفيف من التأثير تتركز هذه المبادرات على الزراعة المستدامة وتمكين المجتمعات المحلية ودعم جهودها، بذلك يصبح من الممكن بناء أنظمة غذائية أكثر مرونة يمكنها تحمل التحديات التي فرضها الصراع الحالي والمساهمة في الأمن الغذائي على المدى الطويل.
إن المعونة الدولية والاستثمار الطويل الأجل أمران حاسمان في معالجة انعدام الأمن الغذائي في المناطق المتأثرة بالصراع. قد توفر المساعدات الإنسانية الإغاثة الفورية، ولكن الحلول المستدامة تتطلب استثمارات في الزراعة والبنية التحتية وبناء القدرات. ومن خلال تعزيز الاكتفاء الذاتي ودعم صغار المزارعين، يمكن للمجتمعات المحلية السودانية أن تصبح أقل اعتمادا على المساعدة الخارجية وأن تعزز تنميتها المستدامة. إن الوضع المزرى للغاية للموسم الزراعي والأمن الغذائي في السودان يفرض الحاجة الملحة لإجراءات فورية من خلال الدعم المالي والتقني للتغلب على حجم الكارثة والتخفيف من حدتها والعمل على ضمان الأمن الغذائي في السودان.
تهدف هذه الورقة إلى تسليط الضوء على وضع الأمن الغذائي في السودان قبل وبعد اندلاع الحرب الحالية في منتصف أبريل الماضي وتحليل تحديات الأمن الغذائي واقتراح بعض السبل للتغلب على هذه التحديات

وضع الأمن الغذائي في السودان قبل الحرب في ١٥ أبريل

إن التحديات التي واجها السودان كثيرة، بما في ذلك انعدام الأمن الإنساني والغذائي الملّح فقد عانى السودان مثل غيره من دول الإقليم من تأثيرات التغير المناخي، مثل انخفاض مستويات الأمطار وزيادة درجات الحرارة، مما أثّر سلباً على إنتاج المحاصيل الزراعية خاصة الغلال والثروة الحيوانية وقد أدت النزاعات المستمرة في مناطق مثل دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان الى تشريد السكان وتدمير المزروعات والمواشي وأثرت بذلك على وضع الأمن الغذائي في تلك المناطق ومناطق أخرى في البلاد كما تأثرت كل قطاعات الاقتصاد السوداني لسنوات بالعقوبات الدولية والاضطرابات السياسية، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف المعيشة وصعوبة الوصول إلى الغذاء. على الرغم من الموارد الهائلة، فإن أداء القطاع الزراعي لم يرق إلى أعلى إمكاناته وبمراجعة إحصاءات بنك السودان المركزي نجد أن هناك انخفاض مطرد في مساهمة الإنتاج الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد والذي يتخلف الآن عن القطاعات الاقتصادية الأخرى. فقد ساهمت الزراعة بما يصل إلى ٤٥ ٪ من الناتج المحلي الإجمالي في السبعينيات، ٣٦ ٪ في منتصف الثمانينات و٢٨٪ في أوائل تسعينيات القرن العشرين. يعزى هذا الانخفاض المطرد في المساهمة الزراعية في الناتج المحلي الإجمالي إلى انخفاض الإنتاج الزراعي في البلد. ومما هو معروف أن الإنتاجية الزراعية في السودان منخفضة وتقل عن المتوسط الإقليمي والعالمي وتشهد مزيدا من الانخفاض لأسباب عديدة مثل نقص المعروض في السوق من المدخلات الزراعية، بما في ذلك البذور والأسمدة ومبيدات الأعشاب والوقود وأن تكلفة العمالة الزراعية أعلى بكثير مقارنة بالمواسم السابقة.

ضاعف تصاعد أسعار المدخلات من خطر حدوث المزيد من النقص في الأغذية، حيث تسبب ارتفاع الأسعار في منع المزارعين من شراء المواد الضرورية وأجبرهم إما على الاستغناء عنها أو استخدامها بأقل مما هو مطلوب. وهذا بدوره أدى إلى انخفاض الانتاج، مما قلل من توافر الغذاء وقلل أيضاً من دخل المزارعين كما تفاقمت الأزمة بسبب ندرة الأمطار في العديد من مناطق الإنتاج التقليدي حيث أفاد عدد كبير من المزارعين في هذا القطاع بأن تأخر هطول الأمطار أثر على قدرتهم على الزراعة

وعليه حتى وقبل اندلاع الحرب في ١٥ أبريل كان هناك ما يعادل ٢٤ في المئة من سكان السودان (١٢ مليون شخص) في المرحلتين ٣ و٤ من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الأزمات والطوارئ، على التوالي)، مع ٣٧ في المئة إضافية (حوالي ١٨ مليون شخص) في المرحلة ٢ من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. واستناداً على المعلومات التي تم جمعها من تقارير منظمة الأغذية والزراعة في السودان وبرنامج الأغذية العالمي. لقد عانى ٣٤٪ من السكان (حوالي ١٥ مليون شخص) من انعدام الأمن الغذائي خلال الربع الأول من عام ٢٠٢٣، بما يتفق مع نفس الفترة من عام ٢٠٢٢، ولكن بزيادة قدرها ٧٪ مقارنة بالفترة نفسها من عام ٢٠٢١

وفقا لتقرير بعثة الأمم المتحدة لتقييم المحاصيل والإمدادات الغذائية في السودان صدر في ابريل الماضي، فإن إنتاج الحبوب الوطني للموسم الزراعي الرئيسي ٢٠٢١ – ٢٠٢٢ كان أقل من المتوسط بنحو ٣٧ % عن الإنتاج للموسم الماضي و٣٣ % أقل من متوسط إنتاج المواسم الخمسة الماضية.
ووفقا للتقرير فان تراجع الإنتاج من الحبوب في ذلك الموسم الزراعي كان بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، إلى جانب الأضرار التي نجمت عن الآفات الزراعية.

وضع الأمن الغذائي الحالي في السودان

أدت الحرب المستمرة في السودان والظروف التي سبقتها إلى تعطيل الكثير من الأنشطة الزراعية، وعدم القدرة على الاستفادة من مساحات واسعة من الإنتاج في الموسم الصيفي وهذا الموسم أيضاً، مما يزيد من تدهور حالة الأمن الغذائي. كما تفاقمت الأزمة بشدة بسبب ندرة الأمطار في العديد من مناطق البلد. أفاد الكثير من المزارعين بعدم كفاية أو تأخر هطول الأمطار وامتداد فترات الجفاف هي قيود أثرت على قدرتهم على زراعة المحاصيل الغذائية المختلفة خاصة الذرة الرفيعة والدخن
وقد أدت الحرب الدائرة الان في عدد من ولايات دارفور وولاية الخرطوم إلى تفاقم المشكلة بشكل كبير، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والماء والدواء والوقود، في حين ارتفعت أسعار المواد الأساسية ووسائل النقل بشكل كبير. ولا تزال النزاعات في العديد من الولايات، فضلا عن الحرب خارج السودان، تؤثر على قدرة المزارعين وأصحاب الأعمال على إنتاج الأغذية وتخزينها. تضاعفت أسعار الذرة الرفيعة والدخن المنتجة محليا ثلاث مرات في معظم الأسواق ويرجع ذلك أساسا إلى نقص المعروض في السوق ومعظم المدخلات الزراعية، بما في ذلك البذور والأسمدة ومبيدات الأعشاب والوقود والعمالة، كانت متاحة بتكلفة أعلى بكثير مقارنة بالمواسم السابقة.
وقد فاقم تصاعد أسعار مدخلات الإنتاج الزراعي من خطر حدوث المزيد من النقص في الأغذية، حيث منعت هذه الأسعار المزارعين من شراء المواد الضرورية وأجبرهم إما على الاستغناء عنها أو استعمالها بأقل مما هو مطلوب. وهذا بدوره أدى إلى انخفاض انتاج الحبوب وبالتالي قلل من توافر الغذاء وعائد المزارعين.
ويمكن تلخيص أثر الحرب الدائرة حالياً على الإنتاج الزراعي والنقص الحاد في الغذاء في النقاط الاتية:
⦁ ارتفعت أسعار المواد الأساسية ووسائل النقل بشكل كبير مما أثر على قدرة المزارعين وأصحاب الأعمال على إنتاج الحبوب والأغذية
⦁ تعطيل الأنشطة الزراعية، وعدم القدرة على الاستفادة من مساحات واسعة من الإنتاج هذا الموسم بسبب الأوضاع الأمنية في ولايات عديدة في دارفور وكردفان
⦁ تضاعف أسعار الذرة الرفيعة والدخن ثلاث مرات في معظم أسواق الولايات المنتجة مثل الجزيرة والقضارف
تدمير مصانع إنتاج الغذاء والأسواق والمطار وتعطل الإنتاج الحيواني تماما (الدواجن ومزارع الألبان) في ولاية الخرطوم
⦁ تعطل الأنشطة في الميناء كان له آثار ضارة على وصول المدخلات الزراعية الهامة في الوقت المناسب
وبسبب كل العوامل أعلاه فقد تنامي الجوع بشدة وسط تراجع الإنتاج الزراعي فوفقا لنتائج أحدث تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يقدر أن حوالي ٢٠ مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة ٣ [مرحلة الأزمة] من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي والمرحلة ٤ [مرحلة الطوارئ]) بين يوليو وسبتمبر ٢٠٢٣. ويمثل هذا الرقم، الذي يشمل حوالي ١٤ مليون شخص في المرحلة ٣ من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الأزمة) وأكثر من ٦ مليون شخص في المرحلة 4 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الطوارئ) من مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد، ٤٢ في المئة من السكان الذين شملتهم الدراسة، مقارنة ب ٢٤ في المئة في نفس الفترة من العام السابق

وضع الموسم الزراعي الحالي:
واجه الموسم الزراعي الحالي الكثير من التحديات الكبيرة و التي تمثلت في عدم توفر التمويل وعدم اهتمام الدولة بالعملية الزراعية وفقدان المنتجات الزراعية للمنافسة الاقتصادية وقد تسبب كل ذلك في خسائر كبيرة للمزارعين أدت الى عدم مقدرتهم و عدة ورغبتهم في مواصلة الزراعة مما قلل من المساحات المزروعة الان
و قد أدت الحرب في ١٥ أبريل الى خروج مساحات شاسعة في القطاع الزراعي المطري خاصة في دارفور تلك المساحات التي كان السودان يتعتمد عليها في سد احتياجات محصولات الأمن الغذائي تحديدا الذرة الرفيعة و الدخن بالتالي زادت من حدة نقص الغذاء
وضع منظومة التصنيع الزراعي والغذائي:
منظومة تصنيع الأغذية الزراعية عبارة عن شبكة من الجهات الفاعلة الاقتصادية المرتبطة بأدوارها المختلفة التي تشمل توفير الخدمات والمدخلات الداعمة للمنتجين وفي إدارة وتوريد المنتجات الغذائية الزراعية، وتصنيعا، وتسويقها. أثرت الحرب تأثيراً كبيراً على شركات انتاج الغذاء خاصة المطاحن والتي تتركز معظمها في ولاية الخرطوم مما أدى إلى خلق فجوة كبيرة في منتجات الصناعات الغذائية السودان وقد تسبب ذلك في إهدار كبير للمنتجات الزراعية التي كانت تستخدم كمدخلات في التصنيع الزراعي
و تمثلت تأثيرات الحرب على منظومة التصنيع الزراعي في:
⦁ صعوبة توافر المواد الخام لهذه الصناعات وارتفاع تكلفتها قد إن وجدت
⦁ تدمير البنية التحتية الرئيسية للنقل والأمن
⦁ كثير من المواد الخام الموجودة أيضا في مرافق التخزين التابعة لمعظم الشركات لم تعد صالحة للاستعمال بسبب تعرضها لانقطاع التيار الكهربائي المتكرر
⦁ تضررت العديد من الشركات ماديا بسبب قرب القتال من العديد من شركات ومصانع تجهيز الأغذية.
أعد المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية تقريرا حول تأثير الصراع على عمليات شركات التصنيع الزراعي العودة إلى العمليات العادية ستعني استثمارات كبيرة في إعادة بناء المصانع، أو إصلاح، أو شراء معدات جديدة.
يبين الرسم أدناه الوقت الذي تحتاجه شركات المنتجات الغذائية للعودة لمزاولة أنشطتها في حال وقف الحرب

الحلول المقترحة:
مما ذكر سابقا، هناك توقعات كئيبة للغاية للموسم الزراعي الحالي والقادم ولمستوى الأمن الغذائي في السودان. فبالإضافة إلى الحرب الدائرة وأثرها المدمر للإنتاج الزراعي تأثر موقف الامن الغذائي أيضاً بسبب حرب أوكرانيا لأن ٨٠ في المئة من واردات القمح السودانية تأتي عادةً من أوكرانيا وروسيا، من المتوقع أن يزداد انعدام الأمن الغذائي سوءا. وبسبب هذا الوضع المضطرب، هناك حوجه إلى اتخاذ إجراءات فورية تتمثل في:
١- السعي الجاد لإيقاف الحرب
٢-مناشدة الجهات ذات الصلة لمعالجة أزمة الغذاء خلال الحرب وتوفير الاحتياجات من السلع الغذائية المختلفة وتخفيف الآثار الناجمة عن انقطاع تصنيع الأغذية والإمدادات الغذائية في السودان.
٣-توفير الدعم المالي والفني وكذلك التواصل والتعاون مع جميع المجموعات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية ذات الصلة للتغلب على حجم الكارثة والتخفيف من حدتها
٤-العمل على إنجاح الموسمين الزراعيين الحالي والقادم وضمان الأمن الغذائي في السودان وذلك بتقديم المساعدة المالية والتقنية إلى صغار المزارعين
ومن أجل استدامة تلك الحلول يحب دعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة ومجموعات صغار المزارعين لضمان الأمن الغذائي لأسرهم في المقام الأول، وزيادة فوائضهم القابلة للتسويق، وتحسين وصولهم إلى الأسواق. وهذه المجموعات تتألف من صغار المزارعين وصغار منتجي الثروة الحيوانية والمصنعين والتجار الذين تم تحديدهم في سلاسل قيمة السلع ذات الأولوية المحلية أو القومية وذلك عن طريق:
١- دعم الشباب والنساء والأسر المنتجة والنازحين ماليا وتقنيا بما في ذلك التدريب على إدارة المشاريع الصغيرة ومساعدة المرأة في تنمية المشاريع وفي الجوانب التجارية للزراعة، مما يمكنهم من اكتساب المهارات الضرورية لذلك
٢-إنشاء أنشطة صغيرة مدرة للدخل لتوطين النازحين وتحسين الظروف المعيشية لأنفسهم ولأسرهم وذلك سيؤدي إلى التعاون نع الأسر المحلية وزيادة الإنتاج وتحسين وضع الأمن الغذائي وبناء السلام
٣-كذلك هناك ضرورة لزيادة الاستثمار في الزراعة وتوفير تمويل للمزارعين وتعزيز التعليم الزراعي وتوعية المزارعين بالممارسات الزراعية التي تؤدي الى تحسين الإنتاجية وزيادة الانتاج كما أن هناك ضرورة تحسين البنية التحتية الزراعية وتوفير التقنيات الحديثة

ختامًا، يجب تطبيق هذه الإجراءات والسياسات الاقتصادية والاجتماعية لضمان تحسين وضع الأمن الغذائي في البلاد وتلبية احتياجات السودان من الغذاء الكافي والصحي على المدى القصير والمستدام

المراجع

⦁ Sudan: Comprehensive Food Security and Vulnerability Assessment (CFSVA) – Summary Report, Q1 2023 – June 2023

⦁ Regional Sudan Response Situation Update, 18 July 2023 – Sudan | ReliefWeb.” ReliefWeb, 19 July 2023, https://reliefweb.int/report/sudan/regional-sudan-response-situation-update-18-july-2023.

⦁ FSIN and Global Network Against Food Crises. 2023. GRFC 2023. Rome.

⦁ Insecurity Insight. 2023. The Sudan Crisis, Conflict and Food Insecurity, July 2023. Switzerland The-Sudan-Crisis-Conflict-and-Food-Insecurity-July-2023%20(1).pdf

⦁ Elamin, N. (2023). The Effect of Sudan’s War on the Economy: A preliminary assessment.
⦁ UN-OCHA. (2023a). Revised humanitarian response plan, Sudan. Humanitarian program cycle 2023, revision issued on 17 May 2023.

⦁ UN-OCHA. (2023b). “Sudan: Situation Report,” July 14, 2023. Accessed on 12 July 14, 2023. Available at: https://reports.unocha.org/en/country/sudan.
.

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 3 / 5. Total : 2

كن أول من يقيم هذا المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *