أزمة حادة في الوقود وغاز الطهي وشح النقد الأجنبي يفاقم المشكلة
الخرطوم: مداميك
تشهد البلاد ازمة كبيرة في عدم توفر الامدادات البترولية وغاز الطهي في الخرطوم وغالبية ولايات السودان، وسط مخاوف أن لا تتمكن الدولة من استيراد المواد البترولية من الخارج لتغطية حاجة الاستهلاك المحلي، نسبة لعدم توفر موارد اجنبي في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية التي تشهدها البلاد منذ اندلاع الصراع منتصف ابريل المنصرم.
وارتفعت اسعار البنزين والجازولين وغاز الطهي إلى أسعار جنونية في السوق السوداء بالولايات الامنة، واستغل تجار الازمات الفرصة ورفعوا الاسعار لارقام فلكية، حيث بلغ سعر جالون البنزين سعة 4 لترات الى 30 ألف جنيه في السوق السوداء بولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض وسط السودان، وتتضاعف أسعاره في العاصمة الخرطوم ومع ذلك يصعب الحصول عليه.
وعادت صفوف البنزين بولايات السودان ولكن دون جدوى، حيث يصطف سائقو المركبات العامة والخاصة لساعات طويلة دون الحصول على حصتهم من الوقود لعدم انتظام ترحيل المواد البترولية من بورتسودان.
واضطر البعض الاخر لشراء وقود من السوق الاسود حيث فاق سعر الجالون 30 الف جنيه في حين لا يتعدى سعره بمحطات الخدمة 5800 جنيه. وقال المواطن عبد المنعم الامين انه لم يستطع الحصول على حصتة من الوقود لاكثر من شهر، لان غالبية طلمبات الوقود بالخرطوم متوقفة تماما بسبب اشتداد الصراع، اما غاز الطهي لاكثر من 5 اشهر لم يحصل عليه، ويستعملون مواقد كهربائية “سخان”، ولكن مع القطوعات المتكررة للكهرباء فشلوا في استعماله، واكد انه حتى الفحم صار غير متوفر في العديد من المناطق، وابان ان الحالة صعبة جدا ويعانون كثيرا بسبب عدم توفر الاحتياجات الاساسية.
وقال مصدر في وزارة النفط إن سبب الأزمة يعود الى تراجع الإنتاج في مصفاة “الجيلي” الرئيسية والتي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وتعمل المصفاة بأقل من 15% من طاقتها الإنتاجية، وكانت مصفاة الجيلي تغطي نحو 75 بالمئة من استهلاك السودان من البنزين وحوالي 50 بالمئة من الجازولين، ويتم تغطية العجز عن طريق الاستيراد من الخارج.
وتعاني ولايات دارفور من ازمة خانقة في توفر الوقود، وادى انعدام الوقود في تذبذب شبكات الاتصالات والإنترنت، حيث تعمل محطات الربط الشبكي بمولدات كهربائية احتياطية تعمل بالجازولين.
فيما لا تزال ازمة الوقود مستمره بولاية سنار للأسبوع الثالث على التوالي، وتصطف السيارات في طوابير طويلة لأيام حتى تحصل على نصيبها من الوقود، وقد يضطر البعض الى ان يشتري الوقود من السوق الأسود الذي ترتفع اسعاره كلما استمرت الازمة وانعدم الوقود، حتى وصل سعر جالون البنزين إلى 20 ألف جنيه او أكثر.
وارجع مدير إدارة البترول بولاية سنار حيدر إبراهيم إستمرار الأزمة الى أن ما وصل من الوقود من بورتسودان الولاية لا يكفي الاحتياج، حيث بلغ 10 ألاف جالون فقط كادت تنتهي، كما أن الشركات التي تستورد الوقود قللت من شرائه من البواخر ببورتسودان بسبب ارتفاع اسعار الدولار، إضافه لعدم توفر العملة الصعبة بسبب الزيادة الكبيرة في اسعاره بالسوق الأسود.
وقال مدير إدارة البترول لوكالة السودان للانباء، ان ارتفاع اسعار الوقود جاء بسبب التسعيرة من بورتسودان حيث تحدد سعر الجالون ب ٥١٥٠ الف جنيه، وأكد ان المتوفر الان يكفي ليومين فقط مشيرا إلى أن الادارو قامت بتوزيعه على ثلاثة محطات فقط، وأكد ان ادارته أوقفت التصاديق الفردية منعا لدخول السوق الاسود وتفاقم الأزمة.